;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

تحية إكبار.. للجيش الحر 1886

2012-03-21 05:47:37


يصادف اليوم الذكرى الأولى لانضمام الجيش الحر للثورة الباسلة التي أتت كفعل يحقق إرادة شعب في الخلاص من الاستبداد بكافة مضامينه وأشكاله ولعل انحياز الجيش الحر إلى التغيير وتطلعات الجماهير قدم الأنموذج المشرق لمعنى الانتماء الوطني، ومعنى اتخاذ القرار المصيري والهام الذي شكل القوة الحقيقية والفاعلة للثورة اليمنية، وهو قرار المؤمنين الصادقين مع الله والوطن، تجلت فيه إرادة كل اليمانيين وتطلعات كل الشرفاء المنحازين إلى الفعل التغييري الذي كان ضرورة فرضتها متطلبات المرحلة، وقد تفاقمت الأوضاع وصار الوطن قاب قوسين أو أدنى من التفكك والانهيار والضياع وهنا تجلت حكمة الجيش الحر وقيادته المضفرة التي رأت من واقع التزامها بالثوابت الوطنية وبأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وبراً بالقسم الذي عاهدوا الله والوطن بحماية الثورة ومكتسباتها، إلى أهمية المبادرة الشجاعة والصادقة في اتخاذ الموقف الصح والضروري بالانتماء الكامل للثورة وموجبات التغيير بعد أن أدرك هذا الجيش الماهر والمجرب والحاذق والقادر على المواجهة، أن الضرورة تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى في الوقوف بحسم وعزم لا يلينين أمام الظلم ومواجهته واعتبار الفعل الإيماني هنا وفاءً يجب أن يسير عليه كل المناضلين الشرفاء الذين يراهن الشعب عليهم في الانتصار لعدالة القضية، ورفض كل أشكال التملك والسيطرة والاستحواذ للسلطة وممارسة القهر.. وهنا فقط حقق الجيش الحر بقيادة اللواء الركن/ علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع - التوازن الذي يجب وكان ضرورياً، إن لم نقل بالفعل، إنها استراتيجية للنصر، وهو ما كان له كبير الأثر في لجم الطغيان ورفض كل أشكال العنف الذي أراد النظام السابق أن ينتهجها تحت ذريعة الشرعية، ولا شرعية هنا إلا للساحات وللملايين المشرئبة الأعناق، للضوء يجيء وللحياة حرية، وقد كان لهم ذلك من أول شهيد سقط مضرجاً بدمائه في جمعة الكرامة، جمعة التلاحم الحقيقي والقوي والصادق بين الثوار في الساحات والجيش اليمني الحر، وهو تلاحم جسد أنبل معاني الوطنية والوفاء بين المواطنين وسلاحهم الثوري ودرع حريتهم المكين.. الجيش اليمني الحر وقائده الهمام وهو ما شكل مصدر فخر واعتزاز لكل الخيرين، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الثورة منتصرة بإذن الله تعالى وحوله وقوته، وأن هذا الجيش اليمني الحر وقيادته البطلة يشكلان صمام أمان مسيرة العطاء والتلاحم من أجل غد مشرق ومستقبل زاهر طالما كان حلماً وصار واقعاً.
بهذا الجيش المنحاز فقط لما هو وطني وإيماني باستبسال لا نظير له، استطاع أن يحقق المستوى الذي وقف أمامه الاستبداد مشلولاً وعاجزاً عن عمل شيء ومصدوماً من كونه غير قادر على مواصلة العنف والبحث عن مجالات لإراقة الدماء باسم شرعية مفقودة ولا وجود لها سوى في مخيلة من يقذفون حمم اللهب على الشباب في ساحات التغيير، ولا ذنب لهم سوى أنهم ينشدون الحرية والمواطنة المتساوية والشراكة المجتمعية ودولة نظام وقانون وحياة عز وكرامة وهي مطالب عادلة أكدت عليها كل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، وهو ما تحقق فعلاً وسيظل من خلال المواقف البطولية الرادعة والحاسمة للجيش الحر وقيادته التي أبت إلا