(1)
الصفة السائدة والصفة المتنحية:
مَدَنِيَّة تعز صفة متنحية أمام قبلية ومشيخة صنعاء ولا أدل على ذلك أن صنعاء لا زالت بنفس قبلي بالرغم من أن 60% من سكانها مدنيون من تعز وإب والحديدة وحجة الساحلية، فلو كانت تلك المَدَنِيَّة مشروع لأصبحت صنعاء قطعة من تعز.
المقطري والقدسي شابان في الحارة لم أعرف أنهما من تعز إلا من لقبهما، أما اللهجة والسلوك فخشانة القبيلة السيئ القبيلة التي ليست شراً محضاً، ففيها من القيم والشجاعة والنخوة ما يجب أن تباركها المدنية وتصير من الأخلاق التي يجب أن تكون والفطرة الإنسانية، فالمادة وسلوك الحاكم دمّر بعضاً من جمال القبيلة بتبني الشواذ سلوكياً سواء من أبناء القبيلة أو في جغرافيا القبيلة لتشويه صورة القبيلة ومن ذلك الذين يقطعون الكهرباء، لا أعتقد أن القبيلة تسلك هذا السلوك أو تباركه فمن صفات القبيلة الشجاعة والمواجهة التي تعبر عن رجولة وقوة ولو كان ثمنها الروح دون التنازل عن قيم وأخلاق القبيلة لا للأعمال الجبانة مثل قطع خطوط نقل الطاقة والتقطع والاختطافات وغير ذلك.. فالمدنية المنشودة يجب أن تكون اعتزازاً بالسلوك والثقافة واللهجة التي تقْرُب إلى الفصحى لا الانحدار إلى العكس والانهزامية وفرض ذلك عبر المرافق العامة والتعاملات والمدارس واستقامة اللسان مع الاحتفاظ بالخصوصية كثقافة وتراث، فصفات المدنية وكل جميل وجمال بعد الثورة يجب أن يكون هو السائد.
(2)
اشتراكية بالصوت العالي:
مثلما صادر النظام السابق الحريات السياسية واستأثر بالثروة والسلطة ومكَّنَ الشيخ والقبيلي من حرية المجتمع والشعب هناك عدو مبين آخر اسمه التجار ورأس المال ولابد أن تكون للثورة وقفة معهم وأن للشعب عليهم حقوقاً ليس فضلاً لكنها حق وفرض لابد أن يدفعوه.
التجار ورأس المال والذين يتمردون على قانون ضريبة المبيعات هم يجنون أعلى الأرباح دون أي واجبات اجتماعية يقوم به المال والأعمال.
وعلى مستوى تاجر بسيط يعمل في تجارة سلعة أو سلعتين وأنواعها ولديه مجموعة من الموظفين أو العمال، لأنه لا يوجد معنى وظيفي في اليمن، هذا التاجر من خلال تلك السلعتين ـ فرضاًـ تجده من 5ـ10 سنوات لديه السيارات بأنواعها والبيت والأراضي والسفريات وغير ذلك من أثر النعمة، بينما الموظف أو العامل عنده (يحك بالشقف) ويهم إيجار البيت أو قيمة رغيف الخبر و(يحنب) إذا مرض ابنه أو أحد أفراد العائلة ومستحيل يمتلك بيت أو سيارة أو يحلم برحلة مع أسرته إلى محافظة أخرى أو حتى يزور أهله بين وقت وآخر متقارب.
لا يعني ذلك الحسد وتمني زوال النعمة، لكن الموضوع أن يُعامل العامل أو الموظف كشريك في النجاح لا عبداً لسيده يجب أن يكون له العائد المجزئ من أجل أن يزيد عطائه ويشعر بالرضا مقابل الجهد الذي يبذله ويتمكن من الحياة كإنسان له حق التمتع بها كغيره .
اليوم وجَبَ الوعي بضرورة وضع القوانين كآلية عادلة تكفل استعادة الحق الاجتماعي وحقوق العمال والموظفين من هذه الطبقة البرجوازية التي لم تُدرك غولها غير الاشتراكية، فنحن اشتراكيون بالصوت العالي.
