(أتعس شعب وأقبح جنس على وجه الأرض هو شعب جزر واق الواق)، وكذلك الشعب الممسوخ فيما تسمى (بالجمهورية الافلاطونية) من الخساسة والحقارة مستعد أن يبيد كل المخلوقات على الأرض لكي يستولي على ممتلكاتهم، وما أفلاطون قائدهم إلا لص ومتعجرف مثل شعبه، هكذا نحن مخدوعون بهم، وأنا لم أتجن عليهم ولكن هذه هي حقيقتهم من تجربة، فالأول زرته وتعرضت للسرقة في عز الظهر، والثاني كان لي زميل منهم - رغم أنه كان يتبجح بانتمائه لوطنه الافلاطوني- فقد كان من غروره يمر أمامي دون أن يرد حتى السلام، لذا ماذا ننتظر من شعبين لا ينتجان إلا اللصوص والغرور، لذا أرجوكم لا أريد أحداً منكم أن يدافع عن هذه الشعوب أمامي بعد هذه الأدلة .
تفكير (كارثي) وما أكثره في حياتنا عانينا ومازلنا نعاني منه حتى اللحظة يلعب الجهل والتعبئة الخاطئة دوراً في تسويقه وتبنيه وتقديمه بصوت عالٍ، ضارباً عرض الحائط بأنماط التفكير وقداسة العقل .
وأجزم أن هناك من هو بيننا -وهم كثر- من يتبنى مثل هذا التفكير العقيم وما أكثر الكتابات التي ترسخ مثل هذه الثقافة، مع أنه لا يوجد عاقل يجادل بخيبة مثل هذا الحكم وسذاجة مثل هذا التفكير.
منذ زمن ونحن نتبنى قوالب جاهزة من الحكم على الآخرين، ولعبت السياسة وأجهزتها الإعلامية المختلفة دور المغذي لهذا النمط من الأحكام، ففي مرحلة كان العالم مقسماً إلى محوري الخير والشر، وشعوب نامية وشعوب متقدمة، وقارات متخلفة وأخرى متحضرة، وغنية وفقيرة، وقارات سوداء وبيضاء وصفراء، وعلى هذا الأساس كان الكثيرون يحكمون على هذه الشعوب وفق هذه الأنماط الجاهزة، وكان التفكير المنطقي ينحسر بجانب ثقافة التعميم هذه، وحينها لم نجد أحداً يجاهر بالقول إن هناك أمريكياً خيّراً أو أفريقياً غنياً على سبيل المثال، واتسعت دائرة التعميم وصار حكمنا على الآخرين من منطلق (لا تتعب دماغك فكلهم شبه بعض).
ولا بأس بعد ذلك أن نسمع: ( الشعب الشمالي ) متخلف، و( الشعب الجنوبي ) انفصالي، وأهل مأرب بحاجة لقصف الطيران لأنهم يضربون أبراج الكهرباء، والحوثيون عملاء، والإيرانيون أعداؤنا والخليجيون يكرهوننا والعرب لا خير فيهم، ومن هم معنا فهم على حق ومن ضدنا على باطل، وهكذا صرنا نعمم الحكم على الناس ومواقفهم بشكل غير واقعي وبأسلوب لا يجلب العناء ولا الجهد في التفكير والبحث والتقصي.
نعم.. لا أحد ينكر أن ذلك تفكير غير سوي وقياس تتحكم به في أحيان كثيرة - إلى جانب سياسات التعبئة- اضطرابات نفسية غير سوية ولا بأس بعد ذلك أن وُجِد من يميل لهذا التفكير المضطرب، فالناس مختلفون ليس فقط في سلوكهم، ولكن في حظوظهم، وفرص التعليم، وكذلك في مقدار الظلم الواقع عليهم، وأحكام المرء على الآخرين مرتبط في أحيان كثيرة باضطرابات غير سوية، حيث أكثر الأجواء مناسبة لعجز العقل هي تلك التي يسود فيها الاختلال.
لذا نحن نجنح دائماً للسهل حتى فقدنا الاستعداد والقدرة على التفكير والتحليل وتركنا ذلك لأقوام أخرى سُخِّروا لخدمتنا كما يقول الفاشلون، والتفكير نيابة عنا بسبب العجز، وحين يتساءلون ببلاهة عن فائدة كتب تلك الأمم التي تزخر بالدراسات والتحليلات المختلفة إن لم ترح أدمغتنا من التفكير.
لقد جاء (التعميم) من أجل مساعدة العقل البشري الحكم على مواصفات عامة، لذا غابت كلمة (بعض) من قاموسنا ومن حكمنا على الآخرين، لأنها تتعلق بالقياس الذي لا نجيده ولا نهواه.
وبدونها سنظل نراوح مكاننا وسندمر ذاتنا وتتسع دائرة الحقد والكره بيننا ويتشتت الصف وسيبقى شعب (جمهورية أفلاطون) بما فيه من خير وشر مثله مثل بقية شعوب المعمورة فيه الصالح والطالح، وسيبقى شعب (جزر واق الواق) كما هو بخيره وشره، ولن يأبه عاقل لشهادة تعيسة من ثقافة أتعس.
فؤاد عبد القوي مرشد
لا تتعب دماغك.. كلهم شبه بعض 2256