أن تنحاز إلى الثورة ومجالها الخلاق  وفعلها الراقي الذي لا يدانيه شيء،وقدم الجيش اليمني الحر في سبيل الوفاء بما عاهد الله عليه الكثير من التضحيات من خيرة منتسبيه وهم يحمون الساحات ويرفضون العودة بالفعل الثوري إلى الوراء وإلى أحضان نظام مستبد ألف الاستئثار بكل شيء، وأعدم تطلعات كل اليمانيين في النهوض والبناء والتقدم والوحدة الوطنية، ليبقى إقصائياً مستحوذاً مهيمناً على بلد بأسره، وما كان لذلك أن يستمر وأن يبقى كابوساً في الوطن وهناك الثوار الأحرار الذين يطلقون وعلى الدوام للإرادة النبيلة والشجاعة أن تقدم نفسها وتشق غمار المستحيل وتجترح الصعب لترقى بالوطن إلى ما هو منشود.
بهذا حده وندرك أهمية هذه المناسبة الوطنية الغالية والذكرى الزاهية بمرور عام فيه قدم الجيش الحر أصدق صور الوطنية الباسلة والشجاعة وحقق طموحاً ما كان ليقدر عليه هذا الجيش وقيادته المحنكة والصابرة التي قدمت ما يستحق أن يكتب في جبين التاريخ فخراً وهو الثورة ضد كل أشكال الاستبداد ومن أجل أن تبقى لأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر جلالها وروعتها وحضورها في قلب كل مخلص شريف..
وهنا يحق لنا أن نفخر ونعترف ببطولة هذا الجيش الجسور وقيادته ممثلة في اللواء الركن/ علي محسن صالح الذي اتخذ القرار الشجاع والغير عادي والجريء، متحملاً بذلك شرف المسؤولية التاريخية، معلناً أن الثورة نصر الله للوطن وفاتحة الزمن الجديد والتطلعات النبيلة..
وإذاً فنحن أمام هذا الزخم من العطاء نقف أمام توازن فعلي في مواجهة الطغيان وردعه ونقف على جيش حر أبي جنب البلاد متاهات الفوضى والعنف والانزلاق إلى ما كان يخطط له المتربصون بالوطن ومن يكيدون له كيداً ونقف أيضاً أمام جيش حر أبي استطاع بجدارة أن يصيغ له تاريخاً وطنياً مشرفاً وهو مرفوع الهامة وضاء الجبين، قدم المواقف الجريئة الشجاعة في ساحات المجد والثورة، لذلك نراه جيش وطن وشعب وثورة وتغيير، مثله مثل الجيش التونسي الذي رفض أن يزج به في مواجهة الشعب، ولكنه في المقابل جيش حرية وأبطال ميامين استعدوا للمواجهة وفي يقينهم النصر.. لذلك لم يكن الوطن اليمني كما ليبيا وسوريا الدولتان اللتان خذلهما الجيش حينما انحاز للأفراد، ولأنظمة الاستبداد فأريقت دماء كثيرة.
وهنا فقط نقول: إن الثورة اليمنية وفعل التغيير إلى الأفضل، يعد نموذجاً متفرداً في الصلابة والمقاومة للظلم والانتصار عليه، لأنه مبني على المعادلة التي جعلت الكفة ترجح الانتصار الكبير للثوار الشباب في الساحات ..
فكل التهاني المكللة بالورود والرياحين وشذى المسك والعنبر للجيش الباسل الحر وقائده الهمام اللواء الركن/ علي محسن صالح وهو يقدم الوطن في مستوى ما يجب أن يكون عليه الولاء الصادق والمخلص ..والتهنئة الحارة للميامين صناع النصر وفخر الوطن ونبراسه الجنود الأوفياء البواسل وهم يخوضون غمار الآتي بإرادة لا تلين ومواقف يسجلها التاريخ بأحرف من ضوء وتجليات شعر وفن ...التهنئة للأكفاء والقدرات الفذة في الجيش اليمني الحر وقد مضى عام على وثوقيتهم ويقينيتهم بالنصر ...التهنئة لرجال الله في ميدان العز والكرامة والفخار الجيش الحر المظفر الذي شكل وما يزال وسيظل سنداً قوياً وصخرة صلبة في مواجهة التحديات وتجاوز الصعاب والرحمة للشهداء البررة الذين جادوا بدمائهم في سبيل الرفعة والمنعة والنصر للوطن فكانوا أكرم خلق الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد