يبدو أن المشهد اليمني مفتوح على كل الاحتمالات وينذر باقتراب عودة التوتر الأمني من جديد خصوصاً بعد الظهور الجديد لرأس النظام السابق والذي يحاول أن يستفز الجميع بظهوره الإعلامي المتكرر ولأن كلام صالح لم يعد يعني اليمنيين بكل فئاتهم لكن ما يعنينا هو المكان الذي ظهر فيه، فكما كانت كل المؤشرات تدل على أن هذا النظام الساقط والسفيه والذي استباح دماء وأعراض اليمنيين ونكل بهم ومارس كل صنوف القتل والتنكيل بشباب اليمن.. أقول كانت تدل تلك المؤشرات على أن قناة اليمن اليوم تتبع صالح المخلوع وبدا ذلك جلياً وقد سبق لعدد من الإعلاميين أن تحدثوا عن إمكانيات القناة الكبيرة من معدات وأجهزة وعربات نقل وكيمرات ومعدات متنوعة كانت في الأصل ملكاً لقناة اليمن الفضائية وتم تحويلها إلى قناة "اليمن اليوم" المملوكة للعائلة الفاسدة ومسجلة باسم احد الإعلاميين الشباب المقرب من العائلة وضمن باقة تتكون من ثلاث قنوات فضائية يمنية حيث أفصح أحد الإعلاميين اليمنيين المتواجد بالقاهرة بهذا الأمر لي شخصياً قبل فترة وجيزة وقال بأنه شاهد عقود تسجيل تلك القنوات الثلاث، ويومها وبكل صراحة قلت له: لا أستبعد أن يكون هذا الزميل ممر ولن نقول أداة ولا علاقة له في تسيير أو وضع سياسة إعلامية لهذه القنوات ولن يكون له من الأمر شيء سوى المبالغ التي سوف يجنيها جراء استخدام الأسرة لاسمه، أما الامور الاخرى والقضايا الهامة والرسالة الإعلامية فستكون بكل تأكيد حصراً على مراكز قوى كشفتها للزميل الذي صارحني بالأمر، لكني لم أجزم له لعدم تمكني من الحصول على معلومة مؤكدة بملكية عائلة صالح للقناة وبالأمس فقط عندما ظهر المخلوع صالح وهو يصف الثورة اليمنية بثورة التخلف والبلطجة تأكد لنا وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا البوق قد سُخر له وبأموال الشعب اليمني بالفعل، بل ستكشف الأيام القليلة القادمة صدقية مثل هذا القول.. ثم إنني حقيقة أتساءل وبمرارة: أي تفكير هذا الذي يقود صاحبه إلى حتفه؟ أية عقلية هذه التي يحملها صالح عندما يفكر أنه بإمكانه أن يعيش في هذا الوطن بعد أن فجر من الصراعات ما لا أذن سمعت ولا عين رأت وذبح وبدم بارد مئات من الشباب وسحل ودفن البعض أحياءً وما زال تفكيره وعقليته المريضة تدفعه إلى حتفه دفعاً وبصورة تدعونا للتعجب والحيرة وكأن المسيء يقول خذوني أو إنها قدرة الخالق عزوجل وقد كتب لهذا الرجل نهاية وخاتمة مخزية مثله مثل بقية أقرانه من السخفاء العرب كابن علي وحسني مبارك والقذافي، أما بشار الأسد فأعتقد أن نهايته ستكون مفجعة جداً.. ثم ما الذي يتصوره أمثال هؤلاء عندما يعتقدون أن البلدان مزارع مملوكة لهم ولأسرهم؟ أو ما الذي حصل حتى صار أمثال هؤلاء يظنون مجرد الظن أنه لم يعد في البلاد إلا هم وأفراد أسرهم ولهم الحق فقط دون غيرهم في الحكم والسيطرة وإدارة الدولة والاستئثار بالثروة وكل مقدرات الوطن وإلى هذا الحد الذي يدفع بعضهم إلى حتفه وهو بلا شعور؟ وكما حدث مع المخلوع حسنى مبارك مثلاً عندما قدم له بعض أركان حزبه المنحل النصح بالتوجه إلى الشقيقة السعودية لتلقي العلاج خصوصاً وحالته الصحية كانت قد تدهورت جداً، لكن العناد والكبر وسوء الخاتمة كانت مكتوبة بأن يذل ويشرب من ذات الكأس التي سقاها لشعبه ولعقود ثلاثة حتى صار يستجدي العفو والرحمة من شعبه سواء قال ذلك في حديثه أو لم ينطق بهذا، لكن وإن لم ينطق فالسرير الذي يحمل عليه قد صار ناطقاً بهذا وأكثر وبصريح العبارة وبدون حلفان حسب قول الأشقاء المصريين كنت لا أتمنى للمخلوع صالح ذات المصير أن يقدم إلى المحاكمة وهو يرقد على كرسي المرض ولا أريد لصالح هذا الموقف إطلاقاً إلا إذا أراد هو شخصياً ذلك وقد سبق أن سألنا أحدهم في لقاء عارض! هل تتمنى أن يقف صالح ذات الموقف الذي وقفه مبارك.. قلت له وبكل صراحة: لا أحبذ أن يحدث لصالح هذا لكن ربما تكون الخاتمة السيئة قد كتبت على هذا الرجل ومن منا بمقدوره أن يرد إرادة ومشيئة الخالق جل وعلا، لكن والحق أقول أن ما يجري حالياً في المشهد اليمني أعتقد أنه سيفضي إلى نهاية غير سعيدة لبعض الأفراد الذي يصرون على ممارسة القبح في زمن الانفتاح وثورة الإعلام في فترة من الفترات قال صالح أثناء اجتماع له بحزبه الفاسد والفاشل: "أنا لست تاكسي أوصل الفاسدين" وظن كثير من الناس يومها أن الرجل أعلن التوبة وسيبدأ في بناء الدولة المدنية الحقيقية، لكن ما لبث الرجل أن عاد ليحمل الفاسدين واتباعهم واتباع اتباعهم .. وقد علق أحدهم بعد ذلك قائلاً: صاحبنا أصبح "بابور لتوصيل الفاسدين وليس تاكسي" وها هي الأيام تكرر ذات السيناريو الذي حدث في قاهرة المعز ليتكرر ربما ومن يدري في صنعاء لكن بظروف وبوضع نزعم أنه مختلف وإن غداً لناظره قريب"، ففي حين كانت موقعة الجمل قضية العصر في مصر يمثل أمام المحكمة فيها مبارك وقد يمثل صالح وفي أي وقت ولحظة بتهمة قتل الشباب في موقعة القادسية في 18 مارس 2011م؟ او ما اطلق عليها جمعة الكرامة والتى سوف تصادف ذكراها الاحد المقبل من يدري قد يحدث هذا لكن كيف ومتى ولماذا والرجل محصن؟.. نقول الاجابة ربما تأتى في وقت ولحظة ايضا قد تكون مناسبة (ثم لله الامر من قبل ومن بعد ) وللحديث صلة
Abast666@gmail.com