ليس كل وحدة قوة, فوحدة اليمن كانت أولها مبادرة وآخرها مؤامرة من قبل صاحب النوايا الصالحة ومع أنه يردد دائماً حسن النوايا،إلا أنه تعامل مع الوحدة باعتبارها مغنماً وليست مغرماً لإقصاء الطرف الآخر بل وإقصاء الوطن بأكمله شماله و جنوبه ليتفرد وحده لا شريك له في الوطن, فالوحدة انجازاته واليمن وخيراتها ممتلكاته ومن ينازعه في إحداهما فلا بقاء له في الوطن.
شريكه الآخر في الوحدة عندما انعدمت السبل وانقطعت الطرق وعجز عن التعامل مع هذا الجبروت أعلن الانفصال وهذا الإعلان نزل على صالح برداً وسلاماً ليستغله في قمع من ينازعونه, ووجده مبرراً للقضاء عليهم وتكميم أفواههم!!.
وتستمر الحكاية, فكلما طالب الجنوبيون بحق من حقوقهم قيل عنهم انفصاليون, باعتبارهم قد أتوا كفراً بواحاً ومن حقه إبادتهم عن بكرة أبيهم، ساعده في ذلك جهل الشعب وثقته العمياء بالإعلام الموجه, فلم يعِ البعض ما عاناه المواطنون في جنوب اليمن.
عندما انكشف الغطاء الإعلامي وظهرت حقيقة النظام السابق والتي كشفتها النخبة وبقيت شريحة تؤمن بكذبه, فكانت ضحية خطاباته المغرية, فعملت شريحة النخبة على إيضاح الحقيقة وبرهنتها وأثبتتها بدلائل حتى تمكن الشعب من معرفه الحقيقة والقيام بثورته الشبابية.
إخواننا في الجنوب قاموا بعدة محاولات بداية من 2007م ولم تنجح, إلا أنه لازال في قلوبهم شك بأن الثورة الشبابية ستتوجه إلى نفس المصير وتؤل إلى ما آلت إليه سابقاتها وأن جبروت النظام سيعود لهم, فيسعون إلى التخلص من هذا الكابوس الذي لازال يطارد مخيلتهم ويرافق أذهانهم بأي طريقة وإن كانت غير شرعية.. فتداعيات القضية الجنوبية صارت وخيمة,حيث بإمكان بعض فصائل الحراك عمل فوضى عارمة.
لذا ينبغي تحقيق أهداف الثورة الشبابية السلمية كاملة والسعي لإقامة الدولة المدنية التي تضمن الحقوق والحريات ونزاهة القضاء وإقامة نظام دولة وليس نظام عصابة كما كان في السابق، فالدولة المدنية والمواطنة المتساوية هي طموح كافة اليمنيين.
إن النظام الجديد بقيادات جنوبية قد قلل من حدة التوتر عند الحراكيين, الذين يبررون مواقفهم الرافضة للوحدة بحجة احتلال الشمال للجنوب ويبقى على النظام الجديد إبراز قيادتهم وفرض مكانتهم من خلال قرارات صارمة بحق من تسبب بقضية الجنوب خاصة واليمن عامة والعمل على إصلاح الأوضاع ورد المظالم لسد الثغرات التي يستغلها الحراكيون في تبرير مواقفهم، فاليمنيون سواء في الشمال أو الجنوب تواقون إلى الوحدة والحرية والكرامة والحياة الكريمة بغض النظر عن جنسية الحاكم وخصوصاً أن اليمن قد حكمها باذان الفارسي وأبرهة الحبشي, وبالتالي لن يهتموا بهوية الحاكم بقدر اهتمامهم بتعامله تجاه وطنه وشعبه.
وأخيراً الحل الوحيد هو إزالة ما تبقى من أوراق صالح حتى نزيل الشك باليقين وننزع الريبة من قلوبهم, لكسر حاجز الخوف الذي يداهمهم ونؤكد لهم بأن النظام صالح قد انتهى فلا مجال لعودته.. وكلنا أمل ألا تكون الحلول لهذه المطالب هي الإكراه, لأننا سنتحول بذلك إلى نسخة من النظام السابق.
e.s.alsalami@hotmail.com
/////
إسماعيل صالح السلامي
القضية الجنوبية.. الأسباب والحلول 2434