لأنهم وصلوا إلى تلك المواقع القيادية بمختلف الطرق الملتوية من وساطات ومحسوبية وقبلية وأسرية وغيرها , بدأت العديد من القيادات المؤتمرية سواء داخل مجلس النواب أو في اللجنة العامة وفروع المديريات بتقمص دور المعارضة، خاصة في كل ما يتعلق بالحكومة والرئيس , وذلك ليس من باب الحرص على الوطن والمواطنين أو تقويم الحكومة وقرارات الرئيس ولكن من اجل إرضاء (الزعيم) رئيس المؤتمر وكسب حبه ووده حتى وان كان ذلك كارثياً على حزب المؤتمر نفسه ويفقده ما تبقى من قاعدته الشعبية ويصبح في خبر كان..
والغريب في الأمر أن هؤلاء يمارسون تلك السياسة ويلعبون ذلك الدور وهم يدركون جيداً أن حكومة باسندوة لا تزال حكومة وفاق ولديهم النصف في أعضائها والكل في السلم الوظيفي لكل وزارة ابتداء من نائب الوزير وحتى الفراش ,. وكذلك الحال بالنسبة للرئيس عبد ربه منصور هادي الرئيس التوافقي ولا يزال أمين عام المؤتمر الشعبي العام , ولكن هؤلاء يعتقدون انه ما دام [الزعيم] قد اختار لهم ذلك الدور , فهذا الرأي الصواب ويجب تنفيذه , كيف لا والرجل لديه خبرة (32) عاماً والمحزن جداً أن هؤلاء حتى وان كان فيهم صاحب رأي صائب وحريص على مستقبل الحزب وسمعته، فإنه لا يقدر أن يطرح ذلك الرأي المخالف لرأي الزعيم، لأنه يدرك تماماً أن صرفيات الحزب ومرتبات موظفيه وإيجارات المقرات والفروع كلها يتفضل بها [الزعيم ] عليهم مع أنها من الخزينة العامة ولسان حاله يقول لهم لولاي ما تم صرف ريال واحد لكم كونها أموال عامة, أما القيادات مثل أعضاء مجلس النواب والشورى ورؤساء الفروع وأعضاء اللجان الدائمة والعامة وأقول للإنصاف معظم هؤلاء ليس الكل فهم على يقين انه لولا [الزعيم ] وسياساته الملتوية حتى داخل حزبه لما وصلوا إلى تلك المواقع التي هم عليها اليوم , وهنالك من هم مؤتمريون حتى النخاع ولديهم القدرة والكفاءة أفضل منهم ولكن سياسة [الزعيم] أرادت لهم الشارع والبطالة وأرادت لهؤلاء المناصب والثراء , ورغم التغيير الذي اجتاح البلاد العربية وخروج الشعوب عن الصمت ونزع ثياب الذل والخوف لا يزال هؤلاء يراودهم الظن والأحلام انه ما دام [الزعيم ] لا يزال على رأس الهرم المؤتمري والأموال التي حفظتها حصانة المبادرة متكدسة، فإنه بإمكانه العودة إلى الكرسي من جديد , خاصة ولديهم خبرة في التلاعب بالسجل الانتخابي وأسماء الناخبين وغير ذلك من الممارسات التي يعرفها كافة أبناء الشعب ولا بأس من ممارسة دور المعارضة والخنوع لرياح التغيير بالأساليب الملتوية مادامت الفترة الانتقالية وزمن الرئيس التوافقي عامين فقط .
وللأسف رغم الأحداث التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي والحال الذي وصل إليه الوطن والمواطن على السواء من سيء إلى أسوأ في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية يظن [الزعيم ]و من إليه أنها سحابة صيف وتعدي، متناسيين إرادة الشعب نحو التغيير والشروع في بناء اليمن الجديد على أسس قوية ومتينة في دولة مدنية حديثة يحكمها الدستور والنظام والقانون , وتديرها الكفاءات والخبرة والقدرات , تتجسد فيها العدالة والمساواة وهذا كله غير مرغوب فيه لدى الطرف الذي نتحدث عنه وسيظل يسعى لعرقلة إجراءات الحكومة وقراراتها وكذا قرارات الرئيس التوافقي خلال العامين القادمين , لإرباك الجميع وإصابة المواطن باليأس والنيل من الوطن وستصطدم كل تلك المحاولات والعراقيل بسلمية الثورة واستمراريتها وحكمة وصبر شعبنا اليمني, وفي حال عدم تدخل عقلاء المؤتمر لإصلاح البيت المؤتمري من الداخل، فإنها بلا شك ستكون النهاية الحتمية لحزب حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود ولن تقوم له قائمة ما دام يمارس مثل تلك السياسات ويختار قياداته على تلك الأسس والمعايير التي اشرنا إليها في بداية الموضوع وهذا ليس مني كراهية أو عداء للمؤتمر وقواعده وقياداته , بل على العكس حباً في تلك الأفكار والمبادئ التي تأسس الحزب بها منذ عشرات السنين ولا تزال محلك سر تضحي دون الانتظار للأجر والمكافأة’ من القيادة ولا تطالب بذلك كما يفعل الآخرون وحرصاً على تلك القاعدة الشعبية التي لا تزال للمؤتمر، فإنه صار من الواجب على عقلاءه إعادة النظر في سياسته الداخلية قبل الخارجية والعمل التنظيمي الداخلي وكيفية الثبات أمام المتغيرات بما يتواكب وتطلعات أبناء الوطن ويصب في المصلحة العامة ويحفظ للوطن أمنه واستقراره وسلامة أراضيه ووحدته وللمواطن حقوقه وكرامته وحريته.
عبدالوارث ألنجري
التغيير المنتظر داخل حزب المؤتمر 1768