شغلني صاحب اللغة العربية عن التكلم عن عنوان المقالة وإن كان معه الكثير من الحق فيما يقوله ويردده خصوصاً في بلد علق فيه القانون وغيب وأجد نفسي أحياناً أغني مع أحمد السنيدار قل لمن مال عنا واختفى واحتجب" وأنا والسنيدار نغني ولكن كل يغني على ليلاه، هو يبحث عن البدر كناية عن المحبوبة.. وأنا أبحث عن القانون الذي اختفى في سرداب الفساد الصالحي وانتظره انتظار الشيعة للمهدي عند سرداب سامراء...والأكيد أني لا أتساءل عن المحبوبة والمعشوقة ولا تثيرني اللواعج ولا أشواق اللقاء والحنين إليه... ليس لأني خالٍ من المشاعر والأحاسيس ولكن لأني داخل أنا والغالبية العظمي من أبناء الوطن تحت مقولة "ما عشق إلا من سلى" وإذا كان السلى هو آخر ما يزورنا ويدخل حياتنا فإنه استبد ل بفعل الفاسدين بالمشاكل والفوضى والفساد والغلاء. قالوا قبل أيام إنه من المحتمل أن يزور بلادنا تسونامي فقلت أجزم أنه لن يأتي، لا لأني خبير في الجيولوجيا وعلوم الزلازل ولكن لأني متأكد أن الله لا يجمع على مؤمن بين عسرين.
كان من حسن حظنا أننا نقع بعيداً عن أحزمة الزلازل والكوارث والفيضانات والبراكين..ولكن من سوء طالعنا أننا كنا محظوظين جغرافياً ولم نكن محظوظين إنسانياً عندما تسلط علينا تسونامي بشري متوالي الأمواج بهديره الذي لم يتوقف لأكثر من ثلاثين عاماً ولو للحظة حتى يلتقط الناس أنفاسهم لمواجهته أو اتخاذ التدابير لتوقيفه..ولهذا كان تأثيره كارثياً ونتائجه أشد فتكاً وضرراً من التسونامي الذي تسببه الزلازل.
تسونامي الفساد الذي قضى على كل مدخرات ومقدرات الوطن وذهب بكل شيء وخرب كل شيء وعطل كل شيء وأساء إلى الحياة والإنسان والبيئة والصحة والتعليم والنظام والأمن والغذاء....والكلام يطول.
كم كان صاحب اللغة العربية محقاً عندما يشك ويجزم.. رددت مقالته وأنا أرى أحد وزراء حكومة الوفاق وهو أحد وزراء الخلود الصالحي المتنقل بين أحضان كراسي الوزارات المختلفة السابقة وهو يتحدث عن الوزارة أو الحكومة المعلوماتية التي سيكون كل شيء فيها ممكناً ومعلوماتياً ومختصراً ومنظماً..وسيتم من خلال النظام الجديد الذي سيدخله على الوزارة توفير الكثير من الجهد والمال وسيتيح المجال للإبداع وإعطاء كل ذي حق حقه..وبهذا ستكون الوزارة تحديثاً وأداء لا تقل عن مثيلاتها من الوزارات في ألمانيا أو اليابان...سيتم وضع كل ريالٍ سواءً كان للوزارة أو عليها في مكانه المحدد وفق الخطط الإستراتيجية المرسومة والمتبعة ولا يمكن السماح بالتهرب والتسيب والإنفلات... وسيتم تطبيق اللوائح والأنظمة بدقة متناهية ولا يمكن القبول باستمرار الأوضاع السابقة من الفساد والتلاعب بالمشاريع أو الأموال... بكل تأكيد الكلام معسول وجميل لطالما سمعت مثله سابقاً ولكني أشك أنه سيتم الالتزام به أو تطبيقه وأجزم أنه لا يمكن أن يتغير الفاسد من مرحلة الفساد إلى مرحلة الصلاح دون سبب أو دون اتخاذ إجراءات مادية ملموسة متخذة في حق الذين أفسدوا وأساءوا..لا يمكن أن يصلح الفاسدون ما لم تتخذ في حقهم أو تطبق عليهم حدود السرقة أو الحرابة، لأن الفساد عندنا بلغ مستوى الإفساد في الأرض وليس السرقة المحدودة..أو يتجرع بعضهم وفق القانون الصيني" آلام إبرة السم التي يحقن بها من سرق الكسور مما سرقه سراقنا" ولهذا سأظل أشك وأجزم.. وللكلام بقية.