;
طاهر حمود
طاهر حمود

السلفية والتطور الرائع 1748

2012-03-15 07:11:47


التطرف جبنٌ، التطرف صُغر وقزامة تلجأ ويلجأ إليه من لا قدرة له على الإقناع، أما من يملك الحجة والبرهان مهما كان حجمه صغيراً فهو الواثق بنفسه وإن تداعت عليها الدنيا كلها لن تغير من قناعته قيد أنملة ولن تضطره إلى سلوك غير سوي ينسف ما لديه من جمال، التحوصل والتقوقع البكتيري الذي تلجأ إليه الفيروسات عندما تستخدم في مكافحته الأدوية فيتحين لحظة الضعف للجسم فيهجم بقوة في حال توفر أسباب الانتعاش.
السلفية اليوم نضجت إلى مشروع في درب الحضارة والمسؤولية وبعُدت عن الفعل الفيروسي والهجومات البكتيرية للجسد الإنساني، فقد كانت المصنع القاعدي ومن رحمها انتشر الشذوذ الفكري لدى بعض الشباب، فهي اليوم تكبر بهذا التوجه وتتحمل مسؤوليتها وترشد وتتخذ من طريق الشراكة والعمل السياسي درب جهادها متأثرة ومستفيدة من درس الثورة اليمنية والعربية والتقاط اللحظة والفرصة المناسبة للدخول إلى المعترك السياسي والتناضج مع بقية التيارات السياسية بمختلف مشاربها وما يجب أن يكون هو التأسيس لمرحلة من التبادل الجمالي بين كل التيارات والفئات بعيداً عن الحزبية ليس بمعناها الكياني لكن بالمعني العصبي ونفي الآخر.
الجمالات موزعة في الكون كله وعلى الجميع قراءة الجمال وتشربه وتذوقه والتجمل والمماثلة لذلك الجمال للوصول إلى النموذج الإنساني على أعلى مستوياته بما يخدم البشرية ويحقق العبودية لله وحده التي تعني مطلق الحرية في مستواها الأفقي.
السبيل الوحيد المستقيم نحو الله والوطن هو سبيل الانخراط في العمل السياسي وما دونه فهو السبل المتفرقة والشيطان.
السلفية تعقد مؤتمرها العام ببعض من اهتدى سوياً على صراط مستقيم، فهؤلاء هم الشجعان فالتحية لهم وما دونهم الجبن والحيرة فحار الشباب من حيرتهم واتجهت إلى المجهول في عملية التغيير فمن رحم أفكارهم ولدت القاعدة وذهب الكثير من الشباب إلى أفغانستان.
النضج السياسي هو من يجيب عن أسئلة الحيارى ويحفظ عقول الشباب من الانحراف المنهجي في عملية تغيير المنكر وتقييم الحياة ومدافعة الشر عن ندية وقوة وغلبة لا التخلي عن أسباب القوة وامتلاكها ليأخذها الغير أياً كان منحرفا إسلاميا أو غير إسلامي ويمارس عليك الظلم وعلى الآخرين...
كلي فرح وزنبقة لهذا التطور الموجب وأأسف على الإحجامات السالبة من قبل البعض والذي لا تعني ـ بظني ـ إلا مرض قلبي وكبر، مرض الإسلام منه براء وهو من هوى الذات وعبوديتها والله ورسوله والإسلام من ذلك براء ولا يعني هذا أن العمل السياسي ومن توجه فيه هو الإسلام الإسلام، كل جمالات الكون بما في ذلك ما يوجد من جمالات فطرية ومكتشفة لدى الحضارات الأخرى هي من الإسلام وضالة المسلم...
