من غريب أمر حزب الحق - وكل أمره غريب- إنه بعد كل هذه الانشقاقات والانقسامات والاستقالات والإقالات والمشاكل والإشكالات، إنه اليوم أصبح حزبين: حزب الحق لصاحبه حسن زيد وإخوانه وحزب الحق لصحابه محمد المنصور وشركائه.
وأصبح لدينا نسختان للحزب وصحيفتان وقيادتان، فقد حدث استنساخ للحزب – الكبير والعريق- في عهد الثورة والنظام الجديد، وهذا الغرائب والعجائب لأننا تعودنا أن يكون الاستنساخ للأحزاب بفعل وتدبير النظام السابق الذي شق بعض الأحزاب واستنسخ البعض الآخر وأحيى بعض الأحزاب وهي رميم.
أما في هذه الحالة – حالة حزب الحق- فالمسألة غير ذلك، فقد قام الأخ/ محمد المنصور – وهو شاعر وأديب وكاتب ومعه عدد من كوادر الحزب- قام بعملية تغيير وتبديل وأعلن إقالة زميله وصديقه اللدود الأخ/ حسن محمد زيد، ونصب نفسه أميناً عاماً وقائداً للحزب تحت مبرر أن حسن زيد اختزل الحزب بشخصه وذاته، واستحوذ على القيادة والإدارة والأمر والنهي وبدون شورى ولا استشارة، وحسب الأخ/ أحمد البحري – رئيس الدائرة السياسية لحزب الحق جناح محمد المنصور- فإن حسن زيد اختزل الحزب في نفسه وأسرته وأنه لا يطيق أي شخص يخالفه، مما دفعه للتآمر على اللجنة التنفيذية التي كلفته بمهام الأمين العام للحزب.
وأكد البحري أن الأستاذ/ محمد المنصور سياسي مخضرم وسوف يضيف إلى ا لحزب الشيء الكثير وفي المقابل فإن الجناح التابع لحسن زيد يؤكد على أن المتآمر هو محمد المنصور وعصابة الأربعة وفي رواية التسعة الذين معه، وأنه قام بعملية انقلاب ضد القيادة الشرعية للحزب، والأخطر من هذا الانقلاب هو أن محمد المنصور أشاع ويشيع أنه قام بالانقلاب تنفيذاً لتوجيهات "السيد" عبدالملك الحوثي وأن توجيه الحوثي صادر أساساً من "السيد" حسن نصر الله شخصياً، والذي قام بدوره بتنفيذه توجيهات القيادة العليا في الجمهورية "الإسلامية" في إيران.
والسؤال الذي يطرحه جناح حسن زيد هو: لماذا يشيع محمد يحيى المنصور وعصابة الأربعة هذه الفرية؟! الروياتي من نفس الجناح: الهدف الظاهر هو منافقة التيار، يقصد التقرب والمبالغة في إظهار الولاء "للسيد" الحوثي، هذا الهدف الظاهري أما الهدف الحقيقي كما يذكر جناح زيد هو: أن محمد المنصور يريد تقديم الدليل الدامغ على تبعية "السيد" الحوثي وأنصار الله لإيران عبر "السيد" حسن نصر الله وحزب الله، والبرهنة على أن "السيد" الحوثي عامل "للسيد" نصر الله في اليمن، الذي بدوره عاملاً لإيران في المنطقة العربية.
وأنا بدوري أقول: هل هذا الدليل الذي قدمه المنصور يكفي لإثبات هذه العمالة والتبعية؟! وهل الانشقاقات التي يتعرض لها حزب الحق وصراع التيارات الزيدية سيؤدي إلى فضح الكثير من الأوراق وإخراجها من الجانب المستور إلى العلن والنور؟!.. إنا لمنتظرون.
عبد الفتاح البتول
الاختلافات الزيدية والبحث عن الهوية.. حزب الحق أنموذجاً!! (2) 1789