يقول الشيخ محمد الغزالي: هناك إشاعة سرت بين الناس، هذه الإشاعة تقول: إن العصر الحاضر عصر العلمانية وإطراح الأديان ظهرياً، وعصر الانطلاق وراء المقررات الإنسانية المجردة, إلى غير هذا الكلام.
وهذا كلام مكذوب, فهذا العصر هو العصر الذهبي للأديان كلها ما عدا الإسلام، فكل صاحب دين يذكر دينه ويملأ فمه به حتى الهندوسية التي تقدس الأبقار وتحترم القردة، إنه عصر تمسك أصحاب الأديان بأديانهم.
أين نحن من هذا؟
وبينما يشد اليهودي على يد الصليبي على يد الهندوسي والبوذي من أجل الوقوف صفاً واحداً دفاعاً عن أديانهم نقف نحن أمة الإسلام صفاً واحداً "ولأول مرة" في وجه الدين الإسلامي، عازمين على القضاء عليه أو حصره أو تقييده على الأقل، كي لا تقام له دولة ولا ترفع له راية حتى نلحق بركب التطور وترضى عنا اليهود والنصارى.
حيوان مستأنس:
وبينما الشيوعي يتعصب لزملائه في شتى القارات ويتحدث عن الإلوهية بسوء, والنصراني يحترم يوم الأحد ويشرب الخمر ويرقص في عيد الميلاد المسيحي, واليهودي يقدس يوم السبت ويسعى لبناء هيكله المزعوم، نجد المسلم كما يصفه الشيخ الغزالي: "حيوان مستأنس يشارك هذا وذاك ويحيا وسط ضباب فكري محيط ولا يعي عن الإسلام شيئاً".
غبني على الإسلام:
أخذتني الدهشة وانتابني الحزن وأنا اقرأ خبراً مفاده أن إحدى الدول الغربية قد استحدثت نظاماً مرورياً جديداً، فإلى جانب كل شرطي مرور يقف رجل دين، فإذا خالف السائق له حرية الاختيار بين دفع الغرامة المادية أو تأدية الصلاة، أما في بلاد الإسلام فلا تراعى أحكام وشرائع الدين حتى في دور العبادة وإن حاولنا فعل ذلك سيقوم الغرب ولن يقعد، فهذا إرهاب ورجعية وتعصب.. وهكذا وقع الإسلام بين مطرقة الغرب وسنديان أبنائه وراح ضحيتهم.
هم بنو إسرائيل ونحن بنو من؟
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى: فكيف برب الأرض والسماء يصرخ القوم بانتمائهم وننسلخ نحن من هذا الانتماء وعندما يتكلم السياسي اليهودي رافعاً بيمينه كتابه المقدس، فهل يمسكه سياسي عربي يستحي من كتابه ولا يذكره لا في محراب ولا في ميدان؟!.
ثم يقول: وبنو إسرائيل يديرون المعركة على أساس ديني بحت ويستقدمون أتباع التوراة من المشرق والمغرب.. قائلين: تعالوا إلى أرض الميعاد، تعالوا إلى الأرض التي كتبها الله لأبيكم إبراهيم.. ثم يتساءل: "إن كانوا هم بنو إسرائيل نحن بنو من؟"، ولعل الشيخ رحمه الله تعالى كان يعلم جيداً أنهم بنو إسرائيل ونحن بنو أميركا وبنو الشهوات والأهواء، ولكنه أوكل الإجابة إلينا.. وغبني على الإسلام.
أحلام القبيلي
غبني على الإسلام 2314