كنا فيما مضى من الأزمة أو الثورة، نعاني وما زلنا من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي ولساعات طويلة لا تطاق، وعندما نتساءل ما السبب ومن المسبب؟! نتلقى الإجابات من ألسن المفتين الجدد، فمن كان من النظام أو السلطة يؤكد بأن من يعتدي على خطوط وأبراج الكهرباء "مأرب-صنعاء" هي المعارضة، والهدف هو إثارة الشعب ضد النظام بحجة عدم قدرته على توصيل الكهرباء للمواطنين وحمايتها، بل ويقوم بإرسال أشخاص لتخريبها أو إطفائها بتوجيهات عليا، فكيف يحق له أن يظل في الحكم وهو بهذا الحال وفي محاولة للتسريع في إسقاطه كأحد أدواتها في الثورة التي تقودها ضده.
وفي المقابل نجد المعارضة تتهم النظام بأنه من يتعمد تجريع المواطنين وإلحاق الأضرار النفسية والاقتصادية وتنغيص حياتهم بانتهاج أسلوب العقاب الجماعي، ليؤكد بأنه الوحيد القادر على حكم البلاد وإذا لم تمتثل المعارضة وتوقف الاحتجاجات ضده فإنه سيعمل على الكثير لوأد طموحاتها وتطلعاتها في الوصول إلى السلطة.. هكذا كان حال ما مضى..
أما وقد تجلت الحكمة اليمانية وتجاوز الشعب اليمني المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية التي كانت المخرج الوحيد - بإذن الله- للخروج من النفق المظلم الذي يفتك بالجسد اليمني الواحد ويقطعه أوصالاً.. ها نحن الآن نسير في طريق المرحلة الثانية من التسوية، نجد السؤال يفرض نفسه مجدداً: من يعتدي على الكهرباء حالياً وقد لبست السلطة والمعارضة ثوب التوافق؟! وألم يئن للذين توافقوا أن يرحموا هذا الشعب الصابر والصامد والذي يعلق كل آماله في ولي أمره الذي صوت له بإجماع وحكومته في الإبحار به إلى شاطئ الأمان؟!.. وإذا توجهنا بالسؤال نفسه إلى أبناء مأرب الحضارة والتاريخ: هل فعلاً منكم رجل يطلق النار أو يضع خبطة حديدية على خطوط نقل الكهرباء؟! لا أظن ذلك فأقول لأبناء شبوان ما هكذا أنتم ولن يرضى عقلاؤكم بذلك، فقد أثبتم روعتكم وشهامتكم عندما وقعتم على وثيقة اتفاق بتغريم من يعتدي على الكهرباء بنصف مليون ريال وطبقتم ذلك عملياً على أحد أبنائكم..
وأقول لآبائي وإخواني في الجدعان: ما هكذا يفعل "الجدعان" كما يقول إخواننا المصريون، فإذا كانت لكم مطالب فمن حقكم الحصول عليها بالطرق الشرعية والقانونية، فالحكومة أبدت استعدادها لتلبيتها ومحافظكم الجديد الشيخ/ سلطان العرادة قد مد يديه إلى كل من له مطالب مشروعة ليأتي إليه وسيلبيها.. أما أن تتركوا الحبل على الغارب؟ فما جهد المهندسين الذين تركوا أسرهم وأنهكت قواهم في إصلاح ما تخرب؟ وما جهد وزارة الكهرباء والمؤسسة حينما خسرت أكثر من 3 مليار ريال وتكبدها الاقتصاد الوطني جراء تلك الاعتداءات؟ وما ذنب أهلكم في العاصمة صنعاء وغيرهم في محافظات أخرى أن تفرض عليهم حياة البادية التي لم يألفوها لأنهم لا يستطيعون العيش بدون التيار الكهربائي الذي بات عصب الحياة اليوم؟!
أخيراً آمل أن نفتح جميعاً صفحة جديدة كي نسطر عليها حكمتنا اليمانية بأحرف من نور.
رسالة:
يقال الوفاء لا يقابل إلا بالوفاء.. إلى كل من عزف عن تسديد فواتير الكهرباء أرجو أن يستفيد من عرض المؤسسة العامة للكهرباء في التسديد بالتقسيط، كي تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها نحونا في استمرار التيار الكهربائي.
أمين العتيبة
ما هكذا يفعل الجدعان!! 1707