جلد الذات شيء يجب ممارسته من قبل الحوثيين في الدولة المدنية القادمة ويجب تقديم الضمانات لهذه الطقوس بأن ضرب أنفسهم والبكاء على الحسين بطريقتهم الخاصة لن يؤذي أحداً ولو أنها دخيلة على الإسلام وجاءت هذه الفكرة لمسلمي إيران من الأديان الوضعية في الهند "الفكرة تعتمد على جلد الجسد لكي ترتاح الروح" كما يعتقد الحوثيون، لكن تبقى طقوساً متعلقة ولهم الحرية بهذا، لكن ما لا يجب أن تكون الحرية قتل الآخرين المختلفين بالمذهب أو السلالة والعرق، وهذا هو الركيزة الأساسية لدى عبد الملك لتطور أي بلد كما قال حسن نصر الله لمقاتليه يوماً ما متسائلاً لكي يقنعهم: أتدرون لماذا العرب لم ينتصروا بأي مجال وخصوصاً مع إسرائيل؟ فسكت المقاتلون جميعاً بالتأكيد لم يجيبوا، إذ أنه ليس من صلاحيتهم الرد وإنما فقط الاستماع والتنفيذ، فقال نصر الله: لم ينتصر العرب لأن القادة والرؤساء كلهم سنة.
 انظروا إلى ما يمارس من تسطيح للوعي وهو ما لا يجب أن يحصل عليه السيد عبدالملك، فهو حزب سياسي وجماعة مسلحة معاً فهذه ستكون بادرة وإشارة إلى انتهاء المدنية والتجربة الديمقراطية في اليمن، فالكل يعلم أن تشكيل مليشيات مسلحة أسهل من حزب سياسي في اليمن.
وخلال ظهور عبدالملك بجوار جمال بن عمر تأكد لنا عدم رضا الأول بدخول الحياة السياسية على الإطلاق ونصيحتي للحوثيين ألا يصدقوا وهم الانتصار على دولتين اليمن والسعودية وربما على أمريكا وإسرائيل كما يعتقد عبدالملك، لذا الفرصة متاحة لجماعة دموية للتخلص من غريزة القتل والتطهر منها والاقتناع بالفكر والحياة المدنية إذا كان لديهم فكر وقضية، لكنني أشكك بوجود الفكر وكذلك القضية، وإلا لماذا يخافون من الانخراط في المشهد السياسي، فالدولة المدنية ستضمن لهم العدالة للقضية المزعومة وللفكر الذي نشعر بالتقزز منه؟.. إلا أننا نقول: من يرضى بالمدنية يجب ضمان العدالة والحرية له بعيداً عن نوعية الفكر أو المطالب.. أتمنى أن يقرأ رسالتي سيد الحوثيين عبدالملك وأن يعرف أن امتداد السلالة التابع له من بقية محافظات الجمهورية أصبح منعدماً تماماً وأن دموية جماعتك قد أحدثت انقسامات للأحزاب السياسية التي كانت تمثل بارقة أمل للحوثيين.
 لذا يا عبدالملك: لقد أذنبت بحق آل البيت وآل اليمن وآل حزب الحق وآل اتحاد القوى الشعبية وأصبحنا نتندر على هؤلاء أنهم أحزاب دكاكين وليسوا أحزاباً كما ينبغي.. يجب يا سيد صعدة أن تختار ما بين السياسة أو التمرد على إجماع اليمنيين بما في ذلك آل البيت وأنا أستشهد لك بآل البيت، ليس لأنني مقتنع بما تقوله ولكن لأن عقليتك ضحلة سلالية.. لذا سنخاطبك بما يحلو لك: يجب أن تنخرط بحزب سياسي وإلا فإن الشباب الثائر من رفض الانقياد للصنم والعائلة لا يمكن أن يقبل بالفرد المتبجح بسلاليته مثلك أنت، انتهى زمن عبادة الأصنام يا سيد كل المتمردين ولن ينفع الإسلام صرخاتكم في الشعاب والوديان ضد أمريكا وإسرائيل والجثث التي ترقصون على أشلائها هي يمنية.