;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

القضية الجنوبية وقميص عثمان 1803

2012-04-05 08:39:08


اعتقد جازماً أن القضية الجنوبية قضية عادلة وأن أبناء المحافظات قدموا دولة وافتقدوا كثيراً من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، لكنهم حرموا منها في ظل دولة الوحدة وعندما خرجوا إلى الشارع يطالبون بحقوقهم بطريقة سلمية حضارية وجدوا تعاطفاً كبيراً من كل أبناء اليمن حتى عندما رفعوا أعلام التشطير كان الكثير من أبناء الشمال لا يلومونهم في ذلك، لأن الكل يعرف الممارسات الانفصالية التي مارسها النظام البائد ضدهم..المتمثلة بالتهميش والإقصاء ونهب الثروة ومصادرة الأراضي وعدم الإصغاء للمطالب المشروعة هذا نتج عنه ردة فعل تمثلت بالدعوات الانفصالية ومطالبة بعودة البراميل من جديد والبحث عن هوية مجهولة ليس لها وجود في التاريخ ولا في الجغرافيا.
فلا يوجد يمني حر شريف يحب الخير لوطنه من المهرة إلى صعدة يرفض الوحدة ويريد الانفصال، فالوحدة كانت ولا تزال في وجدان الإنسان اليمني شيئاً مقدساً، لأنها الأصل فالشعب اليمنى شعب موحد ولا يوجد شيء اسمه جنوب ولا شمال، كل ما في الأمر أن اليمن انقسمت إلى شطرين نتيجة لعوامل سياسية في فترة زمنية محدودة لكن سرعان ما عادت إلى أصلها بعد زوال هذه العوامل السياسية وأعيدت الوحدة اليمنية في يوم 22 مايو 1990وكان يوماً خالداً في حياة اليمنيين لا يُنسى...
الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام التي وصل صداها إلى كل ربوع اليمن وقدم فيها الشعب اليمني التضحيات التي تعد انتصاراً للقضية الجنوبية وامتداداً للحراك السلمي الذي كان قد انطلق قبل سنوات في المحافظات الجنوبية والمطالب بحقوق أبناء الجنوب المشروعة، لقد جعلت هذه الثورة السواد الأعظم من عناصر الحراك الجنوبي ينضمون إلى ركبها ويتراجعون عن المطالب الانفصالية، لأنهم يدركون أن المشكلة ليست في الوحدة إنما المشكلة الحقيقية في صالح وعائلته الذين حولوها إلى مشروع شخصي ومارس الإقصاء والتهميش ونهب الثروة, وكان هذا التراجع أول منجز من منجزات هذه الثورة المباركة..
إلا أن هناك مجموعة من السياسيين الذين نصبوا أنفسهم زوراً وبهتاناً أوصياء على أبناء الجنوب وأرادوا أن يجعلوا من القضية الجنوبية (قميص عثمان) لتحقيق بعض المصالح الشخصية آو خدمة لأجندة لا تريد الخير لليمن, فهم لا يزالون يعيشون وهم الانفصال وفك الارتباط ولم يدركوا حقيقة الشعب اليمنى وخصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية الذين هم أكثر حباً وعشقاً للوحدة لاسيما بعد أن دخلت اليمن عهداً جديداً وتشكلت حكومة الوفاق الوطني وتمت الانتخابات الرئاسية في 21 من فبراير التي أنهت كابوس نظام علي صالح إلى غير رجعة بعد أن فجر الشعب اليمنى ثورة سلمية أبهرت العالم وجعلته يقف إجلالاً له, وصارت الدعوة إلى الانفصال وفك الارتباط وتقرير مصير الجنوب دعوات لا مبرر لها خصوصاً و أن هناك إجماعاً بين كل مكونات الشعب اليمنى وقواه السياسية على الاعتراف بالقضية الجنوبية وضرورة حلها حلاً عادلاً يعيد لأبناء المحافظات الجنوبية حقوقهم ويحقق تطلعاتهم حتى وإن كان ذلك في إطار النظام الفيدرالي أو الحكم المحلي كامل الصلاحيات الذي يعد هدفاً من أهداف الثورة الشعبية ومطلب السواد الأعظم من اليمنيين في الشمال والجنوب..
لذلك أتمنى من الإخوة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنوب بغير حق وجعلوا القضية الجنوبية "قميص عثمان" أن يراجعوا حساباتهم ويعودوا إلى رشدهم وأن يقدموا مصالح الشعب على المصالح الشخصية والمشاريع الصغيرة، فالانفصال لا يمكن أن يحقق مصلحة لأبناء المحافظات الجنوبية إنما الخير في بقاء الوحدة، الوحدة التي تغنى بها اليمنيون وقدموا التضحيات من اجلها, ليست الوحدة التي لوثها صالح وعمدها بالدم وأفرغها من مضمونها وحولها إلى وحدة ضم وإلحاق وفيد..
إننا اليوم أمام فرصة حقيقية لإعادة الاعتبار للوحدة وجعلها وحدة قلوب وأرواح وحدة قوة وبناء.. فلابد من فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي والدخول في مؤتمر الحوار الوطني الذي سيكون كفيلاً بحل كل القضايا الوطنية وفي مقدمتها القضية الجنوبية..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد