لست في عداءٍ شخصي مع العميد/ أحمد علي، ولست أيضاً من ذوي المصالح الأنانية حتى أتجنى عليه لكسب شيء ما، فالرجل "مهنياً" يبدو أنه متوازن ومتماسك وقائد عسكري في نفس الوقت، إلا أن الخلاف معه كونه ابن الرئيس السابق وتم تعيينه وترقيته من قبل والده حتى أوصله لقياده الحرس والقوات الخاصة التي جميعها أنشئت لتحمي منظومة الحكم الأسري السابق وضمان استمراريتها وتوريثها.
فقبول "أحمد علي" لهذا الدور جعل الكثيرين يختلفون معه كون هذا الدور وهذا المنصب مخالف للدستور ومبادئ جمهورية سبتمبر وأكتوبر ومجافي للعقل، والمنطق فالرجل تخرج من الولايات المتحدة، وشارك في العمل السياسي من خلال عضويته في البرلمان، هذا يجعله أكثر ألماماً بالإدارة والقيادة أكثر من عديد ناس غيره لم تتوفر لهم نفس الظروف.
وعند النظر إلى الكيفية التي أدار بها نجل الرئيس السابق الوحدات العسكرية التي تحت إمرته، هي كثيرة تتجاوز الثلاثين لواءً، فقد أدارها بطريقة ليست حصيفة ولا هادفة بل بالعكس كانت انتقامية بحته وعدائية للشعب بشكل فج وواضح، عندما أظهر للجميع أنه يحمي كرسي أبيه ولو كلف ذلك نصف الشعب اليمني إن لم يكن كله، وبهذه الخطوة وضع قائد الحرس نفسه في إطار ضيق للغاية..
ترى ماذا كان سيخسر هذا الشاب لو أتخذ موقفاً آخراً مغايراً لهذا الموقف؟!.
ماذا كان سيخسر لو أنه أبدى تفهماً لمطالب الناس في التغيير وأنحنى للشعب قليلاً؟ ألن يكون في وضع فارق بمئات السنين الضوئية مما هو فيه؟!.
أكاد أجزم بأنه مؤهلاً لأن يقوم بدور شديد الحيوية في هذه المرحلة الدقيقة وكان بإمكانه أن يكون الحائط الآمن لهذا الوطن حتى وإن كان والده "علي صالح" فهناك الكثيرون كانوا ينظرون إلى هذا الشاب بكثير من الإعجاب كونه ـ كما أشبع عنه ـ يكره المشيخ والقبلية، ولا يحب الظهور كثيراً على وسائل الإعلام كما هي عادة بعض أبناء عمومته وبالتالي كان بإمكانه استغلال هذه الميزة، ووضع نفسه في المكانة اللائقة له والمستقلة لكنه للأسف أصر على إجترار الحماقات واحده تلو الآخرين منها على سبيل المثال عدم إنزال صور أبيه من بوابات معسكراته ومن فوق مستشفى 48 بحزيز وغيرها من الأماكن، فماذا يعنى هذا أمام الجماهير العريضة التي خرجت بشكل مذهل لتنتخب رئيسياً جديداً؟!
إلا يعني استهتاراً بهم.. ألا يعني الضرب بطموحاتهم وأحلامهم عرض الحائط؟! إلا يعني هذا استخفافاً واحتقاراً لمكانة الرئيس عبدربه ؟!.
ألا يعني هذا أن الشاب بضع نفسه وجه لوجه مع المبادرة الخليجية ومجلس الأمن ومعظم دول العالم التي أبدت الانتخابات وهنأت الرئيس هادي بفوزه؟ ثم ألا تثير مثل هذه التحديات التي يبذلها بين الحينة والأخرى تجاه أوامر توجه إليه من رئيس الدولة شكوكاً عن مدى قوة الأطراف التي تسنده داخلياً وخارجياً؟؟
لماذا قبلت على نفسك "أيها العميد" هذا الدور الذي يدخلك في عداء تاريخي مع الوطن. بمواقفك هذه؟؟.
لم لا تلعب اللعبة بقواعدها المتعارف عليها فتظهر الولاء الحقيقي للرئيس الشرعي المنتخب عبدربه منصور هادي وتنزع صور أبيك وتضع بدلاً عنها صور هادي وتكف عن السباحة عكس التيار، فالشعب قال كلمته ولن يعود إلى الوراء، وبإمكانك أن تستبقي الكثير من الاحترام عند الناس لك في هذه الحالة وأنا واحد منهم.
أني لكن من الناصحين ما لم تلتزم بقواعد اللعبة لا يسعني إلا أن أقول لك إن ما تقوم به هو "الحماقة في أبهى صورها"..
منير علوان
يا عميد أحمد.. "إني لكل من الناصحين" 2290