أثارت تصريحات السفير الأميركي بخصوص الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني - رئيس هيئة علماء اليمن- والقيادي البارز في الإصلاح والتي قال فيها إن وجوده في الإصلاح يسبب قلقاً كبيراً للولايات المتحدة الأميركية.. أثارت هذه التصريحات استياءً شعبياً واسعاً وانتظر الناس موقفاً حازماً ورداً رسمياً من الإصلاح، ولكن هذا الرد لم يأت بعد ..!!
لقد تجاوز السفير الأميركي في تصريحاته القلق من الشيخ/ الزنداني إلى القلق من مؤيديه وأتباعه في الحزب وهو أمر يسبب مشكلة للولايات المتحدة الأميركية وللمجتمع الدولي - حسب تصريحات السفير الأميركي المنشورة ضمن حوار نشرته قبل أيام صحيفة "الحياة" اللندنية وتناقلته الصحف اليمنية والمواقع الإخبارية، وهي لعمري سابقة في تاريخ اليمن .
بالطبع يستطيع الشيخ عبدالمجيد الزنداني أو مكتبه الرد على تصريحات السفير الأميركي وبأوضح العبارات وأقوى الكلمات، ولكن المفروض أن الإصلاح كحزب يتولى الرد على مثل هذه التصريحات المسيئة لأحد رموزه وقادته الشيخ الزنداني وكثيرون منهم أعضاء وقيادات في الإصلاح ينتظرون منهم موقفاً لم يصدر حتى الآن للأسف الشديد ..!!
السفير الأميركي أكد أيضاً في ذات الحوار أن الأميركان سيواصلون النظر إلى هذه القضية وتصريحات من هذا النوع هي تدخل سافر في شؤون حزب يمني بحجم الإصلاح وكنت وما زلت أنتظر رداً قوياً من الإصلاح على هكذا تصريحات تسيء لرمز من رموزه وعضو الهيئة العليا فيه واحد مؤسسيه ورئيس مجلس الشورى فيه حتى الأمس القريب، لكن لا يوجد رد حتى كتابة هذا المقال، فهل سيتخلى الإصلاحيون عن شيخهم؟!.
بالطبع لا، ولكن قيادة الإصلاح لا تعكس رأي القاعدة العريضة للإصلاح التي تستنكر وتدين بكل شدة ووضوح هذه الإساءات لرمز من رموز العمل الإسلامي وداعية من مشاهير دعاة المسلمين وكان صاحب فضل كبير على الإصلاح كحزب وداعم مادياً ومعنوياً لأنشطته .
المفروض أن الإصلاح يستنكر أي إساءات أميركية أو أوروبية أو أي كان مصدرها تسيء لأي عالم من علماء المسلمين أو داعية من دعاته حتى لو كان في أقصى الأرض، فما بالكم إن كان قيادياً من قياداته وبحجم الشيخ عبدالمجيد الزنداني؟!.
والذي يثير الشكوك أن تنشر هذه التصريحات للسفير الأميركي ويكشف في الوقت نفسه عن مخطط يقوده بقايا النظام والأمن القومي الذي أنشأته أميركا ومولته ودربت كوادره، هذا المخطط يستهدف الشيخ عبدالمجيد الزنداني وبعض رموز المعارضة ولا نجد بالتوازي موقفاً قوياً للإصلاح كحزب تجاه ما يتعرض له الشيخ الزنداني من محاولات ابتزاز وترهيب وهو أمر يثير الأسئلة والشكوك المريبة .
السفير الأميركي للأسف صار يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة ويتدخل في الشؤون اليمنية بشكل سافر ومنتهك للسيادة الوطنية بشكل مخيف ودون موقف من السلطة الرسمية وكأن الرجل مندوب سامي وليس سفير عليه أن يحترم دستور وقانون وأعراف البلد الذي يعمل فيها وخصوصياتها، فأين موقف السلطة من هذا السفير المستفز لأبناء اليمن بتدخلاته بشكل سافر منتهك لكل الأعراف والقوانين وقواعد العمل الدبلوماسي؟!.
هناك من أبناء الشعب اليمني من يختلف مع الشيخ الزنداني في بعض وجهات النظر وهذا أمر طبيعي، ولكنه يظل يمنياً والشعب اليمني لن يترك الشيخ الزنداني وجمهور الشيخ ومناصروه يتجاوزون الإصلاح بكثير، بل و99 % من قيادات وقواعد الإصلاح لن تترك الشيخ أمام هذا الابتزاز الظالم والإرهاب الأميركي الغاشم .
طبعاً السفير جيرالد فايرستاين وهو أميركي من أصل يهودي، كرر في حواره أن الشيخ الزنداني تتهمه الولايات المتحدة بالإرهاب ونحن نقول لهذا السفير: لماذا لم تستطع أميركا أن تجد دليلاً واحداً ضد الشيخ الزنداني، خاصة وقد تحداهم مراراً وتكراراً؟!.
والجواب: لأن كل هذه مجرد طبخة سياسية تم الإعداد لها بالتسسيق مع نظام علي صالح، بمبررات سخيفة يراد منها إرهاب الشيخ الزنداني وابتزازه ومنعه من القيام بدوره والحد من نشاطه وجهوده الفكرية والدعوية، فما قالوا إنه تهمة بحقه هو أنه يستخدم جوازي سفر أحدهما باسم الشيخ عبدالمجيد الزنداني والآخر عبدالمجيد الزنداني، أليس هذا الكلام بحد ذاته نكتة يضحك منه الصغار قبل الكبار؟!.
طبعاً لو كان هناك إنصاف لاعتبروا اتهام أميركا للشيخ الزنداني بالإرهاب وساماً في صدره، فمتى رضيت أميركا عن عالم من علماء المسلمين من العاملين للإسلام؟!.
والله سبحانه وتعالى يقول: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير).
عموماً يجب على الإصلاح أن يتخذ موقفاً مشرفاً من هذه التصريحات الأميركية المسيئة للشيخ الزنداني قبل أن يخسر شبابه وشيوخه وقبل فوات الأوان.. فهل سيصدر ذلك الموقف؟!.. نتمنى ذلك، والله المستعان.
محمد مصطفى العمراني
أين موقف الإصلاح من تصريحات السفير الأميركي بخصوص الشيخ الزنداني؟! 2422