الخطاب السيئ والفاضح الذي ألقاه حسن نصر الله يوم الخميس الماضي والذي أكد فيه أن سقوط نظام الأسد الدموي أصبح أمراً غير وارد، وأن الحوار السياسي هو الحل الوحيد.. هذا الخطاب وبهذه التصريحات العنترية وإن كانت جزءاً من المعركة التي يقوها نصر الله وحزب الله ضد الشعب والثورة السورية، إلا أنها في الوقت ذاته تعبر عن مدى العجز العربي والتهاون الإقليمي والدولي أمام ما يتعرض له الشعب السوري من حرب إبادة يومية ومجازر غاية في الهمجية والوحشية.
والمثير أن هذا الخطاب الأحمق والأرعن يأتي عقب انتهاء القمة العربية التي انعقدت في بغداد، ولم تخرج بشيء يذكر أو موقف يحمد بشأن الثورة السورية والأوضاع الإنسانية الصعبة والسيئة التي يعيشها السوريون في مختلف المحافظات والمناطق، لقد شعر وأدرك الثوار والمجاهدون في بلاد الشام أن الدول العربية خذلتهم وأن تركيا والدول الغربية تهاونت في قضيتهم وسيست ثورتهم ولم يبق للشعب السوري سوى الاعتماد على نفسه بعد الله عز وجل لاستكمال ثورته وتحقيق مطالبه في الحرية والكرامة وإسقاط نظام الطاغية وجلاوزته وأزلامه ومن يقف معه من ميليشيات حزب الشيطان والمقاتلين المرتزقة التابعين للحرس الثوري الإيراني وغيرهم من المجرمين والقتلة والإرهابيين.
والمتأمل في المشهد السوري يدرك تمام الإدراك حتمية انتصار الثورة واستعادة الشعب السوري لحريته وكرامته ووطنه وهويته العربية والإسلامية، وأن سقوط وانهيار النظام الطائفي والحكم العائلي أصبح مسألة وقت ليس إلا، وأن تصريحات نصر الشيطان لا تعدو أن تكون كلاماً في الهواء وكذباً في الفضاء وأن تأخير النصر لأمر يريده الله عز وجل.. ألا إن نصر الله قريب، ألا إن نصر الله قريب.."إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون".
عبد الفتاح البتول
الثورة السورية والرهان الخاسر!! 1916