إن هذه الثـورة الشعبية السلمية الحضارية المباركـة التـي أثلجت الصدور وأنعشت الأرواح وأزاحت الفاسدين وأعادت الاعتبار لـكل أبناء اليمن من أقصاه إلى أقصاه وأذهلت العالم وضربت أعلى نماذج الحب والوفاء والتضحية والإبـاء والفداء لهذا الوطن عاشها وعايشها كـل مـواطن يمني شـاء أم أبـى.
وكـان الشباب في طليعة هذه الثورة ومعهم كـل الفئات تجمعوا على قلب رجل واحد ليشكلوا لوحة يمانية رائعة كتبوا من خلالها مستقبل اليمن الجديد والمعاصر وصححوا من خلالها أيضاً التاريخ الأسود الأليـم وكتبوه من جديد.
فحقـاً لك يا شعب اليمن أن تفخر بثورتك المباركة ,وحقاً لك أن تفخر بما أنجزته من تحقيق لأهداف الثورة إن لم تكن تحققت بكاملها, وحقاً لك أن تفخر بأنك أثبت للعالم أجمع أنك أهلاً للإيمان والحكمة التي وصفك إياها الرسول الأعظم محمد علية الصلاة والسلام.
وتعســاً وخــزياً وعــاراً لأُلئك القتلة والمجرمين الذين عاثوا في الأرض فسـاداً، فهم اليوم لا مكــان لهم بيننا ولا غــريب ولا عجــب أن نسمع هؤلاء وعلى رأسهم السابق والمحروق (ليست شماتة ولكنها الحقيقة) علي الفاسد الذي حكم بالفوضى وهو يصف هذه الثورة المباركة بثورة الفوضى والتخلف وما شابه ذلك حد وصفه, تعساً لك أي عقل تفكر فيه؟ وأي فوضى عمت كل أرجاء الوطن إلا في عهدك؟ وأي تخلفٍ وجهلٍ وأميةٍ تجاوزت المعقول واللامعقول إلا في عهدك؟.
فحقاً لك يا مخلوع ويا.. (لا أدري أي صفة تستحقها)، أن تفخر بما أنجزته لليمن وأبناءه طيلة 33 عاماً من الجهل والفوضى والعشوائية والتخلف ونهب الأموال وكان آخرها وبدون حياء أو خجل نهب الهدايا والمتاحف من دار الرئاسة والتي هي حق للشعب وأهديت له بصفته رئيساً للشعب وليس لعائلته وأبنائه.
وحقاً لك أن تفخر بأن اليمن على المستوى العالمي من أكثر وأوائل الدول فساداً وجهلاً وفقراً، وحقاً لك أن تفتخر أن اليمن إحدى دول العالم الثالث أو ما يسمى بدول العالم المتخلف وكل هذا في عهدك ومن انجازاتك يا صانع المنجزات.
أقــول ماذا يريد الرئيس السابق وقد دمر كل شيء جميل في هذا البلد وأهلك الحرث والنسل ولم يسلم منه أحد ولم بكتفِ بذلك، فقتل حتى ارتوت عروقه بدماء الأبرياء ونهب حتى امتلأت كروشه وكروش أبناءة ومن حوله بأموال وثروات هذا البلد ألا يكفيه هذا؟، ماذا يريد وقد خُـلع ورُمـي إلى مكانه الحقيقي (زبــالة التاريخ)؟، أم أن أذرعه المُتهالكة مازالت تتحرك هنا وهناك وتثير الاضطرابات والفوضى والقلاقل وكان الأكبر من ذلك تسليم المعسكرات للقاعدة، كما حدث في أبين أي جُرم أعظم من هذا؟
يؤسفنا كثيراً أنه لم يفهم الدرس جيداً ومازال في عقليته المتخلفة والانتقامية وكذلك تصريحاته السخيفة والمتناقضة.
أخيـراً أقول للشعب اليمني وبقيادته الجديدة وحكومته التوافقية لم يعد السجن بانتظار الرئيس السابق الذي أفسد يمننا كما هو مطلب الثوار اليوم.
فعليكم جميعاً التفكير بمستقبل هذا الوطن وأن تدركوا أنه لا مستقبل ولا سلامة ولا صلاح ولا خير لهذا الوطن مادام هذا العرق الصالحي الخبيث وبالتحديد رأس النظام البائد يسري تحت أقدامنا وفي أرضنا، فلا مكان له بيننا ولم يؤسفنا ذهابه إلى السجن أو المحاكم أو النفي أو الفرار أو ما شابة ذاك ومـا ذكـرى أحداث جمعة الكرامة عنّا ببعيد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ahmedalfahed1@yahoo.com
أحمد الفهد
إذهب ..غير مأسوفٍ عليك 1947