;
طاهر حمود
طاهر حمود

العمالة الوطنية 1706

2012-03-18 06:47:41


الطريق التقليدي في عملية التغيير من خلال الأحزاب والديمقراطية الشكلية كانت غير كافية مع ضرورة وجودها بتلك الصورية حتى كان الوعد الحق واليوم المشهود لتكون حاملاً سياسياً لديه من التجربة والخبرة ما يساعد على النجاح وتحقيق الأهداف ومن شاء ليؤمن بذلك فلينظر إلى سوريا ليرى السبب جلياً وأهمية التراكم السياسي في حال وجوده والقيمة التي تدفعها الشعوب في حال العدم، أحد الأكاديميين على صفحته في الفيس بوك قارن بين المجلس الوطني اليمني والمجلس الوطني السوري وقدرة المجلس الوطني السوري على تحريك الملف السوري ومداولته في مجلس الجامعة العربية بذلك الاهتمام في حينه وعزا ذلك إلى الفارق في القدرة بين المجلسين فرديت عليه: يا دكتور أنت تتباكى على عدم تسميتك في المجلس الوطني اليمني ولو كنت مسمى فيه لكنت أخرس اللسان مكسور القلم، فالاهتمام سعودي وشخصي من وزير خارجية السعودية لقطع اليد الإيرانية في الجزيرة العربية والشرق الأوسط من خلال الإطاحة بنظام بشار الأسد.
 استصعبت عملية التغيير قبل الثورة كلما كنت أفكر هل إلى خروج من سبيل من نار صالح بدون الارتهان للخارج ودعوماته؟، لأن كلفة مناهضة النظام وإجباره على التغيير لها قيمة باهظة الثمن سواء من ناحية تقديم الروح وهي غاية الجود للوطن أو من ناحية الوقت الذي هو حياة الإنسان وليس بملكه وهو الذي عليه الالتزامات اليومية والواجبات وضروريات الحياة والاشتغال بالشأن العام يحتاج إلى كفالة مادية وزاد ثقافي إن توفرت الهمة نحو ذلك...
فأتت الثورات العربية والتفت الشعوب لفة ولمة واحدة في وجه الحاكم وليس لها من رصيد سوى حب الوطن وما تحمل من أوجاعها المثخنة والتطلع نحو العيش الكريم والحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية وليس لها من ظهر أو سند في عمليتها الثورية بل هي في انكشاف تام، فالنظام هو الأقوى على كافة الجبهات الصُعد والنواحي: مادياً وعسكرياً وإعلامياً وبلاطجياً وغيره...
وكل ما لدى الجماهير الثورية وما تملك سوى الصدور الأججة والعارية بإدارة صلبة وعزيمة قوية وهذه وحدها لا تكفي لا تكفي لا تكفي ولابد من المال الذي هو قيام الحياة قيام الثورة قيام النصر والتمكين وأطر الظالم نحو الحق والاستسلام أطراً...
الحوثية والنظام الحوثية تتهم بعض فصائل الثورة بأنها تتلقى الدعم من الوهابية وآل سعود وهذه بنظرها عمالة وارتهان، والنظام يتهم كذلك الثوار بتلقي الدعم من قطر ودول أخرى تتآمر على اليمن وتقتل اليمنيين وليس من قاتل لهم سواه.
ليس لدي شك من دعومات من هنا أو هناك وهي ضرورية للاستمرار والنصر في مواجهة الظالم الطاغية ولا سبيل إلا ذلك، النظام الذي يتلقى الدعم هو كذلك من جيوبنا نحن وما ندفع من ضرائب ومن ثروات الوطن يقتلنا بنا ويسرق حقوقنا ليمارس مزيد من البغي والطغيان على أجساد اليمنيين والوطن الذي كان سعيدا وأضحى شقيّاً بسوء فعله...
وفرق بين أن تتلقى الدعم من أي جهة وتكون سامي الهدف ووطني الانتماء لا تنفذ أجندة خارجية تستهدف الهوية اليمنية أو التراث اليمني والثقافية الأصلية إلى الإبدال بثقافة مستوردة لا تمت إلى الإيمان والحكمة بصلة.
الحوثية ومماثلوها الوجه الإيراني في اليمن انسلخوا عن الانتماء الوطني وباعوا قلوبهم وعقولهم للشيطان الإيراني.
ما خَلُصَتْ إليه العمالات الثورية ـ على افتراض العمالة ـ هو التوافق الوطني لكسب الوطن وتقديم مصلحته وقطع دابر الذين ظلموا وبذا كان صدق التوجه الوطني بشهادة الداخل والخارج، أما ما دون ذلك من العمالة وهم الحوثية ومن جايلهم من الحراك وأكبر سلطاني وحشداني وغيرهم من المُسخ الصالحية والرفسنجانية فهم النكرة التي تعرِّف نفسها لنفسها ولا خلاق لها في حياة الوطن وكل وطني.
6.60مليون يمني صوت للرئيس عبد ربه منصور هادي وحتى تتحقق أمنيات ما اندفعت إليه قلوب اليمنيين عليهم أن يكونوا على درجة من الاستعداد والتضحية كما كانوا على درجة من الحماس والتدافع نحو صناديق الاقتراع، فالموضوع ليس تواكل وتوكيل فالرئيس عبد ربه منصور هادي ليس له من القوة ما تملك الجموع التي قررت إنهاء صالح بتلك الطريق الحضارية، هادي ليس لديه عصا سحرية سيقلب الوضع كما يريد اليمنيين هو بهم ومن خلالهم يستطيع أن يحقق أحلامهم فقط بطريقة لها قبول وشرعية.
الاستعداد المطلوب هو أن العدد6.60مليون يمني يمكن اختصارهم إلى 300ألف تزيد أو تنقص تتم تعبئتهم بطريقة منظمة للانتشار الأمني وحفظ الأمن والاستقرار بحيث يحدث تغير حقيقي في حياة الناس وانطلاق ويعود الجيش والأمن السابق إلى ثكناته العسكرية وتجمد أعماله حتى تتم السيطرة على الوضع من خلال التعبئة العامة والطوعية بتلك الفكرة ويلحظ الناس الفارق الاستقراري وتتحرك المؤسسات والحكومة وكل القطاعات الحكومية والخاصة فتتحرك عجلة التنمية والبناء.
أطراف الصراع في الجيش يجب أن يعطوا رسالة واضحة بأن احترابكم أو انقسامكم ليس على حساب اليمن واليمنيين، هذه الرسالة يجب أن تصل كذلك إلى الشعب اليمني كله وإننا على استعداد لتوفير المكان المناسب للصراع الشخصي والمناطحة على مساحة واسعة من الربع الخالي أو أي مساحة مفرغة من الحرث والنسل، لا أن تكون المدن والبنية التحتية والبشر هي جغرافيا الاقتتال وأنتم في أبراجكم المحصنة والمشيدة والعالية والشعب هو من يدفع الثمن وهذا يجب أن تعيه آذان اليمنيين جميعاً إن كانت لهم أذن واعية وكذلك الأفراد المنتسبين للجيش والأمن طرفا الصراع...

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد