;
منال القدسي
منال القدسي

ماذا لو أعلن اللواء علي محسن تأييده لصالح أو اتخذ موقفاً محايداً؟!‎ 2006

2012-04-14 02:57:20


 قال عنه الأفاكون: "أرتكب مجزرة جمعة الكرامة وذبح الشباب من الخلف سرق الثورة والتف على الثوار رغبة منه في الاستيلاء على السلطة، أخذ أراضي المواطنين في الشمال والجنوب، قاد ستة حروب على صعدة" بإختصار! حاولوا جاهدين تقديمه للداخل والخارج على أنه رجل حرب وليس قائداً عسكرياً وطنياً غيوراً محنكاً، غلب مصلحة الوطن والشعب على كل المصالح، ووضع نفسه جندياً وقائداً لمساندة الثورة وكان ومازال الجناح المرجح لصمود الثورة واستمرا رايتها حتى تحقيق كامل أهدافها. فرد عليهم القائد اللواء علي محسن الأحمر:" دماء الشهداء لن تذهب هدراً وهذه القضية لا بد أن ترى النور عاجلاً أم آجلاً، ومهما طالت المؤامرات والمغالطات سيأتي اليوم وهو قريب الذي تنكشف فيه الحقائق ويتبين كل شيء". "المكسب الوحيد الذي كسبناه من انضمامنا للثورة هو شرف خدمة الشعب عبر حمايته ومساندته في مطالبه المشروعة ولدي الرغبة في ترك موقعي والتفرغ للراحة، لكن إذا رأى الرئيس هادي بقائي في المنصب أو تعييني في منصب آخر فليس لدي مانع " " السلطة عرضت علي ثلاث مرات، ولا أرى نفسي في موقع بطل المرحلة بل أعتبر نفسي شخصاً عادياً أقوم بمهامي تجاه وطني وأمتي". " إذا ثبت أن لي أي أراضٍ أو عقارات باسمي أو باسم أحد أقاربي وهناك من يطالب بها فليأخذها فهي له".
خلال السنوات الماضية وحتى لحظة انضمام القائد علي محسن الأحمر للثورة ما كان لأحد أن يحرك شفتاه ليقول شيئاً بحق هذا الرجل العظيم.. وما أن انضم الرجل للثورة بدأت الألسن السفيهة تنثر قذارتها وكأنها كانت منزعجة من انضمام اللواء علي محسن ومساندته للثورة.
اللواء علي محسن الأحمر كان الدرع الحصين للثورة الشبابية الشعبية، فانضمامه للثورة أعطاها دفعة قوية وقدرة على الاستمرارية والبقاء، ونستغرب من الرؤية الضيقة لبعض قاصري التفكير حين يتحدثون عن عسكرة الثورة والالتفاف على الثورة وسرقة الثورة..
ونقول لهؤلاء: لكم أن تتصوروا أن اللواء علي محسن الأحمر أعلن تأييده لصالح أو اتخذ موقفاً محايداً.. ماذا كان سيحدث؟؟!!.. الثورة الشبابية الشعبية قامت ضد نظام فاسد واللواء علي محسن الأحمر دعم الثورة.
 وحين يردد البعض بأن اللواء الأحمر هو شريك سابق للنظام بل وجزءً أساسي منه وفر له سبل البقاء.. نقول لهم: إذا كان اللواء علي محسن شريكاً للنظام فالشعب الذي سكت أكثر من 33 عاماً هو شريك أساسي أيضاً للنظام، فصمته وفر سبل البقاء والاستمرار لهذا النظام، وكيف لنا أن ننسى عندما كان يخرج الشعب ومعدته خاوية وكرامته ممتهنة هاتفاً "بالروح بالدم نفديك يا علي" و"مالنا إلا علي".. هذه المرحلة مضت والجميع شارك فيها.. وهنا يكفي الإشارة بأن اللواء علي محسن الأحمر خرج علينا بكل شجاعة ورجولة وأعلن استعداده للمثول أمام قضاء ثوري للمحاكمة، وبكل شجاعة أيضاً أعلن عن تنازله لأي مواطن يدعي بأنه نهب عليه أرضاً أو سلب منه حقاً.
