في البدء قد تبدو تساؤلاتي غريبة نوعاً ما خصوصاً وأن ما سأورده يتعلق بالمرض العضال الذي أصاب هذه البلاد فشل الحركة وبدأ في نزع وتقليم البقايا الباقية من الروح وكأننا أمام حالة موت سريري متأخرة للنظام، كنا نتوقع في هذا البلد كل شيء إلا أن يتحول قطيع واسع ممن كنا نطلق عليهم رجال دولة من الطراز "...." يتحولوا بين عشية وضحاها إلى قطاع طرق ونهابة ومخربين، صحيح منهم من احترف ذلك، بل غالبية من كانوا في الحكم هم لصوص للمال العام ونهابة ولا ينكر هذا إلا جاهل أو أنه لم يعش في هذا البلد، لكن ما يستغرب له أن يتحول محافظ المحافظة شخصياً إلى مخرب يقطع ويعتدي على خطوط الكهرباء وقاطع طريق هذا مالم نكن نتوقعه، أي نعم يكون محافظاً ولديه عناصر مأجورة من وراء الستار تعمل لصالحه وتقدم له خدماتها وبمقابل وكما فعل زعيمهم صالح وبلاطجته، لكن أن يخرج قائد الوحدة العسكرية أو عضو البرلمان ولثلاث دورات انتخابية، فيختطف مواطناً أو ينهب آخر أو يسفك دم مواطن مسافر على طريق عام هنا أو هناك، هذا ما لم نكن نتوقعه إطلاقاً، كنا ننظر إليهم في أماكن عدة وهم يتبخترون بالبدلة والكرفتة ومن حولهم أناس كثر وآخرون كانوا بملابس القبائل والقبيلة التي ظلوا يتشدقون بها عشرات السنين، أين هذه القبيلة والأعراف القبلية التي اختفت فجأة؟
يا هؤلاء حرام عليكم. ذبحتم القانون وعطلتم العمل بالدستور ماذا دهاكم؟ كان المواطن يذهب إلى قسم شرطة يريد تحيكم شرع الله أو حتى القانون المدني، يقال له تتبع أي شيخ وتحال ملفات قضايا الناس إلى الشيخ والقبيلة وتعطل كل القوانين السماوية والوضعية من أجل عيون القبيلة وفجأة وبدون سابق إنذار تذبح القبيلة وأعرافها ومن الوريد إلى الوريد، يا سبحان الله طيب والشرعية التي اتحفتمونا بها وأنا مازلت طالباً وقائد ورمز البلاطجة صالح يتحدث عن الشرعية الدستورية وضرورة الاحتكام لها وعدم الالتفاف عليها أو الخروج عليها وفجأة ينقلب هذا المفهوم ويتحول إلى شعار مثله مثل الشعارات التي تطلق أثناء الحملات الانتخابية لأيام فقط ثم يمحى من على الجدران وتمزق الأوراق، ثم ننساه وكل شيء يعود إلى حاله، في اليمن حقيقة تماهي كل شيء ولم يعد هناك فرق بين المطلب الشعبي وبين أنصاف الحلول، كانت المبادرة الخليجية مطلب النظام السابق محل ترحيب بعض القوى ومعها مورست ضغوط هائلة للقبول بها كحل وحيد محلي وبإجماع إقليمي ودولي، لكن لم يتم تحديد فرضية زمنية أو توقيت زمني لانسحاب صالح وأسرته من الحياة السياسية والبلاد لتعود الأمور إلى طبيعتها وهذا ما أطلق عليه الأستاذ/ عبدالله عبدالمجيد الأصنج "المبادرة الخليجية بلا أنياب ولا مخالب" في لقاء صحفي نشر في الجمهورية قبل يومين، فالمطلوب حسب اعتقادنا اليوم هو توجيه الإنذار الأخير لصالح وأولاد أخيه بمغادرة اليمن فوراً أو سحب الحصانة!، أما القبيلة فلا تحتمل كل هذا أيضاً..
Abast66@hotmail.com