"إصابة ـ مقتل ـ اعتقال ـ جرح" هذه هي العناوين البارزة التي تطالعنا بها الصحف المحلية والتي ساهمت إلى حد كبير بجانب الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد في جعلنا مواطنين يائسين وبلغ بنا اليأس حد التشاؤم، ففي أي مكان ترتاده لا تسمع سوى عبارات الاستنكار والسخط والسب على كل ما كان سبباً في تدهور الأمن وضياع الأمان، ما يجعلك تلتمس غياب التفاؤل حتى بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه.. أنا لست بصدد انتقاد الصحف وإنما أردت أن أقول بأنه ضاق بنا الحال، فالسياسة القذرة أصبحت قاعدة تبنى عليها أصواتنا النشاز التي ترتفع في حوار نهايته "مضرابة" أو سب جارح يسبب قطيعة في علاقة كانت قائمة، فصدورنا أصبحت ضيقة ولم تعد تتسع لأي حوار أو نقاش أو رأي ضيق مضمونه التعصب الحزبي الأحمق الذي يُظهره أغلبية الناس عند الحوار أو النقاش، تجده لا يتكلم باسم الوطن وإنما باسم حزبه المقدس الذي تجد أنه في واقع الأمر كتلة من كتل الفساد الكاتمة على أنفاس الوطن، وهكذا أصبحت حياتنا نكداً في نكد، فلا مجال كي نتعايش مع الواقع، فإذا هجرت وسائل الإعلام وجلست مع الأصدقاء تكون نهاية الجلسة مأساوية تنتهي بمقاطعة أو بالإسعاف وإذا هجرت العالم الحقيقي وتعايشت مع العالم الافتراضي أو ما تسمى بمواقع التواصل الاجتماعي تجدها هي الأخرى أصبحت موطناً للمكايدات السياسية والنكاية بين المتحزبين، يعني بالمختصر المفيد لا قدرنا نتعايش مع العالم الحقيقي ولا الافتراضي حتى النوم لم يعد وسيلة للهروب، لأنها لا تخلو من كوابيس كلها أكشن قتال وحرب وتدمير.. طيب أين نسير، هذا السؤال إجابة لكل من يتساءل عن سبب غيابي وانعزالي عن العالمين، فأنا أتصارع مع ذاتي بمحاولاتي الحثيثة لإقناعها بأن الوحدة سلام يحفظ بقاء علاقاتي مع الآخرين قائمة دون حروب إلى حين تهدأ الأوضاع وتعود قلوب الناس إلى مجراها الاجتماعي لا السياسي وبالنسبة للكوابيس أمرها قد يسهل معالجته أتغطى كويس قبل ما أنام.
*بقايا حبر:
قد نحتاج للفراق لنختبر صدق اشتياقنا
وقد نحتاج للجروح لنقيس عمق مشاعرنا
ولكن لسنا بحاجة للغدر لنحتقر قسوة ضمائرنا
naaemalkhoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
ضاق بنا الحال 1634