الملف اليمني تشعبت حيثياته وكلما صرنا قاب قوسين من الانفراج قالت الأحداث للمعوقات تطاولي, وكأننا أمام ليل من المؤامرات أرخت سدولها فاستحالت إلى كابوس مشئوم يطارد أحلام ثورتنا الوردية ,وتوالت المعوقات كمصفوفة بغيضة ترمي بثقلها وتبعاتها على حساب تطاول أمد الثورة .
ولعل الكل يدرك ما تتوالى من منغصات، فنحن أمام انفلات أمني مكن البعض من العبث ممن لا يعرفون الحلول الأعلى سوف فوهات البنادق وهكذا نرى الوطن تتقاسمه وحوش مسعورة,فهناك في أقاصي الشمال نرى صعدة وحجة ترزحان أمام احتلال حوثي هدم الدار وقصف الآبار وفي أقصى الجنوب أبين ترزح تحت رحمة أنصار الشريعة، فالمواطن بين نازح ترك المأوى للغربان تستوطن فيه ومقتول تحت أنقاض الدمار والأدهى من ذلك القبضة الحديدية للجيش العائلي التي مازالت لعنات سطوتها تطال الحجر والمدر على امتداد الأرض اليمنية، فنيران مدفعيتها تعلن الدمار للأرض والإنسان في جبال أرحب المظلومة .
وما يزيد الطين بله تلك البلطجة من خفافيش أغشاها الظلام والتي تطال محطات الكهرباء والتي صارت ساحات لمرمى نيران المناورات المسلحة برعاية المخلوع وزمرته’وكل هذا يهون أمام التدخل الأجنبي والأمريكي على وجه الخصوص وكأن اليمن صارت كعكة تتقاسمها أطماعهم الدنيئة مستغلين حاجة الثورة للاعتراف الدولي والسعي لحل الأزمة الاقتصادية عن طريق المساعدات الخارجية وتمثل هذا بالتدخل الممجوج للسفير الأمريكي بالشؤون اليمنية من تصريحات تصب في مصلحة النظام السابق من انتقاد لمسيرة الحياة ومن محاولة يائسة لإبقاء عتاولة العائلة خارج هيكلة الجيش والتصريحات النارية ضد ثورة المؤسسات وما يقوم به من تحركات مكوكية ولقاءات مشبوهة بشخصيات ومؤسسات .
وأيضاً ما نسمع به من تواجد عسكري انتهكت نيرانه البحرية والجوية والبرية السيادة الوطنية، فانين أن مساعدتهم بخلع صالح تمكنهم من الوصاية على الثورة ونسوا أنهم هم من صنعوا الأصنام من الزعامات في الدول العربية، ففي الوقت الذي كانت الشعوب تكتوي بنيرانهم كانت واشنطن في بروجها النفعية تنظر من بعيد لتتلذذ بالقمع الذي صناعته أمريكية ودليل ذلك ما صرح به البائس حسني مبارك (أن البيت الأبيض أمهله ساعات ليقضي على الثورة ليتسنى لهم مساعدته )وكلنا يعلم أن تناول القضية اليمنية لن يكون إلا وفق رؤية أمريكية نفعية مشروطة مسبقاً نشتم منها رائحة اللوجستية وما فضيحة التحركات الاستخباراتية عبر منظمات وشخصيات تم التحفظ عليها في مصر لدليل على سياسة (صلي لها تقرب)والكل يعلم أن الأجندة الأمريكية ما دخلت بلد إلا جعلت أعزة أهلها أذلة وهذا ما رأيناه في العراق وغيرها.
وليكن في علمهم أن اليد التي امتدت للتعاون معهم ما هي إلا من باب ضرورة (أكل الميتة لإنقاذ النفس) وأننا لن ينطبق علينا (قلعنا ثومة غرسنا بصل) فلن نستبدل مستبداً داخلياً بمستعمر خارجي وأن للثورة ثوابت تتجاوز كل المخططات وأن الوصاية والهيمنة عافتها الشعوب وأن وطناً اتسع بسماحته لكل ثائر يحب الوطن لهو أضيق من خرم الإبرة لكل الطامعين.
أمين الحاشدي
المصلحة الأميركية وثورة اليمن 1820