الطريق هو السبيل الذي يتخذه الناس إلى مبتغاهم؛ لقضاء حوائجهم والتواصل مع الآخرين في الأماكن الأخرى, وبفضل الله تعالى ثم بفضل التكنولوجيا المتطورة استطاع الفرد في أقصى شمال الكرة الأرضية أن يتواصل مع الآخر في أقصى الجهة الجنوبية بلحظات حتى وإن اختلفت اللغات والثقافات.. ونحن في تعز مازال الطريق الأساسي الذي يربط جزءاً كبيراً من محافظة تعز بالمدينة (عاصمة المحافظة) مليئاً بالعثرات والمشاكل, وذكرنا هجدة هنا ليس لأنها الوحيدة المتضرر أهلها من هذا الطريق لكن لأنها المدينة الأبرز التي تقع المشكلة في الطريق إليها , فمنذ سنوات طويلة والمواطنون يذوقون الأمرين من هذا الطريق وهو مجرد طريق وليس مشروعاً تكنولوجياً أو أنه مهمة ضخمة تحتاج إلى إمكانيات ضخمة, وفي الدول الأخرى ربما لا يستغرق العمل على توسعة طريق كهذا أكثر من شهر ونحن مازلنا لم ننتهِ ولو من جزء يسير من هذا المشروع الهام والبسيط, بالطبع هناك جزء تم الانتهاء منه لكنه لم يستمر سوى فترة قصيرة ربما لا تتعدى أسابيع حتى ظهرت فيه العيوب وتمت صيانته لشهور، ثم هاهو حتى الآن مازال على تلك الحال .
تعتبر الطرقات من البنية التحتية التي تجاوزتها الكثير من دول العالم بل وتم الانتهاء في كثير منها من تعبيد الأزقة ونحن مازلنا نعاني من سوء الطرق الرئيسية، فما بالك إن كان يعد هذا الطريق دوليا كهذا؟! فأهمية هذا الطريق لا تقتصر عن كونه الشريان الوحيد الذي يصل المدينة بعدة مديريات، بل ويعتبر من أهم الطرق الدولية، فهو الطريق الذي يصل المحافظة بمحافظة الحديدة، فماذا سيقول عنا الزائر من الدول الشقيقة حين يزور محافظة مهمة كتعز والطريق إليها بذلك السوء, ثم تخيل إن كرر هذا الزائر زيارته بعد سنوات ووجد أعمال الطريق مستمرة وكأنه سور الصين العظيم؟!.
لقد تضرر المواطن من هذا الطريق كثيراً، خصوصاً أولئك البسطاء الذين يقتاتون من العمل بسياراتهم ممن تؤثر هذه الطريق على رأسمالهم الوحيد وهو يستظل تلك السيارة التي يكد عليها من أجل قوته وقوت أولاده, وقد احتج الأهالي أكثر من مرة وتم قطع الخط لساعات ليلفتوا إليهم الجهات المسئولة لعلها تشعر بمعاناتهم بعد كل هذه السنوات, ناهيك عن الحوادث التي تحدث فيه لتحصد الأرواح وتتلف الممتلكات وتورث الأسى والحزن في حياة الكثيرين، ثم لا نجد من يهتم لحال المواطن اليمني المغلوب على أمره.
إننا نأمل من المحافظ الجديد الأستاذ شوقي أن يلتفت لهذا المشروع المتعثر وأن تشكل لجنة للنظر في العبث الحاصل هناك وليحاسب المقصر ممن أسند إليه هذا المشروع، خاصة وأن المشروع يسند كل فترة إلى شخص أو جهة دون أدنى محاسبة على العبث الذي مارسه من سبق.. إن هذا الطريق لا يهم هجدة وغيرها من المدن والمديريات الواقعة على هذا الخط فقط، بل ويهم المحافظة ككل، لأنه الطريق الوحيد الذي يربط المحافظة بالحديدة وهو طريق دولي يمر من خلاله المسافرون ليس إلى تعز فقط وإنما إلى محافظات إب وذمار وعدن وأحياناً إلى صنعاء والعديد من محافظات الجمهورية.. إننا ننتظر لفتة مسئولة إلى هذه المعاناة اليومية بما يحقق المصلحة العامة ويخدم محبوبتنا تعز.
تغريدة:
حينما تغيب الوطنية من وجدان الفرد فإنه يمارس العبث بالوطن وهو يبني ثروته لا وطنه ولهذا تقوم الثورات.
توفيق الخليدي
لو أن سيارة تعثرت في الطريق إلى هجدة 1791