;
د/ عبدالله الحاضري
د/ عبدالله الحاضري

فاعلية إيران وسلبية دول الخليج في اليمن 2098

2012-04-13 01:23:26


إيران منذ مطلع الثمانينات وهي تسعى لتفعيل مفهومها الإستراتيجي لأمنها القومي على المستوى الجغرافي والسياسي والعسكري والإيديولوجي، فاتجهت مباشرةً صوب دول الجوار برؤية إيديولوجية وعسكريه ابتداءً، مُتخذتة من فلسفة تصدير الثورة منهجاً لتكوين قوى شعبية خاضعةً لها أيدولوجياً ومن سياسة التوسع العسكري أمراً واقعاً وسخرت إمكانيتها السياسية لتغطية المشروعين ولقد أدرك النظام العراقي حينذاك خطورة التوجه الإيراني في المنطقة فدخل معه في حرب عسكرية استمرت لسنوات طويلة، كانت إيران تعي أن النظام العراقي كان يستهدف من هذه الحرب وقف أنشطتها التوسعية والأيديولوجية وفي نفس الوقت كان النظام العراقي يعي أنّه يخوض حرباً بالإنابة عن الأمة العربية ضدّ التوجّه الإيراني، لقد كانت حرباً خفية في معطياتها وفي أهدافها وبغضّ النظر عن موقف المُجتمع الدولي من هذه الحرب، ففي سياقها العام وخفايها ما يتعدّى مُجرد المصلحة الدولية وإن توافقت مع مصالحها،هذه الحرب أخَّرت إلى حدٍ ما التوسع العسكري والإيديولوجي الإيراني في المنطقة العربية حتى تسارعت الأحداث وتغيرت المعطيات السياسية على مستوى العالم خاصةً بعد انهيار الإتحاد السوفيتي ونشوب حرب الخليج الأولى، هذان المتغيران على المستوى الدولي انعشا المشروع الإيراني خاصةً الأيديولوجي وبدأت بالفعل بتسويق هذا المشروع بشكل مباشر في دول الجوار فكرياً ومادياً حتى استطاعت في فترة زمنيه وجيزة إيجاد أنصار لها في مُعظم دول المنطقة خاصة في اليمن، كل هذه الأحداث كانت في سياق مفهوم إيران للأمن القومي من منظار تاريخي إيديولوجي وعلى نفس السياق اتجهت إلى تطوير مفهومها العسكري ليتسق مع مفهوما القومي للأمن وأدخلت تكنولوجيا العصر العسكرية حتى وصلت إلى قاب قوسين أو أدنى من التقنية النووية وباتت مؤسستها العسكرية تنافس الدول الكبرى في السيطرة على المحيطات والبحار وبذلك زادت ثقتها في تفعيل توجهها العسكري أيضاً في المنطقة وأصبح استعادة جزيرتي طنب الصغرى والكبرى الإمارايتين حلماً بعيد المنال, بل إن تقنيتها العسكرية الصاروخية موجّهه مباشرةً صوب دول الخليج خاصة السعودية وتُهدّد بإغلاق مضيق هرمز وتدمير دول الخليج كُلما تعكرت علاقاتها السياسة مع الغرب وبذلك أصبحت في تصوري دول الخليج بلا استثناء تحت رحمة الايدولوجيا والتقنية العسكرية الإيرانية.
 إلى هنا وأعتقد أن كُلما ذكرته ما هو إلا تحصيل حاصل ويكاد يكون أمراً معروفاً لدى الجميع، لكن الغريب في طبيعة هذا الصراع هو أن إيران تسعى وبقوة لإكمال تطويق دول الخليج عسكرياً من اليمن المنفذ والعمق الجغرافي الوحيد المُتبقي لدول الخليج وهذه الأخيرة لا تُحرك ساكناً, إيران تتواجد بقوة وجراءة وفاعلية في اليمن قاصدةً خنق الخليج وهذه الأخيرة تغط في نوم عميق وتستيقظ أحياناً على قرع طبول الحرب الإيرانية على أبوابها من اليمن ثم تعود مرة أخرى إلى نومها، إيران تشعر أن أمنها القومي عُمقه في اليمن وإخواننا وجيراننا في دول الخليج كأن هذا الأمر لا يعنيهم في شيء وكأن مفهومهم للأمن القومي لا يتجاوز حراسة منازلهم وسلامة براميل النفط من السلب المباشر,إيران اليوم تسعى إلى تمزيق وتفتيت اليمن لتُمزق الخليج العربي والوطن العربي وتزرع في باب المندب وخليج عدن مضيق هرمز.
 اليمنيون اليوم يقفون برغم كل الجراح أمام هذا المشروع لكن على دول الخليج أن تعلم أنّه قد أصبح في حكم الضرورة الحتمية دمج اليمن بالمجتمع الخليجي وليس فقط ضمّها لدول مجلس التعاون الخليجي، فإذا كانت تركيا تطمح للانضمام لدول الإتحاد الأوروبي من منظور اقتصادي برغم كل المفارقات فنحن نطمح وبقوة للاندماج بشعوب الخليج العربي، لكن هذا الطموح ليس من منظور اقتصادي ولكن من منظور أخوي ومنطلق أمني قومي ومصيري مشترك.. قد يقول قائل: أنتم حالمون أو طامعون.. أقول بكل صراحة: لم يعد هناك فسحة من الزمن للمُزايدات، فكل المعطيات تشير إلى نتيجة واحدة "أيُّها الخليجيون إما أنّ نكون معاً في الوجود وهذا قدرنا أوقد لا نكون معاً إلا في العدم وهذا عقابنا".. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد