يعلم الجميع أن كل ما يحدث اليوم في كل أرجاء البلاد من قتالٍ وصراعات، وقطع للطرقات، ونهب للممتلكات، وتدمير مؤسسات الدولة، وحرمان الشعب من أبسط الخدمات، وجعله معلقاً بين الموت والحياة، ليس إلاّ من تخطيط وتنفيذ لوبي النظام السابق الذي يفسد ويعبث في كل أنحاء البلاد وداخل مؤسسات الدولة؛ ولا يخفى هذا على أحد إلاّ من أعمى قلبه وجعل على بصره غشاوة وفي أذنيه وقراً.
إن ذلك اللوبي الذي حكم البلاد بطريقة العصابات وسقى الشعب كؤوس المرّ والويلات، وعمل من أجل التوريث على إشعال الفتن بين قبائل اليمن والحروب والثارات، ومن أجل الحصول على الدعم الخارجي أنشأ كثير من الجماعات الإرهابية، وأخذ يعبث بالوطن وثروته هو وأبناؤه وأسرته ومن والاهم كيفما شاءوا.
وحينما قال له الشعب (إرحل) تكبر وطغى، وقتل الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، وبعد أن عجز عن إيقاف الثورة، وفشل في جرها إلى العنف وشخصنتها؛ طلب الحصانة والضمان، ليعود إلى التخريب والدمار.
وهاهو اليوم يكشف عن صدق النوايا، ويتحرك في كل الزوايا، ويشعل اللوبي في كل مكان؛ لينتقم من الشعب الذي حكم عليه ثلاثة عقود بالجهل والفقر والمرض، ونهب كل خيراته، ومن الوطن الذي تربع على عرشه، وعاث فيه فساداً.
إن تلك الجماعات وإن اختلفت مسمياتها، وتنوعت أشكالها، وتعددت أفلامها، فإن لها علامة تجارية مسجلة تدل على أن منتجها، ومصنعها، ومديرها؛ هو اللوبي الذي يسعى إلى إغراق البلاد في مستنقع الفوضى والانفلات الأمني، وإحراقها بالصراعات السياسية الدامية، والحروب الإرهابية والطائفية الخبيثة؛ لإفشال حكومة الوفاق، وتنفيذ مخططاته الإجرامية الحاقدة التي رسمها لتمزيق الوطن وتدميره وليس هذا فحسب؛ إنما لإغراق المنطقة بأسرها بما سينتج عن ذلك من أضرار وأخطار ستلحق بالمنطقة بأكملها.
إن هذا اللوبي لم يزل يتحرك في كل الجهات ويعمل على نشر الأحقاد والضغائن والكراهية، وزرع الطائفية والعنصرية والمناطقية، وتحريض مكونات الثورة ضد بعضها البعض، وبث الخوف والقلق واليأس في أوساط المجتمع، ويسعى لقتل ثقة الشعب بنفسه وقدرته على التغيير.
وعلى المجتمع أن يدرك ما يجب عليه للتخلص من هذا اللوبي، ليكمل أهداف الثورة وبناء الدولة التي خرج من أجل بنائها.
معاذ الجحافي
اللوبي .... 1927