(1)
الحراك والانفصال ليس حلاً للوضع وعلى افتراض عودتكم إلى مكونكم الجغرافي وما قبل الوحدة والعام 90 وهو افتراض ضعيف وضعيف جداً، فالمصير جنوبات وليس فقط جنوباً، لنفرض جدلاً وجود كيان جغرافي موحد تحت إطار سياسي موحد لدولة قوية هذا لا يعني الانتهاء من المشاكل مع الشمال والحدود وهذا وما نراه اليوم في انفصال جنوب السودان عن شماله ونذر الحرب بين الدولتين.
فأفضل خيار هو الوحدة واستغلال نفس الثورة وانفتاحها لأي آلية تُبقي اليمن موحداً بنظام يكفل العدالة والمساواة والحرية بين كافة أبنائه.
(2)
تشكو المحلات التجارية والتجارة بشكل عام من ركود غير مسبوق وتدن في الدخل إلى حد مخيف في كافة المجالات الضرورية والكمالية لم تمر من قبل حتى وحرب الحصبة والمواجهات التي كانت، بل إن مثل تلك الأحداث كانت سبباً رئيساً لمزيد من الاستهلاك وبخاصة على المواد الغذائية ومستلزمات الاتصالات حتى بائعي الصحف.
هذه الحالة أخذت طريقها من بعد التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض:23/11/2011م بمنحى تصاعدي لتصل أعلى مستوياتها المخيفة، ولذلك سبب رئيس وربما أوحد أن العصابة والنظام السابق كان يضخ سيولة نقدية للبلطجة وقادة البلطجة تؤدي إلى الحركة التجارية، أما الآن ربما انقطعت أو هكذا، فأدى ذلك إلى جفاف في السيولة التي تعمل على متوالية لا نهائية في الحركة الاقتصادية.
ومن الضروري اليوم على الحكومة أن تفكر في مثل هذا الوضع جيداً لإنعاش الحياة وتوفير السيولة النقدية من خلال المصاريف والمرتبات لتدور عجلة الحياة وإلّا سوف نشهد وضعاً سيئاً وسيئاً جداً وفي القريب العاجل إذا استمر الوضع بهذا الشكل.
(3)
السفير الأمريكي والتصرفات الوقحة، تصريحه بشأن الشيخ عبد المجيد الزنداني يُفهم منه أن الأمريكان لهم مطالب على الإصلاح باعتباره القوة السياسية ذات الثقل الحضوري على الساحة اليمنية بقوته البنيوية والحضور الجماهيري وهذا من قبيل الابتزاز السياسي للقبول باشتراطات وتعهدات من نوع ما.
وهنا يكون الإصلاح في موقف حرج تجاه مثل هذا التصريح وعليه أن يحدد موقفه مع الشيخ عبد المجيد الزنداني ويدفع عنه مثل تلك الاتهامات الكاذبة بقوة وكذلك الخارجية اليمنية والحكومة ورئيس الجمهورية وكل القنوات الرسمية والمدنية عليهم جميعاً أن يدينوا مثل ذلك الفضول الأمريكي في شؤون الوطن وسيادته، فالشيخ عبد المجيد الزنداني ذو وعي سياسي متقدم وعرف عنه ذلك حين كان متفرغاً قبل الانشغال بالتعليم وجامعة الإيمان.
(4)
الغبن يدفع إلى العنف والقوة حين لا يجد المظلوم نصيراً والحق أبلج، السفهاء أصواتهم عالية والحق يصرخ فلا يملك من له جاه أو مقام أن يهدي الناس إلى الخير والطريق المستقيم القويم جُبْنَا من ناحية وحفاظاً على المدح أو السكوت عنه من السفهاء وأنه مؤدب ولا ينجر إلى ما يسمي بالمعمعة كما تظهر للعامة وهي ليست كما الصورة.
فعندما يكون هناك مشكلة في بلد ما سريعاً ما يتبادر للمتابعين لقضية البلد التعرف على مواقف أعلامها من القضية ليكون موقفهم تبعاً.
مثلاً سوريا الكثير يبحث عن موقف مثل الدكتور محمد راتب النابلسي والفنان الكاريكاتيري علي فرزات والمشاهير حتى الفنانة أصالة وأصحاب الفن والرياضيين .
الشجاعة الأدبية من كل الوطنيين ولهم رصيدهم الوطني الذي لا يهتز في قلوب الشعب اليمني قاطبة مطلوبة لتعرية الأوجه القبيحة التي تتاجر بالوطن وحياة الشعب اليمني واستقراره في انعدام من ضمير تعمل على خلق من يراهم بمجهرية تراعي توبتهم وحياة ضمائرهم.
إن لم تكن تلك الشجاعة فأنتم شركاء أيها الوطنيون الجبناء أشيروا بالبنان للشعب منهم أعداؤه الحقيقيون والأيادي الخفية التي ترتكب بحق الشعب الجرائم العظام.
دعوا اللا خلق إلى الخُلق فعلاً والشجاعة هو ليس خلقاً وإنما خرق...
نادوا الشعب قائلين: هل جربتم علينا كذباً قط؟ سيجيبونكم عندها: لا، لن تدعوا النبوة بل ستقولون: إن فلاناً وفلاناً ومؤسسة فلان كل هذه الأسماء والقوائم تعمل ضد الوطن ولمصالحها الشخصية أعينونا لإرساء أسس الوطن والمواطنة.
"4"
للمصريين: المرشح الذي ستكون حملته الانتخابية مدعومة مادياً لشراء الأصوات والتأثير على قناعة الناخبين، فإنه سعودي ليس مصري، أيها الشعب المصري العظيم وطنية الرئيس وصدق الانتماء للوطن هي المعيار الأول للرئاسة ولن تفيد أي مؤهلات أخرى يتمتع بها شخص الرئيس ما لم يكن وطنياً خالصاً.
هل اليد السعودية في اليمن وسوريا كما كانت في العراق وأفغانستان وتعمل هي الآن في مصر؟ تمكين للمشروع الأمريكي من خلال تمكين الشيعة لخلق عدوّ وهمي حتى تكون الأسرة المالكة السعودية في الصورة أنها حامية حمى الإسلام والتمكين لأعداء الأمة من ثرواتها ومقدراتها، هل تظنون أن هناك عداء فعلي، بين إيران وأمريكا؟ والأخيرة هي من تمكن للمشروع الإيراني هنا وهناك ومن يدفع الفاتورة هي الخليج وأمراؤها وأكبرها المالكة السعودية، فماذا يفعل نوري المالكي في العراق؟
(5)
المنحة السعودية لمدة شهرين من المشتقات النفطية تذكرني بقصة لشيخ القرية وأيام المعلمين المصريين والذين جاء عيد الأضحى وهم في المدرسة فقام شيخ القرية بشراء أضحية لهم في المدرسة وأثناء حديثه مع أحدهم عن الأضحية وأنه اشترى لهم أضحية فكان جواب المدرس المصري للشيخ: ما تخليها فلوس يا عمي الشيخ.
وهنا يمكن القول للسعودية بدلاً عن هذه المنحة على شهرين نحن بحاجة إلى إسعاف وما تكون فلوس يا جارتنا اللدودة عفوا الحبيبة.
[7]
ليس أكبر من الإنسان ثروة متجددة لا تنضب فقط تكون هناك أسس ومنطلقات عادلة تعمل على هدوء النفس واستقرارها للعطاء فلا تشعر بالغبن ويكون الإبداع.
بالإنسان ستكون هناك الزراعة والصناعة والعلم والسياحة وصورة اليمن غاية في الجمال وقبلة يقصدها العالم لتنوع مناخها، وما أدراك ما الموقع وإشرافه على ثلاث قارات.
(8)
لو استخدمت الثورة العنف في تحقيق أهدافها لكانت قد أسقطت محافظات وسيطرت على أخرى إن لم تكن قد فرضت الأمر الواقع، لكن حمل السلاح والعنف يصعب بعد السيطرة على الوضع والسلاح كما الآن في ليبيا، و مزيد من الوعي والتحرك الفاعل والمحسوب وتفكيك بؤر الانفجار حتى تمضي الأمور بأقل الخسائر، فالاشتغال بالوعي لا يعني صب الأفكار من جهة لأخرى، لا، إنما تمكين المختلف معك من منطلقات وقواعد توصله إلى نقطة التقاء مشتركة وربما يكون الفتح على مدعي الوعي والنضج حين يكون هناك مصداقية وتجرد وعمق وطني، وجوهر المشكلة اليوم هو أن الحكومة والرئيس بدون جيش وأمن لذا نرى حقيقة كل الأصوات المتطرفة.
طاهر حمود
حائطيات...... 1811