قرأت قصة طريفة في إحدى مجلات الأطفال وأصابني الخوف والذعر، فلو قرأها أحد مسؤولينا أو سمع بها لاقترح على حكومتنا الرشيدة إصدار قانون يقضي بما قضاه حاكم افيثارا بورا.. ومفاد القصة:
أن لصاً هاجم بيت أحد المواطنين في قرية "افيثارا بورا" وقُبض عليه من قبل رجال الشرطة، ولما قُدم للمحاكمة سأله القاضي:
ما هو دفاعك عن نفسك؟
أجاب اللص: في الحقيقة إنني لست مسؤولاً عن هذه السرقة وإنما البناء الذي بني البيت هو المسؤول، لأنه أقام جُدراً ضعيفاً هشاً، وإلا لما تمكنت من اقتحام البيت.
قال الناس: معقول معقول الذي بنى البيت هو المسؤول الحقيقي.. وهكذا كلما اتهم شخص برأ نفسه واتهم الآخر..
حتى قال القاضي معترضاً: لا يجوز أن تقع جريمة ثم لا يعاقب عليها أحد.
ورد أهل القرية في الحال: هذا صحيح ليس من العدل أن تمر الجريمة بلا عقاب.
وفيما الكل منشغل في البحث عن مخرج من هذه الورطة قام أحدهم وقال:
اقترح أن نقبض على أول رجل غريب يمر بقريتنا ونجلده عشر جلدات ثم نطرده
ووافق القاضي قائلاً: إنه حكم في غاية الحكمة وأعلن الحكم.
والقصة مفادها تحكي جزءاً من حكايتنا، فالكل يتحدث عن الفساد والكل يشكو الفساد من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف إلى المواطن البسيط، حتى بتنا محتارين من أين أتى الفساد مادام الكل بريئاً؟!
ألستم معي بان شعب "افيثارا بورا" يشبه إلى حد كبير شعبنا اليمني والقضاء في بلادنا يشبه إلى حد كبير حكم "افيثارا بورا" ولا ينقصنا سوى تطبيق قانونها.
أحلام القبيلي
حكاية مش للحكومة 2422