جاءت القرارات التي أجراها رئيس الجمهورية بعد ترقب طال انتظاره وبعد حذر شديد تابع الجميع تفاصيله، إذ أن تغيير مهدي مقولة الذي جرى قبل بضعة أسابيع كان باهظاً ومكلفاً راح ضحيته أكثر من 185 شهيداً من أبناء الجيش وذهاب عتاد كبير من السلاح إلى أيدي أنصار الشريعة، فكان هادي حذراً من تبعات أي قرار قادم حتى لا يحدث ما حدث سابقاً وهادي يدرك تماماً البيت الداخلي لعائلة صالح أكثر من أي شخص آخر ولذا فقد اتخذ جملة من القرارات التي تبرهن بأنه مستوعب ومدرك جيداً حساسية المرحلة التاريخية التي تعيشها اليمن في العصر الحديث ولعل المتأمل جيداً في عمق تلك القرارات يدرك بأنها تصب في مصلحة الوطن جملة وتفصيلاً حتى وإن كان الغبش وبعض الاستدراكات متواجدة لكننا نعتبرها الخطوة الأولى في الثورة الثانية وتباشير خير وأمل في استعادة اليمن السعيد من قبضة الأسرة والعائلة التي ذهبت بكل مقدرات وخيرات الوطن ، ولعل طريقة التعامل الساذج من قبل العائلة مع تلك القرارات شيء مستهجن ومدان ومرفوض، لكنه يخدم الحقيقة والثورة، إذ يبين بجلاء من يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية ومن يقف في وجه اليمن الجديد ومن يدعي أنه منصاع للشرعية والشرعية منه براء، فهاهو محمد صالح الأحمر يتصرف تصرف الأغبياء ويقوم بمحاصرة مطار صنعاء وووو وهنا لابد على الثوار في الساحات أن يخرجوا بمسيرات مؤيدة لقرارات هادي وضاغطة في نفس الوقت لاستمرار مسيرة التغيير القائم على التجديد وخدمة الوطن لا التدوير الذي يكرس الماضي ويعيد إنتاجه من جديد وبأشكال مقززة .
قرارات الجمعة الماضية بداية موفقة وهي ليست الأخيرة، لكن هادي مطالب بالتروي جيداً عند اختيار الأسماء البديلة وعليه دون غيره أمانة التاريخ، فكل خطوة سيسجلها التاريخ إما له وإما عليه وعندئذ هو مخير بين ما يشاء ونحن نقول له: أعين الثوار وساحات الحرية ترقب كل صغيرة وكبيرة وتدون ملاحظاتها ولن يقبل الشعب بأنصاف الحلول أو بنصف ثورة وعلى شباب الثورة أن يظلوا في تصعيدهم الثوري حتى نأمن من ظهور ملامح الدولة المدنية المنشودة ، الثورة والثوار وكل أبناء الوطن قالوها في 21 فبراير الماضي وعلى هادي أن يواصل مشواره الطويل مستنداً إلى إرادة شعبية فاقت التصور في ثلاثاء اليمن الجديد 21 فبراير الماضي ولن تعود عقارب الزمن إلى الوراء وبعيداً عن الأحلام والآمال المنشودة كان قرار تغيير محافظ تعز برجل الأعمال شوقي هايل فهي غير موفقة، كون التزاوج بين السياسة والمال مرفوضة في الدولة الديمقراطية المدنية لا لأن السياسة تسخر كل إمكانياتها لصالح المال لكنها في تعز جاءت كحالة استثنائية تماماً، كون تعز عاشت ولازالت وضعاً صعباً دمر كل مقومات الحياة وبيت هايل بيت له في الخير باع طويل ومعلقة الآمال بها للنهوض بمدينة تعز، فكان الاختيار مراعياً لهذه الاستثناءات.. نأمل أن يدرك شوقي هايل هذه المهمة، فقد رشحوك لأمر لو فطنت له.. فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.
محمود الحمزي
قرارات هادي خطوة أولى في الثورة الثانية 2078