لقد دشن المشير/ عبدربه منصور هادي مرحلة التغيير الفعلي بالقرارات الجمهورية الحاسمة التي أطاحت بأبرز عتاولة النظام السابق وسط ترحاب شعبي ومحلي وإقليمي ودولي كبير وحظي بدعم غير مسبوق من الشعب اليمني وأثبت المناضل/ عبدربه منصور هادي، أنه على قدر المسؤولية الجسيمة والتحدي الهائل في قيادة بلد تتقاذفه الصراعات ومراكز القوى الضاربة في أعمال الفساد، فالشيء اليقين الذي استقر في عقول العامة من الناس أن الإطاحة بأمثال: مقولة، ومحمد صالح الأحمر، وعلي الشاطر، وحافظ معياد، وطارق محمد عبدالله صالح، من سابع المستحيلات لما تمثل هذه الرموز من قوة فاعلة حقيقية يعتمد عليها الرئيس السابق حتى بعد الخروج من الحكم والذي لا زال مؤثراً في الحياة السياسية من خلال أتباعه الكثيرين الذين يمسكون بزمام الأمور في جل المؤسسات العسكرية والمدنية في البلد, وبدون شك هم يلبون ما يؤمرون به في تعنت يتجاوز الواقع وحقائقه الجديدة وهي مكابرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في التشبث في سلطة حكم وحكم أصبح من مخلفات الماضي البائد .
إن سقوط عميد المدراء/ علي حسن الشاطر، كما يصفه الرئيس السابق بتلك الطريقة المهينة التي لم يفكر بها أحد طيلة (37 عاماً) من منتسبي التوجيه المعنوي والتي تجرعوا خلالها مرارات القهر والإذلال حتى كتب لهم القدر لحظة تاريخية خلصوا بها منه ببطولة نادرة، ومما لاشك فيه أن ذلك السقوط المدوي مهد الطريق لمثل هذه القرارات التاريخية، والذي يعدها الكثير بمثابة اللبنات الأولى لبناء الدولة الحديثة بقيادة المناضل/ عبدربه منصور هادي، باعتباره أقوى رئيس يمني في التاريخ الحديث حظي بدعم شعبي وإقليمي ودولي لم يحز عليه أحد من قبله ولسوف يحفظ التاريخ الموقف الوطني للواء/ محمد ناصر أحمد - وزير الدفاع- الذي أعلن تحت قبة البرلمان بكل وضوح عزم القيادة السياسية والعسكرية على اتخاذ قرارات هامة وتعهد بتنفيذ ذلك، وإلا فسوف يعلن انسحابه وأسماء من يقفون و يعملون على عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية، فأوفى بعهده .
إن تعيين اللواء طيار/ راشد ناصر الجند قائداً للقوات الجوية والدفاع الجوي بمثابة رسالة واضحة البيان لنموذج التغيير الحقيقي، فصانع القرار الأول في البلد أراد أن يثبت أن معايير الكفاءة والمهنية هي التي ينبغي أن تسود دون الالتفات للولاءات والانتماءات التي عطلت قدرات وخيرات الوطن وأفسدت الحياة السياسية والعملية عموماً.
وبقدر ارتياحنا البالغ لتعيين الرجل المهذب/ راشد الجند، فإننا نخشى عليه من المهام الجسيمة والإرث المثقل الذي تركه محمد صالح الأحمر وكلنا أمل في أن يثبت الجند تفوقه وحسن الظن به واختياره، وقادم الأيام كفيلة بإبراز الفرق بين وطنية وثقافة وكفاءة وأخلاق الخلف من السلف .
وما نريد قوله أن الرئيس/ هادي قام بخطوات عملية جريئة جداً في مسار تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وقدم ما عليه كصاحب قرار، ولم يتبق إلا أن تلتف كل القوى الوطنية والأحزاب وأبناء الشعب لمساندة القيادة السياسية العليا بقوة لإنجاز المهام الكبرى في المرحلة الانتقالية، وكل ما نتمناه أن لا يغيب عن ذهن المشير هادي مخاطر تدخل المؤسسة القبلية الباحثة عن نفوذ قوي قد ترتكس معها إرادة التغيير مهما كانت جريئة، فالمعروف أن ذلك النفوذ لم تفلح معه أي محاولة للتغيير في الماضي.
وخلاصة القول: مصائر الأوطان والشعوب لا تحدد من شيخ قبيلة أو تاجر سياسي شيد ملكه من فساد ثلاثة وثلاثين عاماً من الزمن .
مقبل سعيد شعفل
إرادة التغيير هل بدأت؟! 1944