إن حب اليمن هو الصوت الجامع لكل اليمنيين، وهو النداء الكبير الذي تلتف حوله جماهير الشعب اليمني العظيم، فكل يمني أصيل يحب لليمن وأهله الخير، ويعمل لتحقيقه، وهذا الحب يتجلى في العطاء لهذا الوطن، والاجتهاد لبناء هذا البلد الحبيب، والجد والعمل المتواصل. ومن يحب اليمن عليه أن يقدم أفضل ما عنده لأجل اليمن، كل في اختصاصه ومجال عمله وبكل إمكانياته، وهذا الحب يقتضي تحمل المسؤولية.
إن الشعب اليمني العظيم يسمع من الرئيس المنتخب الحديث عن ضرورة قيام كل واحد في اليمن بتحمل مسئوليته، وهذا كلام رائع نشد على يد الرئيس هادي فيه، فهو كلام مهم وضروري، ولكن الناس تحتاج إلى قدوة في ذلك، ورحم الله الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي بدأ بنفسه في التغيير فأحبه الناس، وبنوا اليمن معه، ومن الحكم العظيمة التي قالها إبراهيم الحمدي: العمل بصمت، والنتيجة المشرفة بدون ضجيج.
إن تحمل المسئولية من كل فرد بحسب قدرته وسلطته هو القانون الواقعي والوطني والحياتي الأكثر أهمية في المرحلة الراهنة وفي كل مراحل البناء الوطني ولقد وفق الله الرئيس هادي بتأكيده على هذا المبدأ العظيم، بقي أن نرى تطبيقا لهذا المبدأ على الأرض، فالشعب لا يشك في قدرتكم وأنتم الرئيس المتعلم على إحداث التغيير، فقد تخرجتم من أكفأ الكليات والأكاديميات العسكرية العليا في صناعة القادة، وإن ملايين اليمنيين تتطلع نحو مستقبل عظيم يجريه الله على أيديكم وأنتم الشخصية الوطنية ذات الإسهام المشهود في حرب التحرير من المستعمر.
إن قدرك أيها الرئيس المنتخب أن تكون محارباً لأجل التحرير في عمركم كله، فأول حياتكم لأجل تحرير الجنوب من المستعمر، واليوم لكي تحرر الشمال والجنوب من بقايا المستبد، إنكم حاربتم في جبهات كثيرة وأحرزتم انتصارات كبيرة فيها، واليوم تناديكم اليمن أن تقوموا بالمسئولية الكاملة لبناء اليمن الجديد.
ـ تجميع جهود الخيرين لتشكيل القوة الضاغطة لتحقيق أهداف الثورة، والرافعة الحاملة لصناعة التغيير المنشود في اليمن، والأداة القوية التي تمكن اليمنيين من بسط نفوذ الخير، وجسر العبور إلى زمن اليمن الحر الذي يسع كل اليمنيين.
إن تجميع جهود الخيرين يقتضي تضافر الجهود للإسهام في بناء اليمن الجديد، والخيرون أغلبية وأكثرية وهم السواد الأعظم داخل هذا الشعب، وعدم توحد جهودهم وتبعثرها هو الذي يضعف من فاعلية تلك الجهود، ولو توحدت الجهود في كل وزارة وتشابكت أيادي الشرفاء في كل مؤسسة لتوارى الفاسدون عن الأنظار، ولو اصطف أهل الخير من ذوي الأيادي النظيفة، والقلوب المليئة بحب اليمن، لتمكنوا من إزالة الفساد والفاسدين.
تركيز سيرنا نحو الأهداف لبناء يمن المستقبل المشرق، والخير الواعد، ولعل هدف الأهداف اليمنية اليوم هو تحرير المؤسسة الأمنية والعسكرية وكذا المؤسسات المدنية والعلمية من قبضة العائلة وعبيد العائلة.
إن الحديث عن بناء اليمن الحديث والدولة مختطفة من عصابة العائلة حديث لا يسمن ولا يغني من جوع، فتحرير المؤسسات العسكرية والمدنية واجب وطني لا يجوز تأخيره بحال من الأحوال.
إن تحرير المؤسسات العسكرية والمدنية مهمة الرئيس المنتخب ومعه رئيس الحكومة، ومن هنا نقول: إن ما يحتاج إلى قرار جمهوري فتأخير إصداره يعيق بناء اليمن، وما يحتاج إلى قرار من رئيس الوزراء فتأخيره يطيل من عمر معاناة اليمنيين، والحل بإصدار القرارات التوافقية وتطبيق المبادرة التي تنص في بندها السابع على الشراكة بالنصف بين أطراف الموقعين على الاتفاق في كل وظائف الدولة؛ فامضوا بعون الله في تطبيق كل بنود المبادرة وازرعوا الضوء في المؤسسات باختيار أناس جيدين من أصحاب الأيادي النظيفة والضمائر الحية، لتعيش اليمن حياة كريمة.
ما أحوج اليمن اليوم إلى المطالبة بسرعة تولية الوطنيين من أصحاب النـزاهة لكي تستقيم الأمور وليكون اليمن السعيد سعيداً في زمنكم يا سيادة الرئيس المنتخب عبر الإجماع الوطني الذي حظيتم به، وقد أعطتكم الأمة اليمنية أصواتها، ودول الإقليم والعالم تأييدها، وكفى بالله وليا، وكفى بالله نصيرا.
د. محمد عبدالله الحاوري
حب اليمن هو الصوت الجامع لكل اليمنيين 2062