الخيارات الضيقة تفرض نفسها بتجلٍ على واقعنا المثقل بنتائج العبث السادي ، بلد لا يزده دمارنا إلا رحمة بنا وصبراً علينا وشعب لم يع بعد خفايا وخبايا المؤامرات ضده ومازال "مدعمم ومالوش دخل " وما يستطيع فعله هو أن يحشَر نفسه في كل ما يجعل السفينة تغرق وسط أمواج هادرة تتقاذف السفينة بمن عليها!.
ومازال العبث قائم، ولا نمتلك إلا القول عفرانك يا وطننا الحبيب ، حب الأوطان كفيل بإخراج البلاد مما هي عليه، إذ ما يلزمنا فقط هذا الحب لهذا البلد الجميل الذي لا أجمل ولا أروع منه ، فمن يكن له الحب سيتخلى عن كل نزوة شيطانية وسيترك النفاق والكذب والخيانة وسيعمل فقط ما من شأنه أن يرتقي بهذا البلد وأبناءه .
من يحب بلده لن يسمح ليديه أن ترمي كيس الشوكلاته خارج برميل القمامة ، وسيعمل أن تسود النظافة شخصه ومنزله وحارته ومدينته.
حب الوطن يدفعنا للإيمان بالله وبالقيم الإنسانية المثلى ، فالحاقدون على الوطن -تنكراً لجميله - هم وحدهم القادرون على حمل السلاح وفتح صنابير النيران على أي شيء، وهم ذاتهم من يرفضون التخلي عن الأسلحة والتعامل بلغة سواها ، هم أنفسهم من ينهبون البلد ويتواطأون مع القتلة ومصاصي الدماء ويقتلعون الأشجار ويهدمون ما هو قائم ويقطعون الطرقات ويخربون المنشآت الحيوية ، والأشد حقداً من هؤلاء من مازال مدعمماً وساكتاً وراضٍ ومسلماً أمره للشيطان ، الساكت عن هذا الدمار شريك بالجرائم ، الله لا ينظر إليكم ايهاء الجبناء والضعفاء فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف..
اليمن لا يحتاج فقط لقرارات الرئيس هادي الحكيمة ولا لدموع الرئيس باسندوه الغالية، بقدر حاجته لتكاتف شعبي نحو تسريع عجلة إصلاح بعض الخرائب التي امتدت لتشمل معظم بقاع اليمن ، ويلزم هذا التكاتف الشعبي التوقف وإيقاف أي عمليات تخريب أو تشويه جديدة ، إلى جانب قوى إعلامية تسند قرارات الرئيس هادي عوضاً عن القدح بها والمزايدة بمصالح البسطاء.. كفى ما نراه -حديثاً- من عمليات تلميع لقوى القاعدة وأنصار "الشيطان" بحركات خبيثة واصطياد في المياه العكره لجر المجتمع للتعاطف مع من يقطعون شريان الوطن واستغلال حادثة الإفراج عن الأسرى ، هادفة - هذه الأبواق الإعلامية- لجر الوطن نحو التمزق والتشتت .
خيمة الحلم العتيق مازالت أوتادها باقية، فدعونا نحلم بخيمتنا بوطن يحتوينا باختلاف عقائدنا ومذاهبنا ومناطقنا ، دعونا نرى العدل عنواناً لنا والمواطنة المتساوية وأن لا هناك من كبير سوى الوطن ، ولنخرج معاً من طوق "الدعممة " ونقف يداً واحدة ضد أطراف نافذة تخرب مزاج حياتنا العام باتفاقهم واختلافهم وكأننا خلقنا للمعاناة فقط وتحمل ما لا يحتمل .
الأمنيات الغالية بصحوة كل "مدعمم " على هذه البسيطة..
أحمد حمود الأثوري
الله لا يحب المدعممين ! 3868