عند أول إشراقة صباح أفتح عيني على يوم جديد أقول يمكن يكون أحسن من أمس بس ألاقيه أسوأ مليون مرة من إللي قبله وأقول يمكن بكرة ربنا يعدلها لي وكل يوم على هذا الرحيل، أخرج للشارع في ركن الحافة أشوف شباب زي الورد يا أما مخزنين يا أما يأكلوا تمبل من صباح الرحمن وهم بالأركان وطبعاً السبب مش أنهم يحبوا الأركان ولكن لأنهم لا شغله ولا مشغلة، جالسين مستني فرج الرحمن بشغل , المهم في الموضوع أننا تخرجت من الكلية قبل سنة و للان لا شغل ولا حتى تشغيل العقل وقف و الأمل انتهى وكل حاجة انتهى من الطوحات العريضة إلي بنيتها على مدى 25 سنة كنت أتصور أني بخرج للمدينة الفاضلة و مع أول احتكاك بالواقع اكتشفت أنه المدينة الفاضلة فقط في كتب الفلسفة و صدمت بواقع مرير خلانا أشوف الحياة من منظرو ثاني منظور أنتبه تتقنفز أو تحلم أو حتى تتمنى كل إلي عليك أنك ترضى بالواقع زي ما هو لا شغل لا حياة كريمة ولا حتى التفكير في الزواج، والزواج ده لوحدة مصيبة الدفع 800 ألف و أنت طالع كأنه مزاد إلي يقدر يدفع أكثر يتزوج .
فكرنا أننا نعمل شغل خاص لنا بنبيع بطاطا أبو حُمر و شبس وباجية وسمبوسة ومدربش، خرجت بسرعة لصاحبي مازن أقوله ايش رأيك يا أخي بالمشروع ده، ضحك بوجهي ضحكة غريبة وألتفت لي بكبره وقلي مالك يا أهبل أصحاب البطاطا أكثر من إلي يشتروا البطاطا، صدمنا بس تماسكت قدامه وأنا أقول بقلبي ده يتفاره عليا وإذا عرف أننا مصدوم بيعملنا مضحكة بس بنفس الوقت حسيت أنه حطنا في الأمر الواقع أنه فعلا كثير إلي يبيعوا البطاطا في عدن، قلت بمفسي خلاص لاقيت فرصتي و من اليوم أنا بابيع تمبل ، ابتسمت وقلت لمازن خلاص بنفتح مكان تمبل أنا و أنت ، قلي تتفاره صح أصحاب التمبل في كل ركن أثنين يعني أيش بنتقاتل عشان نبيع حبة تمبل، صراحة عصبنا و خرجنا عن هدوئي بس برضه قال الحق دي المرة و ما كذب فعلا أصحاب التمبل أكثر من الهم على القلب، ألتفت له وقلت له أنا مروح خليتنا أكره عيشتي، و أنا ماشي صيح لي وقلي يا أهبل طريق نحن مسدود خلينا نشوف جلسة في الركن قبل ما يحجزوه العيال فلتله أنت إنسان ميؤس منك، ومشيت من جنبه وأنا في راسي ألف موال كل موال يعمل مواويل روحت البيت وقلت فعلا الرجال لو قهرت نامت يلا ارقد يا غبي و استنا يوم جديد تفكر فيبه بأفكار جديدة يمكن مرة تصيب معك وتعرف تلاقي شغل أو حتى بدائر شغل والظاهر كدا شكلي بجلس مواطن نكدان طول عمري .
سقاف عبد الكريم النامس
مواطن نكدان 2041