اللواء علي محسن الأحمر كان محور ارتكاز في إحداث التغيير الحقيقي ولولاه لكانت الثورة أُجهضت في مهدها، لقد كان اللواء محسن قبل الثورة قائداً عسكرياً وبعد انضمامه للثورة أصبح زعيماً ثورياً ومهما حاول المغرضون تشويه مواقفه الثورية فالحقيقة جلية وساطعة كالشمس، الأعمى يدركها. انضم اللواء علي محسن الأحمر للثورة واستطاع والشرفاء من قواته أن يكسروا شوكة القتلة في كل المحافظات ولولا وقوفهم إلى جانب الثورة لكانت سيول من الدماء قد سالت في شوارع معظم المحافظات اليمنية ولكان الشهداء بعشرات الآلاف.
الجميع يدرك بأن القائد علي محسن كان رجل التوازنات في كل المراحل التي مرت بها الثورة اليمنية ولعب دوراً كبيراً في استمالة معظم القادة العسكريين ووجهاء القبائل الذين أعلنوا تأييدهم وانضمامهم للثورة.. كما لعب الدور الأكبر في إضعاف أجنحة صالح في الحرس الجمهوري والحرس الخاص وسلبها القدرة على شن أي حرب على الشعب.. وحتى اللحظة مازال اللواء محسن رجل التوازنات خاصة في القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس هادي وها هو القائد علي محسن تتجلى وطنيته مرة أخرى في تغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية ويترك منصبه مقابل رحيل عيال صالح عن مناصبهم.
الرئيس السابق صالح تلقى أقوى صفعة في حياته يوم أعلن اللواء/ علي محسن الأحمر تأييده الكامل للثورة الشبابية الشعبية، ولأن صالح يدرك ماذا يعني تأييد اللواء محسن للثورة وحمايته لشباب الثورة، لذا سارع صالح باشتراط مغادرة اللواء علي محسن البلاد كشرط أساسي لمغادرته هو كرسي الحكم.. فأبدى اللواء علي محسن الأحمر استعداده التام لمغادرة البلاد وعلى طائرة واحدة مع صالح.. فتفاجأ صالح الذي كان يعتقد أن اللواء علي محسن سوف يرفض.. ولم يكن غريباً على صالح أن يعدل عن شرطه ويبدأ بشن حملات تشويه ضد القائد علي محسن، إلا أن مجمل هذه الحملات لم تستطع النيل من الجنرال المحنك الذي بذل كل جهده لحماية الثورة وشباب الثورة واستطاع بحكمته وحنكته العسكرية أن يخلق توازناً غير موازين المعادلات السياسية بشكل كبير، ولم يستطع صالح أن يستدرجه لمواقف كان يرسم ويخطط لها مع زمرته وأتباعه معتقداً أن الأمور مازالت تدار بالطريقة الهزلية التي تعود عليها.
لقد كان لانضمام اللواء محسن إلى الثورة الشبابية الشعبية دور كبير في خلخلة النظام وسقوطه سقوطاً مدوياً، فما كان للشعب اليمني أن ينجز ثورته لولا انضمام اللواء علي محسن الأحمر، وهنا لا أقلل من أهمية دور كل مكون من مكونات الثورة الشبابية الشعبية (الشباب، الشعب، أحزاب اللقاء المشترك وأنصار الثورة) فالكل قام بدوره وما كان لثورتنا العظيمة أن تنجح لولا تكاتف الجهود التي انصبت جميعها نحو تحقيق هدف واحد وهو "إسقاط النظام" وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تجاوزت كل الخلافات وتعالت عن الصغائر ووجهت صفعات متتالية لنظام صالح ومعاونيه الذين راهنوا على تشتت الأهداف واقتتال مكونات الثورة ولكن سمو الهدف والتضحيات الجسام التي قُدمت تفاجأ بها الجميع واستطاعت مكونات الثورة أن تتفوق على نفسها وحققت الهدف الأهم الذي تصبو إليه.. وهي في طريقها لتحقيق باقي أهداف الثورة وعلى رأسها إقامة الدولة المدنية والحفاظ على الوحدة الوطنية في الأطر التي يراها الشعب.
مرّ أكثر من عام على انضمام اللواء علي محسن الأحمر للثورة الشبابية الشعبية ونقول لهذا القائد المناضل: "وعدت ووفيت"، واليوم نحن نبادلك الوفاء بالوفاء، والعهد بالعهد.. عاهدتنا على حماية ثورتنا ونعاهدك أن تظل نبضاً حياً في قلوبنا ووميضاً مشرقاً في أنصع صفحات التاريخ التي ستخلد مواقفك الوطنية، فالتاريخ لن ينسى لك أيها القائد الشجاع مواقفك الوطنية في مرحلة كانت أهم وأخطر المراحل التي مرّ بها اليمن واليمنيون.
آن لنا أن نقف لحظة صدق مع أنفسنا ونقول كلمة حق بحق الرجل، فلولا وجود القائد علي محسن الأحمر لكان النظام السابق وبلاطجته قد حولوا المدن اليمنية إلى إقطاعيات تحت سيطرتهم ولعاثوا في الأرض فساداً وإن كانوا بالفعل قد عاثوا في الأرض فساداً إلا انه كان في إطار محدود يشد الحبل على رقابهم ليخنقهم، من كان يتوقع في دولة وباليمن بالتحديد أن يتمرد محافظ أو قائد عسكري ليغلق المطار ويوقف الحركة لمجرد إقالته من منصبه؟.
اليوم تقتضي منا الأمانة أن نقف لهذا القائد العظيم الفذ تحية إجلال وإكبار لمواقفه الوطنية في مساندة الثورة والثوار.. إلا أننا نقول له: مازالت الثورة بأمس الحاجة إليه من أي وقت مضى فالموبوؤن قد هاجوا في هذه الفترة أكثر من أي وقت وفي النزع الأخير لها.
بسبب المواقف الوطنية للقائد علي محسن أراد المغرضون أن يشتتوا الصورة القذرة التي رسمها الشعب لهم من خلال التشكيك بالقائد علي محسن الأحمر، وأياديهم ملطخة بدماء الشباب وجيوبهم وبطونهم وبطون أبنائهم تقيحت وترهلت من سرقة قوت الشعب وأمواله، ويكفي أن نقول بأنهم بدافع من خبثهم ودمويتهم وخلال فترة تسعة أشهر من العام الماضي قد أطعموا بلاطجتهم أكثر من (27) مليون دجاجة وأكثر من (12) ألف خروف و(16) مليون قنينة ماء وما لا يقل عن (10) ملايين عصبة قات خلافاً للمليارات التي وزعت والمليارات التي نُهبت، كل ذلك في مَربع ميدان التحرير في صنعاء ولنا أن نقيس بالمَرابعات الأخرى بصنعاء والمحافظات الأخرى.. والشعب يتضور جوعاً وفقراً ويلتحف التراب.
سنوات من عمر اليمن واليمنيين والدمار ينهش في كل كبير وصغير وموارد الدولة تحت مبرر الشرعية الدستورية والشرعية الصندوقية المزيفة، ليتخذوا بكل بجاحة ووقاحة أساليب الإرهاب والبلطجة للحفاظ على بقاءهم، أين الشرعية التي كانوا يتشدقون بها.
اليمن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة.. اليمن الجديد.. اليمن السعيد..اليمن المدني الحضاري ولن يتمكن ثلة من البلاطجة وفضلات النظام السابق أن يعيقوا مسيرة شعب أراد الحياة وقرر أن يقدم كل التضحيات ليعيش حياة كريمة يسودها العدل والمواطنة المتساوية، دولة يحكمها القانون والنظام، دولة تنهض بالشعب اليمني من مستنقعات قذرة وضعها النظام السابق به، دولة تتجه لنهضة تعليمية وتنموية لا مكان فيها للبلطجة والقتلة واللصوص.
" إن اللصوص وإن كانوا جبابرة.. لهم قلوب من الأطفال تنهزم "
سقط اللصوص وإن كانوا جبابرة ولن تحميهم متاريسهم وبلاطجتهم، لأن ما يفعلونه اليوم ليس شجاعة منهم وإنما يبين الحالة التي يمرون بها والتهاوي المهين الذي سيقودهم في نهاية المطاف إلى خلف القضبان، ومجازرهم البشعة هي أكبر شاهد عليهم والآلاف من الشباب المعاقين وصمة عار على جبين هؤلاء القتلة، والملفات متخمة من أعمالهم القذرة ولن يفلتوا من العقاب.. وإن غداً لناظره لقريب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد