الوقت يحتاج المزيد والضحايا تزيد، كل يوم يدفن شهيد وضعف الرأي السديد يتمنى ثورة بالتقسيط..
ناس تحلم باليمن الجديد وناس منتظرون يوم الوعيد, وصالح بالتأكيد يفكر بالمكيد بوسائله والعديد, فالإرهاب بدأ بالتهديد, والحوثيين الولاء لأمريكا وإسرائيل والدعم من إيران لضرب اليمنيين بيد من حديد, الحراك المسلح يدعو للتصعيد, فيا ترى من السعيد في اليمن الجديد!!.
ثروات البلاد منهوبة وميزانية مسلوبة وحكومة مغلوبة, لا بنك باقٍ لا بريد ومد الأيدي عمره ما يفيد وعلي صالح بفلوسه يعمل ما يريد والبعض لأجل المال بايبقى عبيد.. وضع بصراحة خلاني بليد، معد عرفتُ هذا نثر وإلا نشيد!!.
ولو رئيس الحكومة يذكر الحاشية ما نمسي الليل إلا بكهرب طافية يستهدفونها بقايا المافية، ولأن الغاز معدوم والشمعة غالية الظلمة حالية, جهز البطانية وتسمع الرادية واحمد ربك على العافية..
ليت والله والأيام ثوانٍ والسنة شهر واليوم ساعة كان قد خلص ما به علينا من هموم الشعب عام في ربع ساعة.. فالوقت طال ومعاناة الشعب لا تزال، والثورة أصبحت خيال والحاكم اثنان نظام قديم ونظام جديد وكل منهما يسعى لكسب الوقت لصالحه لإزالة الآخر ليدوم الوقت أكثر والتضحية أكبر ووقود الثورة من دماء الشهداء سارية المفعول..
ومن يتهيب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر.. فلا تحلموا بنجاح الثورة في ظل الخوف من النتائج، فالثورة تحتاج إلى مغامرة وهذا ما غفلت عنه ثورتنا، فهي حريصة على كل جميل فتسعى إلى ثورة بلا فوضى بلا دماء والنتيجة كما ترون، فها نحن ندفع فاتورة الثورة بالتقسيط ابتداءً من القسط الأول ضحايا جمعة الكرامة وكل شهر والدفع سارٍ وإن عفينا منه شهراً عوضنا الشهر الآخر، ولكن هل ستكون فاتورة أبين أكثر من ثلاثمائة شهيداً القسط الأخير لنرتاح من بقية الأقساط؟.
 إننا قد ارتكبا خطأً فادحاً عندما تعاملنا مع النظام السابق بحسن نية، حين أعطينا حصانة للقتلة رغم أنها مخالفة لديننا الحنيف والتشريعات الدولية وكان السبب في ذلك رغبتنا للخروج بأقل الخسائر وسلامة الأرواح، فتعاملنا بشفافية ونسينا الماضي مع طرف لئيم اعتبر ذلك نصراً له, واستناداً لحقده الدفين على الثورة، بدأ يفكر بوضع العثرات أمام الثورة لعرقلة نجاحها من خلال القيام بأعمال تخريبية تستهدف أمن الوطن واستقراره.
الخلاصة أن هذا النوع من أشباه الرجال الناقضين للعهود يجب اجتثاثهم من البلاد مهما كلف الثمن، لأن وجودهم في البلاد خطر يهدد أمن واستقرار المواطن ويخل بالسكينة العامة وسيقودون البلاد إلى فوضى عارمة أو صوملة كما سبق وأن هددوا بذلك، فنناشد مجلس الأمن وكذلك دول الجوار -كون الأمر يهمهم أكثر من غيرهم- بتجميد أرصدة صالح، لأن أمواله التي كدسها خلال عقود من الزمن ستعينه على تفجير الوضع في اليمن وتحويل البلاد إلى قنبلة موقوتة ستضر المنطقة بأسرها بما فيها دول الجوار، ولهذا فعلى المعنيين بالمبادرة الخليجية بالعمل على تطبيق آليتها المزمنة وفضح كل من يعيق تنفيذها، فنحن رضينا بالمبادرة الخليجية رغم أنها لم تأتنا بأنصاف الحلول التي رفضناها مسبقاً وفوق هذا أعطينا صالح الحصانة وضمانة بعدم الملاحقة القانونية وفي المقابل لن يضمن الشعب لنفسه الحصانة من صالح وأعوانه.
 e.s.alsalami@hotmail.com