آخر تقليعة طلع بها علينا عمنا الراحل "علي صالح" هي طلبه من دولة الإمارات الشقيقة موافقة خطية بقبولها له مع أفراد عائلته للإقامة فيها، على أن تتضمن تلك الموافقة تحملها تكاليف إقامتهم!، يا سلام سلم..هكذا السياسية وإلا فلا يا عم "علي"!!.. تعجبني أنك منشار تأكل ذهاباً وإياباً وفي جميع الأحوال والاتجاهات وعليه يفترض بك أن تدخل موسوعة جينتس للأرقام القياسية وذلك لكثرة اختراعاتك وابتكاراتك في شتى المجالات وبالذات في حقل تخصصك وهو "الابتذال السياسي والدعممة"!!.
"سبحان من خلق الدعممة" هذه العبارة الرائعة والتي أطلقها المبدع دوماً "فكري قاسم" ذات يوم لم تكن مع فراغ أو قالها لمجرد التنكيت، لا فالرجل وجد أن البلد بكاملها صار دستورها "الدعممة" والفضل يعود طبعاً لعمنا "علي"..
أعود لأتساءل أو بالأحرى أسأل هذا الرجل الذي حكم اليمن 33 عاماً وأقول له: ألا تخجل يا هذا؟!.. ألم يبق في وجهك ذرة من حياء إلى درجة أنك تتلذذ في ابتزاز إخوانك الذين طالما وقفوا معك وبجانبك وساندوك بشتى الوسائل والطرق؟!.. ألم تتعلم بعد ماذ تعني كلمة "استضافة" في العرف السياسي؟ إن لم تجدها في العرف السياسي فابحث عنها في العرف القبلي إن بقي لديك شيئاً منه.. ماذا كنت تتوقع عندما طلبت هذا الطلب!
هل تظن أن أكثر حكام العرب "خلف عن سلف" سيتركوك تصرف من جيبك في بلدهم وتحت ضيافتهم؟ إلا إذا أنت ناوي تشكل هناك وحدات حرس جمهوري وقوات خاصة وأمن قومي وتنظيم قاعدة، وأنصار شريعة،....الخ، من الأجهزة التي اشتهرت بها؟.. أعتقد أن دولة مثل الإمارات لا تستطيع تحمل تكاليفها كاملة، فأنت على حق عندما قمت بوضع شروط مسبقاً حتى لا تدخلوا في "حيص بيص" وإشكاليات في المستقبل فتضطر إلى حسم الأمور عسكرياً معهم كما صنعت مع إخوانك أبناء الجنوب في 94م ومن ثم تتولد كل أزمات متلاحقة "حراك وحوثيون" داخل دولة الإمارات!.
بالمقابل على الإخوة الإماراتيين أن يردوا عليك كتابياً وعلى الفور، لأن فخامتك مشغول بأمور في غاية الوطنية، فالكهرباء من سيطفئها، والقاعدة من سيحركها والطرقات من سيقطعها؟! الخ.. فمثلك ثقيل يا عم "علي لكن من يفهمك ويقرأ لك خطك؟!.
"شعب ناكر جميل" كما قال ابن أخيك!!
33 سنة في خدمة هذا الشعب.. وفي النهاية يشتوا يرحلوك بدون مصاريف ويخلوك "عالة" على الناس لا لا هذا كثير في حقك وما يرضاش به حتى تلميذك "إبليس" فما بالك بفخامة الرئيس خليفة بن زايد، ومحمد بن راشد وجميع حكام الإمارات الشقيقة!!.
قبل بغيره يا علم علي.. ابحث لك عن دولة أخرى تتغنوج عليها كما تشاء الله يرضى عليك.
مما سبق ذكره أحب أن تجيب على أسئلتي يا "حضرة الفندم علي" كما يخاطبك الأضرعي في أغانيه وأناشيده، ماذا أبقيت لك من رصيد عن هذا الشعب وعند الأشقاء والأصدقاء؟!..
صدقني إن قلت لك أنك كنت تمتلك رصيداً ولوفي حده الأدنى عند شعبك على الرغم من كل تلك الأعمال الخارجة عن الثقافة الإنسانية، إلا أنك عندما بدأت تلعب على المكشوف هذه الألعاب الصبيانية من نشر للفوضى وتخريب للحياة العامة بشتى الوسائل والطرق، كأنك تريد أن تقول "ما لها إلا أنا" "عمكم علي والرزق على الله".
أرأيت يا علي كيف صار حالك وإلى أين وصلت من الانحطاط والوضاعة السياسية؟!
أهنت شعبك ووطنك وكذلك اليوم تهان ووزنك أقل من ذرة رمل من تراب هذا الوطن الطاهر.
صدقني أنني لست راضٍ عن بعض المفردات الواردة في المقال، لكن أليست هي الحقيقة والواقع؟!، لما لا تكف عن تلك الحماقات الصبيانية؟!، ألا يوجد حولك من مقربيك ومحبيك ومعجبيك من يردعك ويعيدك إلى جادة الصواب، فالذي تقوم به لا يسيء لك وحدك بقدر ما يسيء إلينا كشعب حكمته هذه الفترة الطويلة وأنت بهذه العقلية المريضة العائشة خارج الزمن برمته وليس زمننا هذا وحسب أكاد أجن وأنا أشاهد فعالياتك المفتعلة التي تتحفنا بها من حين لآخر كطفلٍ دلل لا احد يعلم ماذا بالضبط يريد؟!، فتارة تخرج علينا بحفلة أطلق عليها زبانيتك "عيد ميلاد الزعيم" وتارة تظهر في حفلة عرس في سنحان ويقوم الإعلام الخاص بك بنشر الحدث وكأنك لازلت تمثل الوطن والشأن العام؟!.
أهو عقل؟ أم فنون؟ أهو في نظرك حنكة وفراسة وإقدام؟، لا يا ذاك عليك أن تصحو من غفلتك وتدرك أنك أصبحت "نسياً منسياً" وأثراً بعد عين، وإذا كان لا يزال لديك ذرة من إيمان وخجل فعليك أن تتوكل على الله وتجنبنا شرك وحركاتك هذه التي أنقصت نفسك بها وأنقصتنا أمام الناس معك، فأنت محسوب علينا بحلوك ومرك وصدقني أنني أرثي عليك ولو أنها كبيرة في حق الشهداء والجرحى والمظلومين في هذا الوطن منذ توليك مقاليد الحكم، لكنها الحقيقة أرثي عليك وأنت بهذه الصورة المخزية، فحاول بقدر الإمكان أن تلتمس فيك نزعة من مسؤولية أو نشوة من ثقافة القبيلة وتخفي نفسك في أسرع وقت ممكن من المشهد اليمني، فلقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر وأنت لا زلت "غاوي برع" يا زعيم!.
منير علوان
الغُنج الزايد على أبناء زايد!! 2467