سألني أحد الأصدقاء يوم أمس من هو الرئيس الفعلي لليمن بعد مشاكلكم التي افتعلتموها في البلاد أيها الثوار؟ أجبته وبكل صراحة إنه فخامة الرئيس جمال بن عمر - حفظه الله ورعاه- أما الرئيس الشرعي والمنتخب من قبل الشعب فهو فخامة المشير/ عبدربه منصور هادي, ولا يزال زعيمكم أيها البلاطجة رئيساً لجامع الصالح وحزب المؤتمر الشعبي العام والحرس الجمهوري والأمن المركزي, وهو الذي حكم البلاد وظل رئيساً لها لأكثر من ثلاثين عاماً ولم يقتنع بالتغيير, وهذا ما أوصلنا إليه اليوم.
وفي جميع بلدان العالم يتغير الرئيس كل أربع أو خمس أو ثمان سنوات وأنتم تجاوزتم الأعراف والعادات والتقاليد والدستور وكافة اللوائح والقوانين وتماديتم حتى وصلت بكم الوقاحة إلى فكرة قلع العداد ورغم ذلك فإننا ندرك تماماً أن ما حصل هي إرادة شعب وليس له علاقة بالمعتصمين أو المعارضة أو غيرها وأنه قد آن الأوان للتغيير، لكنكم مهووسون بالرئاسة, حيث تتناحرون فيما بينكم على رئاسة فرع المؤتمر في الدائرة الانتخابية وعلى مستوى المديرية والمحافظة, ولذلك لا ألوم جندي الأمن المركزي الذي قال لي قبل عامين إن يحيى محمد عبدالله صالح رئيساً مثل عمه صالح كونه رئيس جمعية كنعان والأمن المركزي واتحاد وكالات السياحة والسفر وغيرها من المسميات التي ذكرها لي، لكن الرئاسة اليوم يا صديقي لم تعد بالشيء الكبير لنتهافت عليها مثلما تهافت عليها السابقون وكان الرئيس في المحافظات الشمالية أو الجنوبية لا يبقى على الكرسي أكثر من أربع أو سبع سنوات أو شهرين مثل السلال والحمدي والغشمي وسالمين وغيرهم, فقد أصبح اليوم الحوثي رئيساً في صعدة وإرهابي آخر رئيساً في شبوة وثالث رئيساً في أبين, لقد أصبح اليوم للمتقطعين رئيساً ولأصحاب الفيد والمهربين رئيساً ولدى كل واحد منهم إمكانيات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وحتى ثقيلة.
ومع احترامي وتقديري للرئيس الشرعي التوافقي المشير/ عبدربه منصور هادي, ذلك الرجل الذي يعمل بعقلانية ومسؤولية، لكنني أرى في السيد جمال بن عمر رئيساً فعلياً للبلاد, فهو الوحيد الذي استقبله الحوثي بكل حفاوة وترحاب وهو أيضاً الذي سلم محمد صالح الأحمر قيادة الجوية بحضوره, وهو الذي عند زيارته يستمر التيار الكهربائي دون انقطاع ويختفي المسلحون من المدن.. لقد كان زعيمكم الرئيس السابق يا صديقي إذا أعلن في المساء وطالب التجار بتخفيض الأسعار نتفاجأ في الصباح بجرعة سعرية جديدة, إما من الحكومة أو من التجار الذين معظمهم في مجلس النواب ومشائخ وفي الحكومة.
أما السيد بن عمر فإنه وبمجرد الإعلان عن قدومه إلى اليمن تردم المتارس ويختفي المسلحون في المطار وحتى دار الرئاسة ويعيش سكان الحصبة عدة أيام في أمان ويتنفس أبناء أرحب وبني جرموز الهواء النقي بدلاً من رائحة البارود وهكذا.
إنه رئيس بحق وحقيقة وهو بالفعل يستحق ذلك ما دام قد كلف من قبل مجلس الأمن لتنفيذ المبادرة الخليجية والتي جاءت مثل حكم رجل المرور "ثلثين بثلث" وأصبحنا اليوم تائهين, نسأل أنفسنا ماذا جرى ويجري في البلاد، هل هي ثورة أم توافق أم تبادل أدوار؟ لقد جاءت المبادرة وحولت الرئيس إلى زعيم والنائب إلى رئيس والمشترك إلى وزراء وشركاء في الحكومة والقاعدة إلى أنصار الشريعة وفك الارتباط والحراك إلى عناصر مسلحة ومفجرين وأحمد سيف حاشد ومنى صفوان إلى حوثيين, والمواطن البسيط هو الذي يدفع الثمن والوطن هو الذي يتم التآمر عليه.. فهل نتعظ؟.
عبدالوارث ألنجري
الحاكم الفعلي ..... 1821