"الشعب عرف طريقه" مقولة يرددها معظم أبناء اليمن، تختصر الكثير من الكلام وتوضح الهدف الرئيسي للرئيس الجديد.. صحيح، بأن مهمة الرئيس الجديد استثنائية ولا يحسد عليها، لكن ذلك لا يعذره أو يعفيه من تلبية تطلعات الشعب والأجيال القادمة، فاليوم بخروج الشعب إلى الساحات والميادين والزحف العظيم على صناديق الاقتراع أدرك الشعب أنه بإمكانه خلع الرئيس واستبداله حينما يجد تطلعاته وأحلامه كسراب بقيعة ولا يمكن لأي كان إثناء الشعب عن مهمة نضالية كهذه, إذ أن صالح بمكره وخداعه ودهائه واستخدام كل الوسائل والأساليب المتعددة ما استطاع إرجاع شعب قال كلمته فكيف بمن سيأتي؟, إذ أن من مسلمات الأشياء أن البداية قد تكون صعبة، لكن ما بعدها أو تكرارها ليست بالشيء الصعب قال تعالى ومع فارق التشبيه: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، وقديماً قالوا الحياة مدرسة أستاذها الزمن، فيا ترى من المتعلم ومن المستفيد بأبي وأمي ذاك هو السعيد, فيا ليت شعري هل سيدرك عبد ربه فحوى رسالة شعب ثار على أعتى وأقوى دكتاتورية العصر الحديث, أثق بأن الرئيس الجديد قد استوعب الدرس وإلا فكيف يجازف بنفسه أن يتحمل أثقالاً وهموماً تنأ بحملها الجبال الرواسي؟ .
أيها الأب: الشعب ائتمنك واستودع ثورته في عنقك، فإياك إياك أن تفرط بتضحية دماء الشهداء وأنات الجرحى واستذكر "أيما رجل تولى من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم إلا حرم الله عليه الجنة".
أنت أيها الأب اليوم خادم وموظف لدى هذا الشعب وذلك شرف عظيم لو أديت وسام هذا الشرف، فلا بد من إعطاء كل ذي حق حقه إذ أن زمن الخداع والتحايل والالتفاف على مطالب الشعب قد ولى وإلى غير رجعة، إياك وبطانة السوء وتكرار مآسي النظام السابق، فالشعب اليوم قد أصبح رمزاًَ في صناعة الثورات وتصديرها للعالم، ما لم فإن من قال بالأمس لصالح إرحل سيعيدها كرتين وأكثر في وجهك ووجه أي رئيس قادم .
محمود الحمزي
الشعب عرف طريقه 2020