;
متولي محمود
متولي محمود

مشاعل التغيير!! 2005

2012-03-31 15:44:52


وحدهم شهداء جمعة الكرامة من أوقدوا شعلة التغيير.. وحدهم من سطروا أروع البطولات, بصدورهم العارية استقبلوا رصاصات الحقد بكل شجاعة واقتدار، فكانت لهم الشهادة وللوطن العزة والكرامة ولقاتليهم العار والخزي في الدنيا والآخرة.
ما أروعهم من شباب! كتبوا تاريخ اليمن بأحرف من ذهب, ودونوه في كتب التاريخ بأبهى حُله.. قرأت معظم السير الذاتية لشهداء الكرامة, فعلاً لقد كانوا صفوة الشباب المرابط في ساحة الجامعة.. أتوا من كل البلدان، تجمعوا لغرض واحد "ثورة من أجل الكرامة".. توزعت الدماء على كل الوطن, شمالها وجنوبها, شرقها وغربها ليكونوا يداً واحدة في بتر الفساد ووضع لبنات الوطن الجديد بأيدي كل أبنائها دون استثناء.
عول كثيراً "صالح" في ذلك اليوم على تفريق ساحة الجامعة وإخماد تعز لإطفاء جذوة الثورة ووأدها في المهد، فكانت بداية السقوط المُريع! أرادها النهاية للثورة فكانت بداية لتهاوي أركانه الهزيلة التي أسست على شفى جرفً هارٍ..
عند زيارته لمقر الفرقة الأولى مدرع قبل أيام من جمعة الكرامة, راع صالح ذلك الطوفان البشري يقولون له "ارحل وخلفك لعنة التاريخ" لقد تعود " صالح" أن تخرج الجماهير الغفيرة لتقول له (مالنا إلا....!), فكر وقدر.. لإبادتهم, فقتل كيف قدر! ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين! يا للمغفلين.. لا يدركون أنه كلما قتلت الشعوب أكثر, كلما ثارت وصارت كالحمم البركانية تجب في طريقها كل نكرة!.. إنها إرادة الشعوب التي لا تقهر.
سحقاً للأنظمة العربية! تبني الجيوش وتكدس السلاح, ثم تقمع بها شعوبها من دون هوادة.. أنزل (صالح) قواته الخاصة ومكافحة الإرهاب بعتادهم لاغتيال الحرية والنقاء والتمدن الذي كان يتشكل في تلك الميادين المباركة, قتل الشباب لكنه لم يُطفئ جذوة الثورة المتقدة في قلوبهم, خرق أجسادهم الطاهرة برصاصات الحقد لكنه أبداً لم ينل من رغبة الشعب الجامحة في التغيير.. إنها سنة الله في خلقه..
نقدر كثيراً دور الفرقة الأولى مدرع ودور قائدها (اللواء/ علي محسن صالح) على انحيازهم لصف الشعب وحماية الثورة بغض الطرف عن ماضيهم كما يرددها للأسف حتى بعض من هم محسوبون على الثورة! ما قام به الرجل عظيم بقدر عظمة الثورة ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. هذا للإنصاف!.
 يردد هذه الأيام صالح وبعض المستأجرين عن رحيل قائمة من الشخصيات لكي يرحل الرئيس السابق معهم.. للأسف هناك من مكونات الثورة من يدعم ذلك وبشدة.. لست مهتماً لأمر هذا الرجل ولا أدافع عنه.. لكن هي صفحاتنا, فلنملأها بما يرضي الله وألا نبخس الناس أشيائهم!.
بالله عليكم هل يستوي من انضم للثورة, ومن ظل مع النظام يحيك الدسائس ويشارك في القتل والتنكيل بشبابنا لأكثر من عام ولا يزالون؟.. من يريد تطهير البلاد من الفساد وينقون الثورة كما يدعون, لماذا لم يحركوا ساكناً ولم يكتبوا حرفاً عن أولئك من لا يزالون يمسكون بمفاصل الدولة ويعيقون التقدم ويدبرون المكائد للنيل من الوطن سواءً من الأبناء أم من الأتباع؟.. لماذا لم نسمع كلمة واحدة تكتب عن الأبواق المفتنة بين الشعب والناطقين الرسميين الجُدد عن تنظيم القاعدة أمثال: البركاني والجندي والنهاري...وإلخ؟.
 "أن تصل متأخراً خيرٌ من ألا تصل".. وبالتالي أن تنضم للثورة وتحميها خيرٌ من أن تظل مع القتلة تمارس دورك بأكمل وجه حتى الساعة.. مالكم كيف تحكمون!.. سحقاً للثورة إن كانت ستنال ممن ساندها ووقف في صفها وتذر القتلة يسرحون ويمرحون حتى من دون كلمة أو مقال يكدر صفو عيشهم لقاء ما اقترفته أيديهم.
رحم الله شهداء الكرامة.. أوقدوا بأجسادهم الطاهرة "ثورة كرامة", اشتعلت أجسادهم النحيلة كشموع الأمل تضيء الدروب لكل اليمن الحبيب.. فقد بدأت الثورة عقب جمعة الكرامة لتجتاح كل أركان الدولة المتداعية والآيلة للسقوط أصلاً, وصل شهداء الكرامة الثورة إلى كل بيت دون استثناء.. تلك الهمجية الممنهجة والاستعلاء المقيت كانت بداية سقوط الفرعون وتآكل الكرسي اللعين المحاط بالشياطين والجن.. لن ننساكم يا أطهر شباب الوطن يا صفوة اليمن.
يا راحلاً عنا ووهج الشوق في عينيه فله!
ومصلياً لله مثنى قبل أن يُسرج خيله..
قسماً! سنوقدُ من دمائك ألف فجر.. ألف شعلة!!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد