دوماً هنالك شيء ما يجعلنا نمسك بالقلم ونتعلق بالكتابة، نكتب لنخرج ما يجتاح خوالجنا أو لنخاطب بعض الناس أو لرغبتنا في إيصال معلومة معينة إلى شخص معين .
والكتابة تأتى بولادة عدة أفكار تكون لدى الشخص المسمى (كاتباً) ، وهذه الأفكار ربما قد تكون نتجت من أحداث حدثت فعلاً أو خيالاً أو من دراسات سابقة أو من قضايا مهمة مدفونة وتحتاج إلى من يخرجها إلى ارض الواقع ، وذلك لأن بقائها في الباطن ربما يؤثر على حياه الناس في بعض المجتمعات المختلفة، ولكن ليس كل الكُتّاب هم الذين يرغبون في إخراج قضية ما أو في حل مشكلة ما، فالكتابة أداة من أدوات التعبير، والتعبير عنصر من العناصر الأساسية التي يحتاج إليه الإنسان للتفاهم مع الإنسان.
وهذا التعبير بأهميته هذه فهو سلاح ذو حدين إذا لم يستخدم في الاتجاه الصحيح، وبدلاً أن يكون نعمة فإنه سوف ينقلب إلى نقمة تصيب المجتمعات النظيفة التي هي في حاجة إلى أن تبقى نظيفة لتحافظ على أبسط العوامل الحياتية التي تقودنا غالباً إلى أفضل الأمور .
فالشخص الذي يكتب لكي يعبر ويستخدم هذا التعبير في تحسين أحوال المجتمع، ويدعو إلى الصورة الإنسانية الجميلة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، هو شخص حكيم عاقل إنساني بمعنى الكلمة، وهو شخص مُصلح يدعو إلى الصلاح والهداية .
أما الشخص الذي يكتب لكي يزيف به الصورة الحقيقية، ويحاول أن يُضل بذلك المجتمعات المختلفة، مستخدماً أساليب غير منطقية ، ومستخدماً أدوات الضعف في الناس، ويزينها لهم بصورة ما، وهدفه الخفي في الأساس تضليل المجتمع وقيادته إلى هاوية الفشل والفساد، وأيضاً تفكيك المجتمعات السليمة، وبذلك يحصل على ضعف تلك المجتمعات ويستطيع بذلك أن يدمرها ويهدمها ليستفيد هو من الخيرات .
أولئك الأشخاص الذين يعملون مثل هذه الأعمال وراء كواليسهم أنا اسميهم أخوة الشيطان، بل هم أكثر من الشياطين خيانة .
تبقى الكتابة سلاح أبيضاً فتّاكاً متى ما استخدمها الكاتب في الإضرار بمن حوله، مستخدماً الألفاظ البذيئة والغير لائقة بحجة الحرية في التعبير، حرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فني بدون رقابة أو قيود حكومية يُشترط فيه ألا تمس طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير، ومهما كانت حرية التعبير مقدسة، فلابد لها من ضوابط تنظم ممارستها، لحماية المجتمع من الفتن والصراعات, وتزداد الحاجة لتلك الضوابط عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأديان والمقدسات, وخاصة عندما يكون المجتمع مكوناً من عدة ثقافات وأديان وقوميات، وحرية التعبير هذه حرية مسئولة، تراعي المصلحة العامة، وتعود بالنفع على المجتمع، وتكون حرية التعبير سلاحاً ذو حدين، عندما تنقلب المعادلة وتصبح حرية التعبير تعدياً وعدواناً, فهي بذلك تعد جريمة لابد من معاقبة مرتكبيها، لأنهم يعبثون بأمن المجتمع والسلام العالمي.
أحلام المقالح
الكتابة سلاح أبيض!! 2144