قبل إعلان مؤتمر الحوار لابد من إعلان رئاسي يحمل قرارات أكثر قوة من تلك التي أصدرت في جمعة "بالهيكلة نوقف جرائم العائلة"، وسيمثل إعلان قرارات جريئة وبالأخص إزاحة أقارب عائلة صالح من قيادات الجيش ستكون هي الإشارة الجادة لإنجاح مؤتمر الحوار وعلى اللجنة الحكومية والرئيس هادي النظر بجدية لمصفوفة التهيئة للحوار والتي أعلنت عنها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية ، وتحقيق ما يمكن تحقيقه خصوصاً إزاحة أقارب صالح ومعالجة الجرحى والشهداء وتعويض أسرهم وتغيير القيادات الفاسدة والكبيرة والتي لازالت تتربع في الكثير من مؤسسات الدولة دونما مراعاة لمشاعر شباب الثورة الذين يؤلمهم أن يروا فاسدين كبار لم تؤثر على مواقعهم ثورة قدمت خيرة أبناء اليمن وكذا الإفراج عن المعتقلين وإعادة المبعدين من وظائفهم بسبب مواقفهم من الثورة الشبابية ومحاولة استعادة هيبة الدولة عبر سيادة النظام والقانون ، ومثل هذه المطالب ليست ثقيلة وصعبة إن تواجدت النية الجادة لإخراج اليمن لبر الأمان وكذا لإنجاح مؤتمر الحوار.
فالحوار الوطني المرتقب الإعلان عنه قريباً، يُعلق عليه الآمال كل أبناء اليمن في الداخل والخارج ، وبشكل كبير لإيجاد أرضية حقيقية لبناء الدولة المدنية المنشودة ، ومن المفترض أن يتم التحضير الجيد والجاد والمبكر لهذا المؤتمر حتى يخرج بقرارات قوية وفاعلة على مستوى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقبل ذا وذاك شكل الدولة القادمة والدستور الجديد وشكل الحكم الذي يتناسب مع تطلعات الناس لغد أفضل ومستقبل واعد ، شباب الثورة الذين لهم الفضل الكبير بعد الله ومن ثم دماء الشهداء والجرحى بإنقاذ اليمن من أيادي الحكم العائلي الفردي المستبد ، شباب الثورة بكل مكوناتهم وأطيافهم المختلفة سيكونون متواجدين وحاضرين بقوة وبكل تأكيد هم الحصان الأسود في هذا المؤتمر، عليهم مسئولية عظيمة وعليهم استشعار هذه المسئولية وتقديم الرؤى واضحة للمرحلة القادمة وكيفية تصور شكل النظام القادم وما الذي ينبغي أن يتضمنه الدستور الجديد الذي سيتم استفتاء الشعب عليه وكذا تشمل والرؤى تصوراً جاداً لحل القضية الجنوبية وصعدة بما يضمن وجدة الدولة والنسيج الاجتماعي ، وعلى شباب الثورة أن يثروا مثل هذه الدراسة جيداً بالنقاشات المتعددة وعمل ورش نقاش في مختلف الساحات والميادين تلبي تطلعات كل الآراء والتباينات المتواجدة في ساحات الثورة ، لابد من إيجاد وعي ناضج لدى شباب الثورة يستطيع تحليل وقراءة كل المتغيرات ومستوعباً لكل الأحداث ويفهم كل ما يدور حوله حتى لا يغفل شباب الثورة عن تحقيق أهداف ثورتنا ، ومع أن العمر والوقت الثوري لثورتنا ليس بالقصير فكان من المفترض أننا قد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال ، وكلامي هذا لا ينتقص الوعي الموجود أبداً لكن ما أقصده أنه لم يصل إلى المستوى المنشود والمأمول منا ، ففي السياسة وكواليسها ما يجعل الحليم حيراناً، ونحن معاشر الشباب لم نتمرس ونمارس الأدوار السياسية بالشكل المطلوب، فلذا لابد من تعويض هذا القصور بإيجاد بنية فكرية وتوعية بأشكال الأنظمة المتعددة وما الذي يمكن أن يناسبنا ولا يمكن أن يناسبنا وما مثالب وإيجابيات كل نظام وعلينا استدعاء متخصصين في القوانين حتى نتفهم كيفية التعامل مع الدستور الجديد وما الذي سيحتويه وإلى غير ذلك مما يجعل ساحات الثورة ورشاً مفتوحة ولقاءات وندوات ودورات متعددة ليل نهار ، لا نريد أن نذهب للحوار ونحن مكتوفو الأيدي عبر قيدي الجهل المركب وقلة الخبرة السياسية وعلى اللجنة التنظيمية أمانة تاريخية في توعية الساحات والاهتمام بمسألة الوقت الذي يسابقنا ويذهب عنا ونحن لا نشعر بخطر مروره علينا ، فالساسة وقادتها وقبلهم الشعب سيكونون معنا إن ظهرنا بشكل لائق وبرؤى سليمة وواضحة الخطوط والمعالم ومستوعبة تعقيدات المرحلة الانتقالية وعلى ذلك نأمل أن نكون والأيام حبلى بكل المفاجآت المتوقعة والغير متوقعة، ولايمكن فهم ما أقوله بأن كل شباب الثورة سيشاركون في عملية الحوار الوطني ومن البديهي أن مجموعة منهم هم من سيمثلون شباب الثورة وأثق بأن لديهم خبرة ووعياً كبيراً ينقصه الخبرة السياسية وهي موجودة أصلا ، لكنها إلى حد ما ، لكن وجود الوعي الجمعي هام وهام جداً حتى نشكل قوة ضاغطة لمطالب شباب الثورة.
محمود الحمزي
الحوار الوطني ومسئولية شباب الثورة!! 1749