هذا هو اليمن السعيد.. ما إن نخاله يتبسم، وما إن نحلم بغد أفضل لهذا البلد حتى ندرك أن أحلامنا كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.. ثرنا على نظام بائد وجائر وتناسينا أن بعض الفيروسات تحتاج جرعة تلو جرعة من ثورة ضد العقل وأخرى ضد العادات البالية – التي لا تشرفنا- وثوره ضد الصور المصغرة للنظام.....إلخ.
كانت ولازالت الأماني تسكن جوانحنا بأن تصبح لنا في نهاية المطاف دولة النظام والقانون وبناء دولتنا المدنية الحديثة التي بها يتساوى الناس في الحقوق والواجبات.. دولة تقدس البشر كفرد وكجماعة وتعمل مكوناتها فيما بينها لتوفير سبل أسهل وأمن لبني الإنسان.
التخريب الحادث في البلد، ونهب موارد الثروة القومية من قبل أطراف عدة - أساسها النظام السابق وبقاياه المتجذرة- أدى إلى تدهور الاقتصاد ودخول الريال اليمني مرحلة صعبة أدت لانتعاش الدولار مقابل الريال، فسال لعاب التجار فرحاً وابتهاجاً فرفعت أسعار المواد جميعها، وإن تساءلت -بدافع إحساسك بهذا الظلم- : "لماذا هذه الزيادة في ثمن السلع؟ "تصفعك الإجابة: "بسبب ارتفاع الدولار!.
تحملنا هذا الحيف وحملنا فوق كاهلنا أعباءً إضافية ودعونا ربنا أن يعافي الريال اليمني، فاستجاب الله لدعائنا، فدبت روح العافية في الريال ولم يستجب تجار بلدتنا لهذا،بل إفرازات شهوات جني الأموال مستمرة بطرق سريعة بغض النظر عن عدم مشروعية تلك الطرق الربحية.
صرخنا في وجه صاحب البقالة والفرن والصيدلية والكشك....إلخ : "الريال تعافئ ودبت في عروقه نبضات الحياة.... ولكن هيهات لصرخاتنا ان يلقى لها بالاً " وسط هذا الجشع المتنامي وغياب الرقابة الأمنية والأخلاقية وتحول هذه الظاهرة إلى نوع من التذاكي والشطارة وإقتناص فرصة الخواء الأمني والرقابي للوصول إلى الثراء..
كجزئية بسيطة تبرز حاجتنا الملحة لثورة ضد الذات والنفس وضد سلوكيات دخيلة تأسست وصارت سلوك حياة، تلزمنا ثورة حقيقية لاجتثاث مفاهيم العبث بمستقبل البلد انطلاقاً من ثورة ضد استغلال "التجار" لهذا الفراغ الأمني " وقيامهم بالتلاعب بالأسعار كلاً على رغباته وهوس جمع الأموال..
التجار مشحوطين وعلى الزرة والأسعار في ازدياد وتجدها متباينة من تاجر لآخر كلاً حسب درجة هوس الربح السريع لديه..
وتبقى صرخة قوية قبل هذا في وجه كل محتكر واستغلالي نطلقها : بأن يخاف الله في الشعب ويستشعر مغبة هذه التصرفات اللاأخلاقية.. وأن ينتصر كل شخص منا لثورات الذات والضمير في الأعماق أولاً كي تنتصر الثورات الأخرى.
alnawras85@hotmail.com
أحمد حمود الأثوري
حديث ارتفاع الأسعار متفق عليه 2152