;
منير علوان
منير علوان

سياسي من الطراز الاستراتيجي 1936

2012-04-06 01:01:43


لفترة طويلة ظل الجنرال/ علي محسن خلف الأضواء ولا يسعى إليها كغيره من المسؤولين الكبار في هذا البلد، ليس لأنه كما يروج عنه خصومه من أنه لا يمتلك الشخصية الكارزمية التي تؤهله لتبوء منصباً رفيعاً وبأنه أيضاً ليس لديه القدرة على الخطابة.
كله هذه الخزعبلات التي يروجها خصوم "محسن" لا أساس لها من الصحة وكانت في الحقيقة بدافع الخوف من مكانة الرجل، لأنهم يعلمون جيداً أنه لن يقبل بالمشروع الذي بدأوا بالتحضير له منذ فترة طويلة وهو "التوريث"، فبدأوا بشن تلك الحملة المسعورة عليه، تمهيداً واستباقاً لما قد يترتب عليه مستقبلاً من صدامات معه في حالة اعتراضه على المشروع التوريثي للحكم.
فالرجل يشهد له عدوه قبل صديقه، بل كل من يشاهده منذ الوهلة الأولى يدرك تماماً أن الرجل يحترم نفسه بشكل يثير الإعجاب، وما ذلك الولاء العظيم الذي تبديه الفرقة الأولى بجميع ألويتها وأفرادها لهذا القائد إلا عرفاناً بدوره الوطني المخلص، وذلك من خلال اختباره لقادة الألوية والكتائب، فقد تبادر إلى مسامعنا أنه يختارهم بعناية فائقة بحيث تشمل هذه التعيينات جميع محافظات الوطن بشكل لا يخلو من الموضوعية والفراسة، كما أن للرجل علاقات واسعة مع شتى فئات المجتمع من قبائل وأحزاب ومنظمات مجتمع مدني ومستقلين...إلخ.
ألا يعني هذا أن هذا الرجل قبل أن يكون قائداً عسكرياً هو "إنسان" بكل معنى الكلمة وسياسي متمكن بالفطرة، ألا يدل هذا على أنه يعي معنى كلمة مسؤولية، فيضع نفسه في المكان الذي يجب أن يكون فيه؟ وشخص مثل هذا يحترم نفسه لا ينبغي عليه إلا أن يحترم غيره، وهذا شيء طبيعي ومن المسلّمات، لذا نجده يتخذ مواقفه بشكل يحفظ له مهابته ووقاره.
أكاد أجزم بأن قائداً كهذا وسائل الإعلام هي من تسعى إليه وليس العكس ولكنه زاهد في هذه الأمور، إلا في مواقف نادرة وتكون لتوضيح موقفه من قضية يثيرها أولئك المذيعون.. فتارة يقولون عنه أنه الذراع العسكري للإخوان المسلمين، وتارة يقولون عنه أنه أكبر ناهب للأراضي في الجنوب والشمال وتارة أنه هو من أوجد القاعدة....إلخ.
طالما والرجل يقوم بكل هذه الأدوار لماذا لم يقله علي صالح منذ وقت مبكر ويريح نفسه منه؟! ألا ترى أخي القارئ الكريم أن هذه الأقوال فيها الكثير من التجني والقدح في الرجل على عكس الواقع؟!.. ثم ألم تقرأوا ما يقوله عبر وسائل الإعلام منه أنه مستعد للمثول أمام قضاء الثورة كمتهم أو كشاهد، ولم يسع للحصول على حصانة أو غيرها من الطلبات التي اشترطها علي صالح وأركان حكمه مقابل تركهم السلطة؟!.
كل هذه الشائعات مردودة على أصحابها وما هي إلا إسقاطات من جانبهم ليس إلا، فالرجل عرف عنه أنه من سلم السلطة لعلي صالح عدة مرات ولو كانت له أطماع سياسية لما عمل ذلك ولكنه قائد رصين مجبول على الوفاء وعدم الانتهازية والغدر وقد تجلت هذه الصفات فيه عند بداية الثورة، فقد ظل على ولائه لـ صالح حتى جاءت جمعة "الكرامة" وهناك أدرك أن الأمور تجاوزت المسموح والمتعارف عليه في نظم الحكم، فما كان منه إلا أن وقف ذلك الموقف الخالد في تاريخ هذا البلد المعاصر حينما أعلن عبر الجزيرة قائلاً: "نعلن دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية"، أليس هذه العبارة شديدة الحصافة والرصانة، ألم نشهد بعد تلك العبارات سقوطاً مدوياً لأركان صالح؟ ألا تعني تلك الاستقالات والانشقاقات أن "محسن" كان هو أكثر القادة ولاءً لصالح وأكثرهم دعماً له، لكن هذا الأخير لم يعرف بقدر الرجل إلا بعد أن شاهد ما آلت إليه الأمور بعد انضمام محسن للثورة.
ولعمري لو سئل صالح من أكثر القادة ولاءً لك لأجاب بدون تردد "علي محسن"، وهناك مقولة يتداولها الناس مفادها أن علي صالح تحدث بمرارة ذات يوم قائلاً: "ليت أولادي جميعهم ذهبوا للساحة وبقي علي محسن بجواري" وهو على حق بذلك لأنه يعلم علم اليقين أن كل أولئك القادة بما فيهم أولاده وأولاد أخيه لا يوضعون محل المقارنة بـ علي محسن.
خلاصة القول: إن علي محسن الأحمر، شخص بحجم الوطن شاء من شاء وأبى من أبى طالما وهو ملتزم بالحضور والرد على جميع التساؤلات التي تطرح عليه وإن كانت عليه بعض المآخذ فالرجل بشر أولاً وأخيراً، والخطأ وارد على كل حال ولكنني على يقين أنه يظل أكثر القادة الفعليين وطنية في هذا البلد في هذا الوقت.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد