ذات يوم وأنا أسير في الطرقات شدتني ظاهرة غريبة و دخيلة على مجتمعنا، خاصة المجتمع العدني الذي يعد من أكثر المجتمعات سلمية وهدوءاً.. هذه الظاهرة ليست غريبة على القارئ فهو يراها يومياً في الشوارع و الطرقات المختلفة وهي ظاهرة حمل السلاح في الشوارع العامة وسماع صوت الرصاص كل يوم وفي كل وقت، هذه الظاهرة المزعجة تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا حتى صرنا لا نعلم لماذا؟ وكيف؟ ومن أين يحصلوا على السلاح وما الغرض منه؟ وكيف لشبابنا أن يتعاطى معها على الرغم من أن شبابنا مثقف ومتعلم أمعقول أن يخدع بهكذا طريقة !! فقد أضيفت هذه الظاهرة إلى موسوعة ظاهرة القات التي لم نجد لها حلاً حتى الآن بل صار حلها عقيم. اعترف بأنني لست الأولى والأخيرة من يتكلم عن هذه الظاهرة(الأزمة) فقد قرأت العديد من المقالات بهذا الشأن وغريبة أن ينطبق فينا قول الشاعر"لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي"، فقد صرنا نتعجب لبعض الشباب الذين يتبخترون في مشيتهم وعلى أكتافهم أسلحة وهم يسيرون بقمة الغرور والعجب والخيلاء بالنفس، معتقدين بذلك بان حملهم للسلاح بهذه الطريقة تعد من مظاهر الرجولة البحتة وبهذا الصدد وددت أن أوضح للقراء الكرام ما معنى الرجولة الحقة.
الرجولة هي مجموعة من الصفات التي يتحلى بعها البعض من الذكور تنمو هذه الصفات وتظهر في المواقف الصعاب عندما تشتد الأزمات وتتوالى النكبات، فيظهر عندها في المجتمعات رجالاً عظماء عرفوا معنى الرجولة واحترموها فعلموا أن الرجولة مسؤولية وأي مسؤولية بل تعد من أعظم المسؤوليات, فالرجل هو الإنسان المسؤول عن تصرفاته وعن أمن أهله وحماية وطنه وأمنه واستقراره وسنوجز للقراء الكرام بعض صفات الرجولة وسأترك باقي الصفات العظيمة ليكتشفها بعض الرجال في أنفسهم :-
- فالرجولة هي الشعور بالمسؤولية، هي إحترام الذات وإحترام الغير.
- الرجولة هي ابتسامة حانية تشعر من حولك بالحماية والأمان.
- الرجولة هي الشهامة والمروءة في أجلى معانيها، الرجولة هي الأخلاق الكريمة والمعاملة الحسنة.
- الرجولة هي أن تعرف قدر نفسك فلا تتجاوز بها الحد.
- الرجولة هي أن تغفرو تعفو وتسامح من أساء لك وأن تمسك نفسك عن الغضب
- الرجولة أن تمسح بيد حانية دمعة ألم من وجه بائس
- الرجولة هي أن تنام قرير العين مرتاح الضمير غير ظالم
- الرجولة هي أن تقول كلمة حق ولا تخاف في الله لومة لائم..
هذه معاني
الرجولة الحقة، ليت كل رجل يعي مفاهيمها ويطبق معانيها على ارض الواقع في زمن اختلف فيها مسميات الرجولة الحقيقية.
حكمت حامد
معنى الرجولة 1803