;
منير علوان
منير علوان

ليس عبداً لأحد 1811

2012-04-03 09:08:44


من يتابع الخطوات والإجراءات التي قام بها الرئيس المخضرم عبدربه منصور هادي منذ وصوله إلى سدة الحكم – ولو شكلياً – يصاب بالذهول والدهشة فالرجل أثبت بالفعل أنه بحجم الوطن قولاً وفعلاً ، فقد تبين من خلال القرارات الأولى التي أصدرها أن الرجل ملم بشكل دقيق كمواطن الأمور التي كان سلفه قد تفنن في صياغتها وحياكتها هو وأسياده الإقليميين والدوليين بدءًا بقرار اقالة مهدي مقولة وانتهاءً باقالة حافظ معياد.
فـ "مقولة" كان هو الشوكة التي وضعها الرئيس السابق والمخلوع في حنجرة الجنوبيين والذي تسبب في الكثير جداً من المآسي والكوارث في المناطق الجنوبية وعلى وجه التحديد محور( عدن – أبين – لحج) والتي يعلمها القاصي والداني وكان آخرها تسليم كتائب بعتادها وعدتها للجماعات التي قام هو وسيده (علي صالح) بصناعتهم وإخراجهم على هيئة جماعات إرهابية متطرفة، بينما هم في حقيقة الأمر مليشيات مسلحة تتبع المخلوع بطريقة أو بأخرى وبتنسيق أمني رفيع مع الدوائرالأمنية في الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين للقيام بأدوار تخدم المصالح الحيوية العليا للإمبراطورية الأمريكية.
وقد كان نتائج هذا التنسيق الرفيع تسليم أجواء البلاد للطائرات الأمريكية تأتي وتذهب بدون رقيب أو حسيب كما جاء في تقارير مع ويكليكس بالإضافة إلى فتح مكاتب للـFBI والـcia  داخل الأراضي اليمنية.. الخ ، كل هذا مقابل البقاء في مناصبهم وسرقة شعوبهم وحمايتهم عندما يتعرضون لأي أمر يهدد بقائهم في السلطة.
وهذا ما تم بالفعل أثناء الثورة منذ بدايتها من الأراضي الجنوبية أواخر 2006م وعندما تفجيرها في جميع إرجاء الوطن في فبراير 2011 حيث كان موقف شركاء المخلوع (صالح) الإقليميين والدوليين واضحاً أشد الوضوح أنهم إلى جانبه وما موضوع الحصانة بخاف على أحد وكيف تم الضغط من قبلهم على المشترك وشركائه بالقبول بتلك الشروط المجحفة.
وعندما قام الرئيس عبدربه بإزاحت الكابوس (مقوله) من موقعه في المنطقة الجنوبية العسكرية، شكل ذلك صفعة مدوية في خد المخلوع (صالح) لم يفق منها إلى يومنا هذا.
ومن يتابع ما قام به المعتوه "مقولة" من رده فعل سيكتشف مدى الثقل الذي كان يمثله (مقوله) والثقة التي كانت ممنوحة له من قبل علي صالح وحلفائه كما سيكشف أيضاً قوة وخطورة المنطقة التي كان يسيطر عليها (مقوله) ومكانتها الدولية – عدن – أبين – لحج.. وللعلم بأن هذه المنطقة العسكرية الوحيدة التي لم تؤيد الثورة- على حد علمي.. بينما بقية المناطق أيدت الثورة منذ ما بعد جمعة الكرامةفي مارس 2011.
أعود واؤكد أن الرئيس المخضرم عبدربه منصور قد أطلق أول سهم من كنانته في المكان الصحيح وهو "قاعدة القاعدة" التي صنعها علي صالح وتم نسفها، وهذا ما جعل (صالح) يفقد السيطرة على نفسه وما تلك التصرفات الصبيانية التي قام بها مثل تهديده بحبس السيد "باسندوه" إضافة إلى توجيهه أوامر للرئيس الشرعي والمنتخب"هادي" بالحضور لاجتماعات حزبية، وقطع الكهرباء والتفجيرات هنا وهناك وإقلاق السكينة العامة، وجعل الناس يعشيون في رعب دائم حتى ييأسوا من التغيير ومن قدره هادي على ضبط الأمور.. ومع يقيني أن هذه التصرفات ليست كلها من صنع المخلوع إلا أن أغلبها محسوبة عليه شاء أم أبى.. وكل هذا يعلمه الرئيس الجديد وهو على دارية وإلمام شامل به ويقوم بتحركاته وإصدار قراراته بشكل مدروس لدرجة لا يستطيع أي كان المزايده عليه إن كان في نفس المكان الذي فيه الرئيس هادي اليوم وبنفس الظروف.
وكان قرار تعيين محافظ ومدير أمن جديدين لمدينة عدن أيضاً استدركاً للقرار السابق فالمنطقة المستهدفة بقرارات هادي هي المنطقة الجنوبية الشديدة الحساسية، وبالتالي فإن مسألة التغيير فيها يجب أن تكون بشكل متكامل الأركان وهذا ما تم بالفعل فبإمكان القارئ أن يدرك مدى حصافة حنكة هادي في اتخاذ هذا القرار.
وانتهاءً بقرار إقالة حافظ معياد من المؤسسة الاقتصادية العسكرية الصالحية "اليمنية"، فهذه المؤسسة منذ نشأتها لا نعلم ولا يعلم أحد كم هي أصولها ولا إيراداتها ولا تستطيع أي جهة أن توجه لها سؤالاً واحداً بما في ذلك مجلس النواب أو الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وبما أننا نعلم أنهما جهازان لا يستطيعان القيام بهذا الدور "المساءلة" لهذه المؤسسة، بينما غيرهم في أماكن غيرها يحاولون تظهروا نوعاً من المسؤولين لذر الرماد هنا وهناك " مع تقديري للشرفاء في الجهازين"، من هنا نجد أن القرار بتغيير معياد كان في محله ووقته ومثل بالنسبة للرئيس المخلوع بمثابة قطع الرأس لأن إيرادات هذه المؤسسة هي من تقوم بتمويل جميع الأنشطة الإرهابية التابعة للمخلوع كما قامت وتقوم بصرف مستحقات البلاطجة منذ فبراير 2011م وكان "معياد" شخصياً يقوم بتوزيع تلك المخصصات.
وتعد هذه هي أهم القرارات في نظري وبإمكان القارئ الكريم أن يدرك مدى بصبره الرئيس هادي واتزانه فهو بحق رجل المرحلة الراهنة كونه يجمع في شخصيته ما تتطلبه الخصائص المطلوبة في هذا الوقت فهو رجل عسكري من الطراز الرفيع وسياسي فذ، ويبدو ذلك من خلال مقابلاته التي ألقاها وكان أهمها ما قاله في قصر الرئاسة في الحفل الذي قام به المخلوع لتوديع نفسه حيث ركز هادي على أن الشعب أراد التغيير للأفضل وعلى الجميع التعاون مع القيادة الجديدة وبأنه سيقف بعد عامين في نفس المكان لتوديع قيادة واستقبال قيادةجديدة..
بهذه الكلمات العظيمة والمختصرة تجسدت شخصية وعظمة هذا الرجل بينما المخلوع ظل يخطب 33 عاماً ولم يستطع أن يفرق بين (لم ولن) إلى يومنا هذا.
لك من التحية أيها الرئيس هادي وبوركت خطواتك السريعة والوثيقة مقارنة بالوقت القصير منذ توليك مقاليد الحكم ابعين يوما تقريبا إلا أنك أذهلت أصدقائك قبل خصومك بما أبديت من قوة شخصية وشجاعة وكياسة في اتخاذ قراراتك كما أثبت أنك اسم على مسمى "عبد ربك" ولست عبداً لأحد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد