واهم من ظن أن حقوق المرأة حكر على أهل الأهواء والمفسدين، فحقوقها محفوظة في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم، والنصوص حافلة بالدعوة إلى الفضيلة والعفاف والستر والحياء وحافلة بالدعوة إلى تعليمها وتثقفيها بها, حافلة بالدعوة إلى صيانتها،وإعزازها وإكرامها كأم وأخت وزوجة وابنة.
أما عند المفسدين فحقوقها في تغريبها، وإدخال أفكار مشبوهة وصور مشوهة عن نظرة الإسلام إلى المرأة وأنه ما جاء إلا ليزيد في تكبيل أفكارها وحريتها ويجعلها رهينة المحبسين البيت والحجاب.
قال تعالى (يريد الله ليبن لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) النساء.
قالوا لها:
إن الحياة كريهة
إن لم تكن معمورة بغرام
قالوا لها في خسة وحقارة
حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا نريد لأختنا حرية
وإلى متى ستعيش عصر ظلام
قالوا من الظلم الذي لا يرتضى
أن يرتدي الجلباب بدر تمام
خُدعت بنات المسلمين بدعوة
فسيقت بلا وعي إلى الأوهام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة
لمجلة في فكرها الهدام
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها
لتكون نهباً للفؤاد الظامي
أختاه لا يرجى دواء ناجع
من كف من يشكو من الأسقام
قد يدعي معنى العفاف مخادع
ويصوغ فلسفة الأمان حرامي
نصل وإياك أختي إلى سؤال كيف نحافظ على عفافنا؟.. سؤال مهم يجب أن نعرف كيف نحافظ على عفافنا مع محافظتنا على وضع بصمتنا ولا نضيع طموحنا في غمرة شوقنا للتميز والظهور.
قال علي فكري في كتاب (سعادة الزوجين) :"لما كانت البيئة التي تنشأ فيها الفتاة والمؤثرات الخارجية تجعل التهذيب وحده غير كاف لتقويم أخلاقها، ونظراً لأن الله خلق المرأة ضعيفة وميالة إلى دواعي الشهوات وجب أن يحافظ على الفتاة من كل ما ينشئ في نفسها تأثيراً سيئاً وذلك بإبعادها عن كل ما يهيج عواطفها تهييجاً تخشى عواقبه, فلا يصح أن تغشى دور الملاهي والمراقص, كما أنه يحسن بها عدم قراءة الروايات الغرامية وعدم الاختلاط بمن فسدت أخلاقهن من الفتيات".
تذكري يا أختي العزيزة، ما أعد الله عز وجل للشرفاء والأتقياء، أو للعصاة والمنحرفين هو أعظم سبب من أسباب العفاف.
قيل لبعض الأعراب وقد طال حبه لجارية - فتاة- ما كنت صانعاً لو ظفرت بها ولا يراكما إلا الله تعالى؟.. قال:أخاف الله، ولا أجعله أهون الناظرين إلي، لكن أصنع معها ما أصنع بحضرة أهلها، "حديث طويل ولحظ كليل" أي بغض بصره، وترك ما يكرهه الرب وينقطع به الحب.
ودخل رجل مغارة له فقال: لو خلوت هنا بفلانة فلم يرنا أحد, فسمع صوتاً ملأ المغارة :(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
وهذا كما قال نابغة بن شيبان:
إن من يركب الفواحش سراً حين يخلو بسره غير خالٍ
كيف يخلو وعند كاتباه شاهداه وربه ذو الجلال
د. ألطاف علي يحيى جبران
قولوا لها.. 1747