زرت القرية وأنا عائد إلى صنعاء مررت بمنزل أخ عزيز (محمد فارس محمد علي) تذكرت والدته التي أبيضت عيناها من الحزن، هو أحد خريجي معهد البيحاني إب ذلك الشاب بطلته وقدراته الخطابية وألفته الاجتماعية وقدرته على التأثير في الناس والقرب منهم أخذته أفكار الحيارى إلى أفغانستان وغاب هناك بعد الحادي عشر من سبتمبر، فقلت: هل يمكن أن تقام دعوة قضائية على الجهة التي علمته وأخذ على يديها تلك الأفكار والتي ذهبت به إلى أفغانستان ويكون جزاء والديه الذين أمنا على ولدهما في الجهة التعليمية ومشايخها أن يقضيا عمرهما حزناً وألماً على فراق ولدهما وكثيرة تلك النماذج...
ليس معنى هذا أن لا قاعدة من الإسلامات الأخرى، لكن السلفية كانت ولا تزال الأم الوالدة والمرضعة والفاطمة، لكنها اليوم بتوجهها السياسي تعلن توبتها من التطرف والتعاطي مع الآخرين على قواعد عامة يتفق عليها من خلال عقد اجتماعي ينظم الحياة ودنيا الناس...
أعتقد أن المؤتمر السلفي والتوجه نحو العمل السياسي هو من باب التوبة وألمات الضمير نحو كل من دُفع بهم نحو القاعدة ذلك من البعض بينما البعض الآخر لا زال يظهر الحرص على الإسلام وكأنه وصي محمد صلى الله عليه وسلم أو المتحدث باسم الله.
يجب أن يتاح للآخرين وأن يشعروا أن الإسلام حق للمسلمين جميعاً فيحصروا على تعلمه والاستمساك به والدعوة إليه وإظهار جمالاته، لا أن يُحتكر من قبل فئة تشوه جماله وما يدعو إليه من إسعاد للبشرية (مثل الحوثية والقاعدة) ومن هذا المبدأ على كافة التيارات ومنها الاشتراكية والناصرية يجب أن تعود للتراث الإسلامي وتنقب فيه عن ما يخدم منطلقاتها الفكرية ويصوبها وينضجها، بما يحقق الوجه على مسارين الله والدار الآخر والدنيا ونعيمها، ألم تكن يوماً الاشتراكية تحرص على أنها من الإسلام وأن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري يمثل اشتراكية الإسلام وألف الدكتور السباعي كتاباً بعنوان : الاشتراكية الإسلامية...
الحوثية اليوم مدعوة هي الأخرى أن تنخرط في العمل السياسي وتعلن عن كيانها تحت اسم وطني وأفكار تستوعب الوطن واليمنيين جميعاً أو حتى تبقي على أفكارها بدون (عنف) المهم تسلك درب السياسة والشعب إن قبل بما يدعون إليه وفق أفكار واضحة وشفافة هو وشأنه...
يجب أن نعلم أن الإسلام حق المسلمين جميعاً ومن حق الناصري أو الاشتراكي أو غيرهم ممن يشهدون أن لا إله إلا الله أن يدافع عن تصوراته الدينية، فالنسخ الإسلامية لبعض الأشخاص ليست هي الإسلام، الإسلام هو مجموع الإسلامات عند كل الطوائف والفئات، هناك رسوب لدى الإسلاميين جميعهم في المجال الاقتصادي والمجال الثقافي والأدبي أقصد كتوجه كياني وجماعة وإن كان هناك نبوغ لأفراد في مجالات لا يتاح لها أن ترسم ثقافة الكيان والجماعة في وضع الأهمية المناسبة لجانب من جوانب الحياة وضرورة ذلك.
كما أن هناك نبوغاً ونجاحات بشرية تعد مما يدعو إليها الإسلام يجب على الإسلاميين تبنيها ومباركتها والتعاون مع الآخرين في مجالاتها بما يخدم البشرية والمجتمع في المحيط الجغرافي والدولة القطرية.
فنماذج الحكم والأنظمة الحاكمة القادمة: اشتراكية الاقتصاد، قومية الثقافة، إسلامية الروح والأخلاق.
تحية خاصة للرواد: الدكتور/ عقيل المقطري والشيخ/ عمار بن ناشر العريقي والشيخ/ عبد الله بن غالب الحميري والشيخ/ مراد القدسي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد