هناك من إذا تحدثت معه حول الزواج وغلاء المهور قال: لقد وضعت يدك على الجرح ولكن أي جرح أيها الشباب وأي ألم وأنتم من صنعتم تلك الفوهة البركانية بأيديكم وأنتم أيها الشاب من يحوم حول الحمى يكاد أن يقع فيه؟ وإن بحثنا عن حقائق كامنة وراء ذلك الأمر لوجدنا أن هناك أموراً كثيرة متعلقة بهذا الأمر شائكة أحياناً.. وكثيرة الحلول أحياناً أخرى ولكن الأهم في هذا السياق أن الحق ليس علينا نحن الفتيات كما تنسبوه أنتم دائماً ولا على أولياء الأمور في الدرجة الأولى.. ولكن حتى وإن قلنا بأن غلاء المهور سبب رئيسي لعدم ارتباط الشباب إلى سن معينة، فهذا أعتبره في نظري نتيجة ما جنته أيديكم وعاداتكم وتقاليدكم والتي أغلبيتها سلوكيات وعادات سيئة تضر لا تنفع وكذلك أفكارهم التي لم تنضج بعد.
فكثير من الشباب يلوم الفتاة وأهلها في ذلك والأغلب أن هذه عادات متبعة والناس من قيدوا أنفسهم بها ولا يسعوا لبدائل وحلول تعود عليهم بالفائدة، والأغلب يقف مكفوف الأيدي ينتظرون الحلول أن تأتيهم على طبق من ذهب وهذا مستحيل.
الجانب الآخر هو أن الشباب أصبح لا يريد مواصفات زوجة صالحة وإنما يريد مواصفات خيالية في شريكة حياته وعند بحثه عن زوجه يريد مواصفات (تركية) نتيجة تعلقه بالمسلسل الفلاني أو أن يضع كوكتيل لعروسة من كل دولة صفة أو رغبة مطلوبة.
فتياتنا الطيبات وذوات الأخلاق والدين كثيرات ولكن الشباب أصبحوا يبحثون عن أمور تخصهم قد تنفعهم وقد لا تنفعهم.
من الشباب من يقول لا أريد فتاة جامعية أو متعلمة فقد تكون فاهمة كل شيء في الحياة ولا أريدها، لذلك يفضل فتاة الريف حتى وإن وصل إلى شهاداته العليا في التعليم وهناك من يصادف أناساً طيبين يريدون أن تكون فتياتهم مستورات مع أزواجهن فيشترط مهراً ميسوراً ولكن هناك من لا يعجبه العجب، فعند حدوث شجار بسيط بينه وبين زوجته يسمعها كلمات قاسية وموجعة، منها أن أهلها قد باعوها بأرخص الأثمان، فهم في ذلك لا يحبونها ومنهم كذلك من إذا اشترطت عليه مهراً باهضاً لا يقابل ذلك بالرضا فلا هذا عاجب ولا ذا.. لا تلوموا أهالينا فمنهم من قد أجبرته العادات ومنهم من احتار في عقلية الشباب المعقدة.
ونحن الفتيات لسنا مع غلاء المهور، فنحن الفتيات الوحيدات في العالم نرضى بالقليل وحتى لو كان ذلك نتيجته وخيمة في أكثر الأوقات وكذلك لسنا مع الاستهتار في حقوق الزواج والزوجات فبسبب ذلك قد تتدهور العلاقة الحسية والعاطفية بين الجنسين.. لسنا مع العنوسة على تسمياتكم المؤلمة للفتيات ولسنا مع الاكتئاب والانحراف ولكن غيروا العادات الخاطئة وستصبح حياتكم أفضل وهي مرتبطة بالدين الحق وبسماحته.
صدقوني إن الفتاة قد احتارت فيكم أيها الشباب، فلا غلاء المهور ينفع ولا نقيضه فما تريدونها أن تفعل من أجلكم؟!! أحبتي لم يعد ذلك الشاب هو الشخص المسؤول الذي يقدم على الزواج بقلب قوي لتحمل كل شيء بشخصية يفرضها على الجميع وأخلاق تهز كل من حوله حتى ما عاد يفرق عند الأهل وما كان مهماً حينها المهر قليلاً أم كثيراً.
كانوا أيام زمان يتزوجون (بريالات) ولكن كانت قيمة الرجل غالية جداً، لأنه رجل بكل المقاييس ولا زالوا حتى اليوم لم يتغيروا مثقال ذرة وقد أثمرت فيهم تلك الريالات البسيطة وكان نتيجتها عشرة طيبة وأولاداً بارين.
لكنا اليوم في دوامه خطيرة نريد حلولاً ولكن دون تعب وكما قيل تعددت الأسباب والموت واحد.
أصبح الكثير ينجر وراء المغريات حتى وإن وجدت معه 4 زوجات في المنزل، فهو لا يزال يبحث عن الشيء السهل وعن الحرام فلا تلوموا غلاء المهور فما كان هو السبب في انعدام الوازع الديني فيكم فلماذا ابتعدتم عن سنة الحبيب لتستبدلوها بأشياء لا أصل لها؟ ألم يخبرك يا جيب محمد صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم البائة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء).
إني أتمنى من كل قلبي أن تتحصنوا أيها الشباب بالعفة وأن تتسهل جميع أموركم حتى أجد جميع شبابنا وفتياتنا وقد تزوجوا وعم الخير على الجميع ومناي أن تتغيروا من دواخلكم وغيروا سلوكياتكم وعاداتكم السيئة إلى عادات جميلة يقبلها الجميع، استبدلوها بأمور تعود عليكم بالنفع فهذا هو الخير بعينه.
وثقوا أنا لا نريد شباباً عازفين عن الزواج أو منحرفين ولا فتيات مكبوتات في المنازل ولكن نريد الإصلاح ما استطعنا..
فاطمة العمري
غلاء المهور.. على الجرح 2105