;
غادة العبسي
غادة العبسي

نساء ما بعد الحذاء..!! 2649

2012-03-22 17:05:03


زمان كانوا يقولوا في قريتنا " عزك الله نسوان عقولهن بأدرامهن" ومعنى أدرامهن " كعب أرجلهن "، والمقصود أنهن يعجزن عن التفكير الصحيح مهما بلغت ثقافتهن وعلمهن.!!؟
لا أنكر أني كنت أتضايق من هذا المثل وأشعر أنه مستفز ومهين، لاحظوا "كنت" وكنت مأخوذة من كان وكان فعل ماضي ناسخ، حيث وأني حضرت فعاليات المؤتمر الوطني للمرأة الذي نظمته وزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للمرأة وحضرته نساء مثقفات ومتعلمات وقياديات وجندريات من جميع محافظات الجمهورية، والمخزي فعلا أنه حضرت نساء من خارج اليمن!.
طبعاً الآن وقبل أن أتحدث أنا عن المؤتمر ربما قد قرأتم وسمعتم عنه من المنظمين والداعمين وكلهن سيقولن كان مؤتمراً ناجحاً وخرج بقرارات توصيات كثيرة وهامة، من شأنها الدفع بعميلة وخطط تنمية المرأة نحو الأمام، ورفع مستواها الفكري والثقافي والاقتصادي، والنهوض بوعي المرأة من أجل بناء اليمن الجديد الذي تشارك فيه المرأة في صنع القرار، الذي تفرد الرجل باتخاذه منذ عقود طويلة من الزمن.!! الجملة كاملة تحتاج لعشرة خطوط حمراء لأنها مهمة جداً وجداً أيضاً، وسقى الله رعى الله أيام الرؤساء المخلوعين والراحلين والمهددين أيام كانوا يحضرون مؤتمرات القمة الطارئة ولا يلبثون أن يبدؤوا لعبة التلاسن والصراخ في وجوه بعضهم..
في المؤتمر الوطني للمرأة حدث ما هو أكبر من التلاسن، فقد كان " الحذاء " سيد الموقف وكان تعبيراً صارخاً عن المستوى الثقافي للمرأة الجندرية التي تزعم أنها قدوة للنساء الريفيات والأميات، والتي تعتقد أنها أفضل منهن، واللواتي لو حضرن هذا المؤتمر لن يزدن على قولهن للمتعلمات والجندريات " حمى على تعليمكن وثقافتكن".
في اليوم الأول قامت إحدى المشاركات والقادمات من دولة مصر الشقيقة وكان في سياق حديثها أن قالت "الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح"، فضجت القاعة باعتراض نساء من المؤتمر الشعبي العام واللواتي مازلن يقدسن شخص الرئيس السابق، وحاولت المرأة التي تترأس الجلسة أن تهدئ الموقف ولكنها أعمتها وهي تحاول أن تكحلها، فقد قالت " لو سمحتم يا أخوات لا تقاطعوا الأخت وحالما تنتهي من طرح مداخلتها سأسمح لكن بالحديث، ولا تنسوا أن الله حاور إبليس فلماذا لا نحاور الأخت..!!!؟؟؟".. إلى الآن لم أستطع أن أجد شبها بين الأخت المصرية وإبليس..
وفي اليوم الثاني كانت الأجواء مشحونة أكثر وبدأت النساء المؤيدات لعلي عبد الله صالح والمعارضات له يدخلن في ملاسنات مخلة وغير مهذبة، وارتفعت أصواتهن عالياً وبدأن يضربن على أيديهن ويمسكن بخصورهن وكل فريق يعير الفريق الآخر بما فعله ويفعله، بس الشيء المضحك حقاً أن واحدة كانت تقفز وتضرب يداً بيد فيما يشبه التصفيق وهي تقول "مخلوع مخلوع هاي هاي"، والأخرى تصيح بنفس الطريقة وترد عليها وتقول احترقوا موتوا بغيضكم، وبدأ الأمر كأن النساء سيشتبكن وجاء هنا دور الرجل الجندري والذي رآها فرصة لا تعوض، حيث بدأوا يمسكون بالنساء اللواتي يتشاجرن، فهذا يمسك هذه في كلتا يديها وكأنها سيعترف لها بمشاعره، والأخر يضع يده في صدر الأخرى وهو يطوقها في محاولة لمنعها من الاحتكاك بنظيرتها، وآخر يحتضن كتف أخرى، المهم كل واحد وجرأته وفهمه للجندر والجندريات، وبعد إلقاء البيان الختامي والتوصيات التي خرج بها المؤتمر حدثت ملاسنة أخرى بين الحاضرات، فأخرجت إحداهن الحذاء ورمت به زميلتها، انبرى طبعاً الرجال لفض الاشتباك أو للمنع من حدوثه؟؟؟!!!.
وحتى أكون منصفة مازلت لم أعرف حقيقة الحذاء فقد أخبرتني، إحداهن أنه غير الحذاء الذي تلبسه صاحبته، فقد كان حذاءً قديماً وممزقاً أحضرته خصيصاً من البيت من أجل الحوار، حيث أنها خرجت من القاعة وهي ترتدي حذائها بينما ظل الحذاء النجم في مسرح الحدث، فيما أكدت لي أخرى أن المرأة لم تحضر حذاء خاصاً للحوار من منزلها وإنما هو حذاؤها؛ لأنه وقع في رقبتها ورأته جديداً وكعبه عال وربما يكون ماركة!!!؟.
خلاصة القول: إن المؤتمر كان ناجحاً بكل المقاييس، حتى التوصيات التي خرج بها كانت رائعة، لولا أنها لم تنص على دعم النساء اللواتي يدعين إلى حضور مثل هذه المؤتمرات بأحذية خااااصة بالحوار النسوي الجندري الواعي والراقي.. وإلى اللقاء في مؤتمر نسوي جندري آخر.
gadanoor@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد