عندما أعلن اللواء محمد علي محسن انضمامه والمنطقة الشرقية إلى الجيش الحر المساند للثورة السلمية كان سيادة اللواء يقوم بواجبه الوطني، فالوطن هو عائلة اللواء محمد علي محسن، عائلته التي ينتمي إليها، فهو ينتمي إلى عائلة كبيرة تعدادها خمسة وعشرون مليون يمني ويمنية، وقبيلته هي الأمة اليمنية برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها، فالأمة اليمنية هي قبيلة اللواء محمد علي محسن، فقدم درساً في الولاء الوطني شأنه شأن القادة الكبار الذين يستجيبون لنداء الوطن، كما هي عادته دائمًا.
وحين أعلن اللواء محمد علي محسن قبوله بالتدوير الوظيفي الذي قام به القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي كان يفي بقسم الولاء العسكري، فلم يتمرد أو يتململ أو يعلن العصيان، فتربيته العسكرية تملي عليه تنفيذ أوامر القائد الأعلى، وضميره الوطني الحي يوجب عليه الالتزام بما تصدره القيادة العليا، ورتبته العليا في الجيش تحمله على أن يكون بقدر الرتبة التي يحملها والمسئولية التي يتبوؤها، إن هذا التصرف الكبير ينم عن شخصية وطنية كبيرة، تستحق التقدير، ويستوجب ما تقوم به الإشادة والإكبار.
وحين سلم اللواء محمد علي محسن قيادة المنطقة الشرقية لسيادة اللواء على الجايفي كان اللواء محمد علي محسن يقدم فصلا مهما في تاريخ الجيش اليمني بأن الجيش ملك الوطن، وهو ما عبر عنه سيادة اللواء شخصياً فالوطنية في مفهوم اللواء محمد علي محسن عمل والتزام وأفعال لا يقدر عليها إلا أصحاب النفوس الكبيرة، ولا يستطيع إنجازها إلا الرجال الكبار، فالوطن الغالي حقيقة ماثلة في ذهن القائد الكبير وليست شعاراً يردد، أو كلمة تقال في اللقاءات الصحفية، أو عبارة تلوكها الألسن في المناسبات الوطنية.
إن الوطن يبارك للقيادة العليا ممثلة في الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي ما قامت به من تدوير وظيفي، والوطن كذلك ينتظر من اللواء محمد علي محسن الكثير والكثير في مهام منصبه الجديد، فالرجل لديه انتماء وطني أصيل، لمسته اليمن حماية للثورة، ورعاية للثوار، وحفاظاً على الوحدة، والتزاماً بالأوامر العسكرية، يضاف إلى ذلك أن اللواء محمد علي محسن يمتلك من الجدية والعسكرية ما يؤهله للقيام بتبعات المنصب الجديد، الذي يعنى بالجيش اليمني كله وليس بالمنطقة الشرقية وحدها، وهكذا تثبت الأيام أن أصابع اليد ليست واحدة، وأن الرجال تعرف بمواقفها، وأن التاريخ سيحتفظ للمتمرد بتمرده وللوطني بوطنيته.
بقي القول: إنني أعرف المواقف الوطنية للواء محمد علي محسن كما يعرفها كل الوطن، ولكنني لا أعرفه شخصياً، فحين أكتب عن مواقفه أكتب لأنني أجد لزاماً علي أن أقول كلمة الحق، لمن يستحقها، فاليمن بخير ما دامت فيه قامات وطنية وقيادات عسكرية بحجم اللواء محمد علي محسن الذي يرى مصلحة الوطن قبل أي مصلحة شخصية أو ذاتية.
د. محمد عبدالله الحاوري
اللواء محمد علي محسن.. تصرفات القادة الكبار 2823