ربيع كانت بذوره أحلاماً وأمنيات يتيمة وسقي بدماء ممزوجة بوجع وأمل ومازال لم يرتوِ بعد ولم يثمر زهراً، لم تزل البذور عطشى لأن الأرض كانت قد أوشكت على التصحر من شدة الضمأ، فهل علينا أن ننتظر عمراً آخر يشبه ما مضى من الزمن حتى نرى أزهار الربيع يانعة بألوان الأمنيات التي ملأت تلك القلوب حين خرجت ترجو صباحاً مشرقاً وحياة مختلفة، ومن أين لنا بصبر يهدئ روع النفوس وشوقها لأن تحصد ما زرعته تلك الأرواح التي رحلت ولم ترَ كيف سيكون الحصاد بل من يستطيع أن يقنعنا ونحن من تعود الألم حتى استعذبناه وألف الوجع حتى أصبح من سماتنا ـ من سيقنعنا أن الآتي قريب قادم بحلة زاهية مطرزة بخيوط الفرح ونحن نرَ الحاضر يرتدي كل هذا السواد؟.
حين يكون الحلم أكبر من اتساع العقول ويصبح الجرح بحجم الوطن تغدو الأمنيات هباءً منثورا تتقاذفها رياح خفية لا تعرف اتجاهها.
ونحن في وطن لا نعرف بالضبط من يدير محركاته والى أين سيتجه بنا وعلى أي الشطآن سترسو سفنه وهي محملة بكل هذه الأثقال.
شعبٌ في ملامحه مرسوم ماضٍ ليس له اسم ولا عنوان ومن عينيه تعرف أن غده يشبه كثيراً يومه، لذا يعرفون جنسيتنا دون أن يسألونا عنها، فلماذا نثور حين نرى صغر مقامنا عند الآخرين والأجدر بنا أن نثور على عيوبنا ونعترف بها ثم نحاول صادقين أن نمحو من على وجوهنا تلك الملامح البائسة.
أخيراً ليس كل ما قلت تشائماً أو يئساً أعوذ بالله فيبقى الأمل دائماً في قدرة الله وحكمته وليس في شيء سواه.
بوح القلم....
وطني حملتك في قلبي أمنية
ورسمتك في عيناي فرحة
وحين أقبل الظلام
أشعلت دموعي شموعاً
وجعلتُ من وجعي ومضة نور
فمتى يزهر ربيعك أملاً
وتصبح أمنياتناً
قطوفاً دانية
جواهر الظاهري
وطن..وربيع..ودماء 1751