(3)
مقترح للهيكلة:
من الحلول في طريق الهيكلة إنزال مرتبات العسكريين على البريد والبنوك الوطنية وهنا ستكشف الأسماء الوهمية وستعود المخصصات المالية إلى المالية العامة والخزينة، عندئذ يمكن تجنيد عسكريين جدد تحت قيادة اللجنة العسكرية وقيام وحدات وطنية تنمو من أجل شد الخناق على العائلة والجيش واستدعاء العسكريين بشكل عام في الجيش والأمن من الذين يرغبون بالالتحاق بالوحدات الجديدة وإسقاط أسمائهم من المالية إلى الوحدة الجديدة مالياً وإدارياً ويكون ذلك بشرط الرغبة والطلب المقدم خطياً، لأن الوضع يستدعي العمل على خطين القبول بالقرارات والهيكلة وعدم ذلك ونكون أمام ما الحل؟ ومثل هذا التوجه خيار.
هل ممكن هيكلة الشعب واستدعائه ليقول ما معنى أنه صوَّت لعبد ربه؟.. وما الخطوة التالية لتصويته؟
أكيد الشعب يعي معنى ذلك، لكن لا توجد نخبة تبلور ما الموقف المُتَوَجَب الفاعل وهنا تكمن أزمة الثورة، بمعنى أزمة الثورة في الثوار أنفسهم الذين لم يتحولوا إلى نخبة سياسية لها خطابها الجماهيري الهادي الذي يجيش الجماهير نحو الهدف بلسان عربي مبين، فإما عدم القدرة أو الرسوب الوطني الذي يعني القدرة التي لا تتوفر فيها الروح الوطنية المخلصة فتكون مكشوفة فلا أحد يستجيب.
بتسليم محمد صالح للجوية يكون أمر يحيى بسيط ولن يكون له من موقف بصلافة عمه محمد صالح الأحمر، أما أحمد علي لن يجد أي مبرر لتمرده، فلو كان لديه أي دم ليثب ولائه ورجولته كانت الفرصة يوم حادثة النهدين وإصابة والده تلك اللحظة التي لم يكن منه أي ردة فعل لا تجاه الساحات أو الجيش المؤيد للثورة، فكيف تتوقعون منه أي ردة فعل بمثل هذا الظرف الذي لم يعد له أي مبرر لاتخاذ أي موقف؟.
أما عمار والأمن القومي طبعاً جهاز الأمن القومي هو جهاز مدني مخابراتي ليس لديه من قوة وعتاد عسكري ليشكل خطراً بعد مصادرة الأمن والجيش الأداتين اللتين يستخدمهما جهاز الأمن القومي في تنفيذ مهامه القذرة، لذا لا يشكل عمار أي تحد أمام أي قرار تجاهه.
(4)
فقدان:
أين أصحاب الشرعية الدستورية يتظاهرون مع شرعية عبدربه وتنفيذ قراراته الجمهورية؟ بل أين الشعب الذي صوت له؟ وأين الثوار الذين يطالبونه بقرارات ويصبح وحيداً أمام تنفيذها ولا أحد من يقف إلى جواره في الدعم؟..
لن تنتصر إرادة الشعب والثورة إلا بالإحساس بالواجب والالتفاف حول الحق كواجب وفرض إرادة الشعب وتجسيد القرارات الرئاسية واقعاً على الأرض ونعين أنفسنا لا عبدربه.
مسكين عبدربه حين يجد نفسه وحيداً في مهمته الوطنية الصعبة والجفاف الوطني حوله.
(5)
التوجه لإخلاء الساحات لابد أن يكون مستوعباً لكل احتمالات الرفض ومن ذلك ربما يستقطب بعض الشباب إلى الحوثية والبقاء معهم في الساحة لا ثورية، لكن بطنية وجيبية وقاتية و...إلخ..
(6)
القراءة حَمْل والكتابة ولادة فمن لا يقرأ بالتأكيد لن يكتب.
طاهر حمود
وقفات ......... 1788