الموت لهذا البلد الذي يحتمل ما لا يحتمل سواه, الموت لأبنائه الذين ليس لهم قيمة أو سعر ,فطلقة رصاصة مقتول بها أغلى منه ..
الموت لليمن ،هذا هو شعارنا الخفي جميعاً والمعمول بمبادئه وكأنه قرآن لا نحيد عنه ، حتى أصبحت أنكب شخصياً مفتشا بين ثنايا القرآن والإنجيل بعهديه الجديد والقديم ، فيما إذا وجد في كتب الله ما يحض على الفتك باليمن ويدعو له كواجب ديني، كي ننهك هذا البلد أكثر وأسرع ونشعر بعد الخرائب براحة جراء تنفيذ تعليمات الرب .
ليموت اليمن شر موتة:
مجاميع الدرع الشيعي في اليمن والمتمثلون بالإخوة جماعة الحوثيين ينادون بشعارات جوفاء "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل " ولا هنالك من موت يسقونه إلا لليمن فحسب..
في الجهة الأخرى أنصار الله والشريعة والإمارات الإسلامية ينادون بالموت للغرب جميعاً ولا من طلقة تنطلق سوى لاختراق قلب اليمن، وبين هؤلاء وهؤلاء جماعة تجهزت بمتارس من خلفها تقذف بمعاني الكراهية والبغض وإشعال فتيل الفتنة بين الإخوة والفرقاء، أو بتكفير من يخالفهم ومن ليس لهم بتابع .
ومازالت عملية دمار اليمن مستمرة ، وأصبحنا في مرمى البعيد فاختلطت الأمور وأصبح التكهن بمستقبل هذا البلد ضرب من المجازفة والرهان الخاسر اللامعلوم .
وحده الله محافظ على بقاء بعض من هذه البقعة المباركة, وثلة قليلة هم من تسكنهم محبة وطنهم الغالي.
إلى متى سنظل نهشم عظم هذه الأم الرءوم ومن سواها سيحتمل هذا العبث بعد أن تحولنا جميعاً إلى أدوات تدمير لا أكثر مستغلين وضع البلاد ؟ وكيف لها أن تظل صامدة هذه البلدة الطيبة أمام زحفنا التخريبي وعبثنا النزق وجولاتنا الانتقامية تحقيق لمبدأ " ليموت اليمن "؟.
تاركين البلد ينزلق إلى حافة الانهيار ودافعين به إلى أن ينهار بنا ولا نفتأ أن نصدح بمعاناتنا الجمة وأن الوطن في مرمى الانهيار وصارخين بلعناتنا في السماء على حكومة الوفاق التي وبعد ثلاثة أشهر لم تستطع حل مشاكل البلد .
أي حلول سريعة تستطيع قوة في العالم أن تأتي بها وسط هذا الخراب المستمر؟، فكفانا تذمراً من حكومة أكثر أعضاءها وطنيين ومحبون لهذا الوطن وقبولهم بتمثيل الحكومة دليل وطنيتهم، إذ لا كاره لوطنه سيسعى لحكومة وفاق كهذه بعد دمار أحدثه نظام سابق وإنهاك لكل مقومات الحياة.
ولا أدري هل يجب أن نكون صوراً مصغرة لبقايا النظام الذي الآن يتنطع بحبه وخوفه على مصلحة اليمن ويأسف للفوضى ورفع الأسعار و و و الخ، خلال العهد المظلم من تاريخ اليمن افتعل النظام أبشع الجرائم التي حصدت أرواح البشر واغتيلت أفراد وجماعات ولا أحد من هؤلاء الشياطين قال " عيب أو ميصلحش"..
غادر كثيراً منا الحياة ضحايا لأمراض أصبحت منقرضة في كل العالم ولا أحد سمى عليهم أو قال "هؤلاء بشر وأنفس غالية فقدناها" بل نسمع "لكل أجل كتاب" .
الملاريا وحمى الضنك فتكت بأرواح غالية لم يتكلف أحد برصدها ! نذهب إلى المستشفيات الحكومية فلا نجد سريراً يستوعب صرير عظامنا أو أنين جوانحنا , أدخلت لنا عنوة – لتدميرنا - أدوية مهربة عبر منافذ البلد تصل إلى صيدليات جميعها – حقاً جميعها- تخترق طرق السلامة ولا تعمل بها وأصبحنا نشتري سماً زعاف ونحن نظن أن مابين أيدينا دواء تكبدنا تكلفته -حرماننا شيء آخر ضروري في حياتنا- , نلجأ إلى الفواكه ولا نخالها إلا مطعمة بسموم تورثنا، سرطانات تعلن انتهاء حياة أنفس غالية , ولا سمعنا أحدهم -حتى من باب خوفه على أهله – يقول " ارحموا هذا الشعب قليل".
أين كان هؤلاء الشياطين والمنادون دوماً بموت اليمن حتى نلتفت إليهم الآن وهم يتبنون الدفاع عنا – من باب الاستخفاف بنا وتعطيل لعمل حكومة الوفاق - ؟
شوهت عقولنا ومناهج تعليمنا وغيب عن بلدنا كل مقومات الحياة " ولا نفر شيطان قال هذا باطل " مسخت قيم بفعل ذاك النظام وأسس لثقافة لعينة أساسها الكذب والتحايل والغش والإقصاء, وأحرم شعب كاملاً كـ"الجنوب" من حقوقه ونهبت أراضيه ولا فضولي قفز وقال " لحد هنا وبسسس".
يقتل ابنك من قبل عابث أو تنهب أرضك ثم تعاني بعدها الأمرين: حزنك وعدم إنصافك وتمر عشرات السنين تخسر فيها " ما فوقك وما تحتك " لتجد حقك مغيب " العوض على الله " وتشتد حاجتك إلى يد حنونه تطبطب عليك وكلمة تواسيك بأن الله عدل , ولا شيطان قال " خلو شرع الله ينفذ " بل كانوا مؤمنين ومقتنعين بحكم الشيطان.
وماذا بعد؟ فبالقلب غصة على هذا الوطن الذي ندمره بأيدينا ولا نستشعر حبه، ولا أدري حقاً إلى متى سيظل هكذا صابراً أمام عبثنا المتواصل؟ ماذا لو كل منا عوضاً عن الدمار الذي يحدثه كل يوم زرع شجرة في صدر هذا الوطن وتعهدها وتجنب أن يرمي أي نفاية خارج المكان المخصص لها؟! فكرة بسيطة يتبعها الكثير مما يحتاجه اليمن، لكن ماذا لو حدث هذا رغم بساطته بالطبع سيبتسم اليمن وسنغير هذا الشعار المنادي لموت اليمن ,ووقتها نستطيع أن نقول بصدق " سنحيا ونفنى ليبقى اليمن"..
أحمد حمود الأثوري
الموت لليمن ..... 2879