;
منير علوان
منير علوان

المؤتمر بين مطرقة التبعية وسندان تحديد الهوية 1641

2012-04-08 03:24:09


في الثلث الأول من ثمانينيات القرن الماضي تشكل "المؤتمر الشعبي العام" كإطار سياسي يضم بين جنباته كل أطياف العمل السياسي والقبلي وغيرها، فيما كان يسمى بـ"الجمهورية العربية اليمنية"، وقد كان تشكيل هذا الائتلاف بناءً على أوامر من الرئيس السابق صالح آنذاك، حتى تكون لديه واجهة سياسية يستطيع من خلالها مواجهة المد الذي كان يمثله الحزب الاشتراكي الحاكم في "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" سياسياً وعسكرياً، فمنذ ذلك الحين بدأت اللجان التي تم تشكيلها تنشر فكر الائتلاف الجديد "الميثاق الوطني، الدليل النظري" للمؤتمر، بدأت بالانتشار في جميع أرجاء الوطن، في المدارس، في الدوائر الحكومية بشكل عام وكان يوم الخميس بالذات مخصصاً لهذه الفعاليات وخصوصاً في المدن الرئيسية.
في ذلك الوقت كنا في الإعدادية وكنا نسمع في طابور الصباح بشكل شبه يومي عبارة تردد باستمرار هي: الولاء الوطني: مبدأ شريف لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها أو نوعها.
مرت عدة سنوات فإذا بنا نكتشف أن العبارة السابقة ليس لها وجود ولا معنى على أرض الواقع، بل العكس وجدنا البلد بشكله الرسمي غارقاً في التبعية لدرجة أقل ما يوصف بها أنها "عمالة" بحتة.
جاءت الوحدة وبدأت التعددية السياسية وتفرعت أحزاب من رحم المؤتمر كذلك بتوجيهات "صالح" كما جاء في مذكرات الشيخ/ الأحمر، وذلك للتمهيد لإجهاض اتفاقية الوحدة واستدراج الحزب الاشتراكي بأي وسيلة لإجباره على التخلي عن مشروعه الحضاري المدني وإقصائه كشريك في تحقيق الوحدة، وبالفعل كانت الدوائر الأمنية التابعة لـ"صالح" تعد العدة وخطط لجعل الحزب الاشتراكي في مواجهة حزب الإصلاح والمؤتمر، فبدأت تلك الدوائر بتصفيات قيادات وكوادر الحزب الواحد تلو الآخر وشهدت البلاد عدة أزمات كان آخرها الاجتياح للجنوب بشكل بربري قلما يوجد له مثيل في التاريخ المعاصر إن لم يكن مستحيلاً الوجود.
مرت سنوات أيضاً فإذا بالإصلاح قد تم التخلص منه بنفس الشكل الذي تم الاشتراكي وهكذا إلى أن وصل به المطاف إلى إقصاء الجميع والسيطرة على البرلمان كما رأينا وسمعنا.
إذن بالعودة إلى عبارة "الولاء الوطني، هل كل ما سبق ذكره يندرج تحت هذا المفهوم؟ وهل ما تم كان من قبل المؤتمر كحزب سياسي أم من قبل لشخص بعينه، وما المؤتمر إلا ضحية له ولمقربيه؟!.
لا شك أن هناك قيادات أو أعضاء في المؤتمر نكن لهم كل الاحترام والتقدير، كونهم ضحايا للصلف المسلط عليهم من فوق، ومن يدعي أن المؤتمر كله فاسد أقول له إنك مخطئ لدرجة البلادة.. صحيح أن المؤتمر بشكله الرسمي معروف عنه بالفساد والتبعية والتسبيح بحمد الفندم، ولكن فيه رجال شرفاء أيضاً ولهم مواقف مشرفة ولكنهم محبطون لدرجة اليأس، لأنهم كلما حاولوا تصحيح المسار تفاجأوا بأوامر صارمة تبقيهم على ما هم عليه.. ألا يدل ذلك على تبعية المؤتمر والقيادة لشخص بعينه ولا تأثير أو دور لمؤسساته "لجنته الدائمة، أمانته العامة، مؤتمره العام؟"، لكننا اليوم أمام مرحلة تاريخية فارقة، هناك ثورة لازالت تغلي وهناك حكومة وفاق وطني وهناك متغيرات منها خروج "علي صالح" من السلطة وعلى المؤتمر الشعبي العام أن يحدد موقفه بشكل واضح وصريح عبر خطوات عملية تبدأ بفك الارتباط من التبعية لعلي صالح وحاشيته والبدء بخطوات تنظيمية دقيقة وأن يثبت أنه فعلاً شريك في حكومة الوفاق، فالفرصة سانحة أمامه "كأعضاء وأنصار"، فإن استطاع المؤتمر نستطيع أن نقول إنه بدأ بتحديد هويته الحقيقة والساحة ليست في غنى عنه في حالة تحديد مساره المستقل وانتهاجه سياسة حزبية رصينة وفعالة تخدم مسار التجربة الديمقراطية في وطننا، فلديه من الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً للعب هذا الدور والوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان وذلك بالتعاون مع شركائهم السياسيين وتفاعلهم مع الناس وتغيير تلك النظرة والصورة النمطية التي طبعت عنهم في ذاكرة الناس بأنهم "حزب فاسد"...إلخ.
أختم قولي بالتأكيد على أkه ما لم تصح الكوادر النظيفة في المؤتمر وتنتشله من واقعه المحبط فمصيره إلى الزوال وعما قريب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد